الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية التيار الصدري في العراق والمنطقة ...مواقف واحدث متسلسله ومعقدة / واثق الواثق

واثق الواثق

2013 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إشكالية التيار الصدري في العراق والمنطقه ..مواقف وأحداث متسلسلة ومتشابكة . واثق الواثق

يعتبر تشكيل حزب الدعوة الإسلامية في ظل الظروف السياسية و الإقليمية , نقطة تحول في السياسة الإسلامية الشيعية العراقية , وهو من أقدم الأحزاب الإسلامية الشيعية المعارضة للسلطة في العراق منذ نشأته ، قبل أكثر من أربعين عاما ، و بحسب أدبيات الحزب في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ؛ ما شكل أول إشكالية منذ تأسيسه بحسب العديد من الباحثين ، وكان الشهيد الأول والمرجع الديني محمد باقر الصدر,هو من ابرز مؤسسي هذا الحزب ومفكريه والذي دوّن أفكاره وأرائه في مجلة الأضواء وهو من ابرز المراجع الإسلامية في النجف الاشرف فقد لمع اسمه في قائمة مراجع الدين في النجف الاشرف عقب وفاة السيد محسن الحكيم , اذ كان في تلك الفترة داعما لمرجعية السيد الحكيم , عقائديا وسياسيا وفكريا و تعرض الحزب إلى عدة انشقاقات وانقسامات تعد إشكالية ثانية ، التي تعرض لها الحزب والإشكالية الثالثة هي الاختلاف على ما يسمى ب"ولاية الفقيه " حتى انقسم إلى مجموعات هي : (حزب الدعوة الإسلامية : مؤتمر الشهيد الصدر حزب الدعوة الإسلامية : مؤتمر الإمام الحسين ), و( حزب الدعوة الإسلامية : المجلس الفقهي )وهي متمسكة بالدولة الإسلامية وولاية الفقيه. (حزب الدعوة الإسلامية :حركة الكوادر الإسلامية),( حزب الدعوة : تنظيم العراق ) , وتعرض الحزب الى عدة انشقاقات بسبب الاختلاف في وجهات النظر , منها عام 1960 في تنظيم بغداد وفي عام 1977 م , وفي عام 1979م . حتى قيل ان محمد مهدي الآصفي أراد , نقل قيادة حزب الدعوة إلى إيران فرفضت قيادتة. ذلك .
وبسبب الانشقاقات بين المرجعيات الإيرانية والعراقية حول موضوع ولاية الفقيه , . حدثت هناك نقاط اختلاف أو تباين أخرى في وجهات النظر , بين الفصائل المنشقة منها الموقف من الديمقراطية وولاية الفقهية والنظر من حيث قبولها وطبيعتها، والانفتاح السياسي على القوى العلمانية والدول الأجنبية . ما شكل إشكالية رابعة .
وكان للشهيد الأول محمد باقر الصدر الدور الرئيس في قيادة الحزب المشكّل لخلق حالة توازن فكري مع الحركة الشيوعية والعلمانية والقومية العربية ,التي غزت المنطقة والعراق في تلك الفترة والتي يعتقد حزب الدعوة بأنها مادية الحادية .فألفّ العديد من الكتب والمؤلفات لمواجهة المد الشيوعي في تلك الفترة وكان أبرزها ( فلسفتنا , واقتصادنا ).وكان من ابرز ما دعا إليه الشهيد الصدر الأول هو الدعوة الى الوحدة والتوحد بين المذاهب المختلفة عموما والمسلمة خصوصا ( السنة والشيعه ) وظهر الحزب كحزب مقاوم في منتصف السبعينيات من القرن الماضي حيث قام بعدة عمليات مسلحة وحملات توعية وتثقيف ضد النظام البعثي والسلطة الحاكمة آنذاك , و أشاد بنجاح الثورة الإسلامية في إيران وبمجيئ آية الله الخميني و شكل حزب الدعوة علاقات مع قيادات الثورة الإسلامية الإيرانية على الرغم من إن الإمام الخميني كان يؤمن بولاية الفقيه وأن حزب الدعوة يرى أن السلطة يجب أن تكون بيد الأمة الإسلامية .ما يعد إشكالية أخرى .
وتخوف الحزب الحاكم في العراق (حزب البعث )من ظاهرة ازدياد نفوذ حزب الدعوة الإسلامية فبدأ بهجوم إعلامي شرس على المرجعية الدينية في النجف الاشرف فردّ حزب الدعوة بالخروج في تظاهرات سياسية تنادي بإسقاط الحزب الحاكم في العراق والدعوة إلى إقامة دولة إسلامية . والتي على ضوئها اتخذت الحكومة العراقية جملة إجراءات بحق الحزب حيث قامت باعتقال عدد من رموز الحزب , وفي عام 1974 أصدرت أوامر الإعدام بحق مجموعة من قياديّ الحزب.
