الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدخل مخرب

محمد خليل عبد اللطيف

2013 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لنا ان نتناقش حول ما اذا كان عمل الجيش المصري انقلابا كاملا ام لا ولكن الواضح من الامر وبدون ادنى شك انه تدخل مخرب في السياسة لبلد تنفس هواء الديمقراطية للمرة الاولى منذ عقود.
جيش بدا وهو يتراجع عن السياسة بعد رحيل حسني مبارك في فبراير 2011 وضع قدمه مرة اخرى على مسرح الاحداث اولا باصداره مهلة قصوى لرئيس منتخب ليطيع او يستقيل ثم بتنفيذه لتهديده ووضعه لخارطة طريق اقالت الرئيس وعلقت الدستور.
ان رفض نتائج الانتخابات والتي اعتبرت على مدى واسع بانها عادلة وحرة وازاحة التشريعات الاساسية جانبا هي خطوة يجب ان يتجنبها اي جيش في العالم.
ان الحقيقة المتمثلة في في ان خطوة الجيش قد لاقت ترحيبا من قبل العديد من الثوار الذين خرجوا اولا الى الشوارع ضد مبارك في 2011 هي في الحقيقة لها تعبير واحد بائس بانهم سذج وقصيري النظر.
هذا لايعني القول بان الرئيس محمد مرسي لا يلام فلائحة ادانته السياسية طويلة ومفصلة فادانته الاسوأ باصداره تشريعا وسع من سلطاته في نوفمبر الماضي ولكنه تنازل عنه بعد الاحتجاجات والتظاهرات.
خلال الاضطرابات الاخيرة في الشوارع وبالرغم من كلماته المتحدية بانه مستعد للموت الا انه اظهر استعدادا للتنازل بعرضه لتشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات سريعة لبرلمان جديد.
لكن اظهاره بانه المسؤول مسؤولية كاملة عن حالة فقدان الامل للسنتين الماضيتين هو ببساطة مسالة غريبة وغير معقولة.
ليس هو من قام بحل مجلس الشعب ولكن المحكمة الدستورية العليا من قام بذلك.
ليس هو ولكن زعماء الاحزاب المعارضة من انتج حكومة سيطر عليها الاخوان المسلمين فقد قام بدعوتهم ليشاركوا في الحكومة الا انهم رفضوا.
بالتاكيد ليس هو من يلام على فشل الاقتصاد المصري في ايجاد وظائف تكفي لعشرات الالاف من المتخرجين كل عام فضلا عن العاطلين من اجيال سابقة.
وافق مرسي على خطط صندوق النقد الدولي لايقاف الدعم لاسعار الكهرباء والماء والطعام والتي تخلق تقشفا اكبر ولكن هذا ما فعله كل قادة المعارضة ايضا والذين يحلمون الان بالسلطة.
اما فشل قطاع السياحة عن ان يزدهر فالسبب الرئيسي هو الفوضى وعدم الاستقرار اللذان لم يشجعا السياح المحتملين خوفا من المصادمات والمظاهرات.
الكثير مما سبق كان من التهديد الاتي للديمقراطية المصرية مما يسمى الدولة الخلفية وهي البيروقراطية الراسخة متمثلة ومتألفة من كبار موظفي الحزب الوطني التابع لمبارك ونخبة رجال الاعمال والذين هم من المقربين اليه والرتب العليا من الجيش والذين استغلوا مصادر الدولة او الذين تربحوا من الخصخصة الصناعية وشركات التجارة.
البعض اتهم مرسي بالانضمام لهذه النخبة ولكن التهمة الحقيقية هي انه لم يفعل ما يكفي لمجابهتهم او مجابهة من يحميهم من جهاز الشرطة الفاسد والقاسي.
المفارقة في الاحداث الاخيرة تكمن في ان الذين شجبوا الرئيس بطاقة لا تنضب في ساحة التحرير وفي شوارع المدن الاخرى سقطوا في الفخ المهيأ لهم بواسطة تلك النخبة التي طالما حاولوا تحجيمها.
انها حقيقة مفروغ منها ان الاخوان المسلمين ومؤيديهم محافظين قد يعرضون بعض الحقوق المدنية للشعب المصري للخطر ولكن الخطورة الانية والاكبر حجما للبلد هي للحقوق السياسية التي ربحها المصريون باطاحتهم بمبارك والمتمثلة بالاطاحة بالحزب الحاكم الاوحد وحقوق كل المجموعات والاحزاب السياسية لان تتنظم بحرية وازالة الرقابة عن الاعلام والتقليص الواضح للعيان لسجن المعارضين...كل هذه هي مكاسب كان يجب الا يتم التخلي عنها بتلك السهولة.
ان الذين يصدقون بان هدف الجيش الرئيسي هو الحفاظ على الحريات المكتسبة ستخيب امالهم سريعا.
من تشيلي 1973 الى باكستان 1999 التاريخ طويل وحافل بسيطرة الجيش التي قد تم الترحيب بها في الساعات والايام الاولى ولكن قد تم الندم عليها في السنين البائسة التي تلت . في ان يكون لمصر ان تسير على هذا النهج فان في ذلك الكارثة.

جوناثان ستيل
الغارديان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف