الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفية الشيعية

محمود جابر

2013 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


السلفية الشيعية

السلفية موقف فكرى يشبه الموات،أو الوقوف فى المحل،أومحاكاة السابقين أو الغير... دون منطق أو مبرر فعلى، وهى – السلفية – ارتهان الواقع لصالح الماضى وارتهان العقل لصالح اللاعقل.
القرآن العظيم حارب هذه السلفية فى أشكال متعددة وفى آيات طوال فى طول الكتاب وعرضه قال تعالى ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) وقال تعالى ( اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا إلها واحدا ) .
فهذه صور من السلفية والصنمية فى العبادة من شأنها ان تحرف المؤمن عن سبيل الجادة والتفكر الى سبيل التقليد والجمود والتمسك بالاشكال دون روح الشريعة .
ولعل القرآن نبهنا الى أهمية التأسى لا التقليد فالنبى لنا ليس "قدوة" كما تزعم بعض الفرق الاسلامية ولكنه أسوة، و"الاسوة" من التأسى وهو التماس الحكمة والفهم وليس التقليد الاعمى حتى لا تحولت العبادات الى عادات و"فلكلور" شعبى .
وعودة على بدء: فهذا المقال يقصد به محاربة صور الانحراف فى العقلية السلفية بشكل عام؛ الشيعية المصرية منها بشكل خاص،و التى تريد ان حاكى غيرها من المجتعات الاقل تطورا وتريد أن تستغل بعض الاخطاء والممارسات السياسية للنظم السابقة من أجل عزل الشيعة المصريين عن اخوانهم من باقى المصريين تحت زعم " حقوق الشيعة" .
وأقول لاصحاب النوايا الحسنة منهم، "أن النار محفوفة بالنوايا الطيبة"، ولكن هذا لا يكفى، فالبعض يريد ان يستغل السيولة الحاصلة فى المشهد المصرى من اجل اعادة تقسيم هذا المجمع العصى على التقسيم مستغلة بعض من هؤلاء وهؤلاء، وهذه الطريقة فى المعالجة لن تخدم شيعة مصر ولا الباقين ولكن تجعل من الشيعة فى مواجهة باقى المجتمع .
وهذا الحديث يعيد الى الذهن موقف حزب الله حينما نشر الرسالة المفتوحة التى تمثل الوثيقة السياسية والبرنامج المستقبلى للعمل السياسى والمقاوم فى لبنان، ورغم ان الحزب هو ابن فلسفة ولاية الفقيه الا انه اعلن انه يحترم كافة المؤسسات اللبنانية ويحترم الشراكة اللبنانية فى العمل السياسى وليس فى نيته الانقلاب عليها او اعلان حكومة اسلامية، فالحكومة الاسلامية التى يمكن أن تكون صيغة حاكمة فى ايران ليس من العقل أن تكون صيغة حاكمة فى لبنان رغم ايمان حزب الله بها، وهنا حزب الله يعطى درسا للكثيرين ممن يعبدون السلفية من دون الله .
نحن فى المجتمع المصرى وإن كان قد تعرض الكثيرين منا للاعتقال والحبس والاهانة والقتل ورغم تكفير البعض لنا، وعدم السماح ببناء مساجد أو حوزات أو حسينيات، ولكن من قال أن مثل هذه المؤسسات يتولها القانون فقط. الذين لا يستطيعون ان يجعلوا من انفسهم جزء من المجتمع بشخوصهم وثقافتهم وتعاليمهم ومؤسساتهم لا يستطيع أى قانون مهم توفر له من قوة ان تفرض على المجتمع أن يقبلهم لوجود قانون حمائى لهم .
الحمائية المنشودة يجب ان تكون فى اطار وحدة المجتمع وفى اطار الجماعة الوطنية التى يعد الشذوذ عنها شذوذ عن الايمان، ولان الايمان فى جماعة الامة والقرب من مشاكل الناس وهمومهم، الناس كل الناس وبهذا نحيى أمر آل بيت النبى، وهنا ينطبق علينا قول المعصوم " رحم الله من أحيا امرنا"، إن الطريق الى احياء امر آل البيت هو الجماعة المصرية الوطنية وليس الاستقواء بمن لا يوالى الله ولا رسوله ولا يرقب فى المؤمنين إلا ولا ذمة، فنحن جزء لا يتجزء من الشعب المصرى ومن أمتنا العربية والاسلامية لا يجب ان ننفصل عنها حتى وإن ضيق القوم علينا ومصداقا لقول الشاعر :
بلادى وإن جارت عليا عزيزة .... وأهلى وإن ضنوا عليا كرام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | أجواء العيد في طرابلس اللبنانية


.. المصور شريف شما: طلبت من شاب وسيم تصويره وتفاجأت بأنه عربي




.. قصة الصورة الشهيرة لطفلة جملية الملامح على كتف والدها


.. عبور 1.39 مليون مهاجر من المكسيك إلى الولايات المتحدة في 202




.. مقتل المسؤول الميداني في حزب الله -محمد أحمد أيوب- في غارة س