الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤول العراقي والفقير العراقي على قرابة عيد الفطر المبارك

سيف سعدالله الناصري
(Saif Nassrei)

2013 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أرى تلك المرأة في طريقي وهي جالسة على الأرض وعلى صدرها طفل نائم لم يبلغ عام واحد وهي ترتدي الثياب الممزقة أو شبه ثياب فهي في حقيقة الأمر ليست بثياب بل قطع من القماش القديم , أقول في نفسي هل شاهدها المسؤول الفلاني المار من أمامها مع رتل العربات المحصنه ؟ وهل شاهد ذاك المسؤول نفسه الطفل الذي يبيع علب التنظيف في الشوارع عندما مر بقافلته ؟ وهل شاهد المسؤولين ذاك الفقير الذي ينظر الى مائدة الفطور والدمعة في عينة عندما قدمت له احد القنوات الفضائية تلك المساعدة ؟ في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشها الشعب العراقي من خروقات أمنية , وفساد في جميع مؤسسات الدولة ونحن على قرابة من عيد الفطر المبارك ترى ماذا يفعل الفقراء هذه الايام خصوصاً وأنهم يعيشون تحت سقف من القصب أو القماش أو الطين هل سيفرح أولادهم بملبس جديد في العيد كبقية اطفال العالم العربي , يقول ( محمد ) وهو أحد الأطفال بائعي علب التنظيف في (الترفك لايت) الذي يرتاد نفس باص الجامعة الذي أعود به الى المنزل والذي يرتاده لكي يصل الى الشارع الذي يبيع به علب التنظيف , أني أعيل عائلتي المتكونة من ثلاث أخوات بالأضافة الى أمي و نحن نسكن في بيت من الطين وأني أكبر أخوتي وعندما سألته عن والده أجاب ذاك الطفل البريئ بحسرة والدي متوفي منذو أعوام , ألا يستحق هذا الطفل أن يعيش طفولته البريئة حاله حال أي طفل خصوصاً قد فقد حنان الأب وهو في عمر صغير في بلد ميزانيتة السنوية وصلت الى اكثر من مئة وثمانية عشر مليار دولار والتي تعادل ميزانية ثلاث دول عربية يعيشون في حال جيد , الغريب في الموضوع عندما سألت (محمد) عن دراسته أجاب وبكل فخر أني مازلت أكمل دراستي وأني متفوق بها والأن قد وصلت الى مرحلة الرابع الأبتدائي , بالرغم من حال (محمد) الذي يفطر القلب الا أنه طفل مكافح يعمل من أجل عائلتة وبنفس الوقت يكمل دراستة ليس كحال أبن أحد البرلمانيين الذي ظهر قبل أيام على شاشات التلفاز في احد البرامج التلفزيونية واصفة بالعبقري خصوصا انه لم يبلغ الخامسة من عمرة عندما وجد فاتورة هاتفة المحمول قد وصلت أربعة مليون دينار عراقي نتيجة دخولة على الأنترنت . ماهو الفرق بين أبن البرلماني والطفل الذي يبيع علب التنظيف من أجل لقمة العيش أليس من حقة أن يفرح كبقية الأطفال بملبس جديد في العيد أو لأن أبن البرلماني والدة عضواً في البرلمان ويتقاضى مرتب يصل الى عشرات الملايين والذي أوصل العراق الى نسبة 25% يعيشون تحت خط الفقر و بهذه النسبة سوف يكون العراق منافس وبقوة لدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ؟ لله دركم ايها الفقراء الذين لم يلتفت لكم أحد من المسؤولين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24