وبعد انطلاق الثورة الإسلامية في إيران أعلن حزب الدعوة الوقوف إلى جانبها ودعمها فأصدرت الحكومة العراقية قرارا نصّ على إعدام كل من ينتمي إلى حزب الدعوة الإسلامية، وكان الشهيد الصدر الأول أولّ من شمله هذا القرار وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى في عام في 4/9/1980 .
ويعتبر الشهيد الصدر الثاني محمد محمد صادق الصدر علماً من أعلام المدرسة المتفوقة والمتميزة التي أسسها الشهيد الصدر الأول ,وتأثر الشهيد الصدر محمد محمد صادق الصدر بأفكار أساتذته من العلماء والمراجع و استلهم الفكر الثوري من تجربة ودروس الإمام الخميني ودعا إلى مشروع التغيير في العراق مستلهما تجربة الشهيد الصدر الأول محمد باقر الصدر الذي يعد أكبر مفكر إسلامي في العصر الحديث، والذي كان رجل فقه وعلم وورع واجتهاد وتأليف وسياسة وفكر ( موسوعه ).وظهوره كمرجع ديني شبعي ثوري مقاوم للسلطة ومظاهر الفساد , ودعوته لمذاهب والاديان الاخرى للدخول في الاسلام ,شكّل إشكالية من أكثر الإشكاليات الإسلامية الشيعية في تاريخ العراق المعاصر والحديث , بعد استشهاد الشهيد الصدر الأول , وأكثر إثارة ومفارقة سياسية وتاريخية على الصعيد السياسي والحوزوي والاجتماعي والمذهبي فلم يتوقع أحد من الذين عايشوه قبل تصديه للمرجعية، أن ينهض بهذا الدور المعقد والحساس و الخطير في أصعب وأحلك المراحل التي مر بها العراق من حرب مع قوى التحالف والحصار الجائر على العراق والحروب الإقليمية ,والمجاورة ,كانت مرحلة من أكثر مراحل العراق خطورة و حساسيةً وتعقيداً
فتأسيسه لعمل إسلامي أستفزّّ سلطة نظام البعث , وشكل إشكالية كبيرة في وقتها , ما دعا السلطات لاتهامه بالعمالة إلى إيران . ومن الغريب أن يتهم الشهيد الصدر الثاني من قبل دول إقليمية ومراجع دين ورجال سياسة محليين وإقليميين ودوليين بأنه رجل مخابراتي يعمل لصالح الحكومة العراقية .ما شكل إشكالية ايضا , في الأوساط السياسية والدينية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
و اثأر مشروع الشهيد الصدر الثاني جدلا واسعا وحاداً في الواقع الإسلامي الداخلي في العراق , إلا انه قدّم أنموذجا جديداً لتعاطي الفقيه مع السلطة الحاكمة , و العلاقة بين الفقيه الشيعي والسلطة. فكسر القاعدة التقليدية في العمل الحوزوي الشعي التي كانت سائدة في تلك الفترة , واستغل كل الفرص الداخلية والخارجية ليكون طرفاً قوياً وفاعلا ومؤثرا , في المعادلة الدولية والإقليمية وهذا ما لم يُفكّر فيه ايّ فقيه أو مرجع ديني في العراق. فتحمّل ما قيل وقال عنه كثمن للحرية والتحرر من براثن الديكتاتورية . ولو أن ما قيل عنه كان قاسياً ومريراً، كقولهم : «فقيه السلطة» او «مرجع السلطة». وقد أثبتت تجربة الصدر الثاني استجابة الشعب العراقي للعمل الإسلامي الشيعي استجابة واسعة ، لا تخلو من الشجاعة،والشعور بالوطنية .
فجمهور الصدر الثاني ذو القاعدة الشعبية الواسعه والعريضه اثارت حسد وغضب وامتعاض مناوئيه واقراننه وحساده والحاقدين قبل السلطة الحاكمة (البعثية) ,فكان له رد ة فعل عنيفة وقاسية ضد رجال السلطة رغم المضايقات والاعتقالات التي تعرض لها التيار الصدري في تلك الفترة ؛ بحكم الظروف الأمنية القاسية ، إلاّ انه عبر عن مستقبل العراق بكل قوة وشجاعة .
وطرحّه لمصطلح "المرجعية الصامتة والمرجعية الناطقة" كان إشكالية عاشرة أيضا في حينها ولا زالت هذه الإشكالية قائمة . وتأسيسه لشبكة من المفاهيم الدينية والاجتماعية الخاصة ، ومفاهيم حول القيادة الحوزوية, والثقافية والسياسية . شكّلت موسوعة معرفية مختلفة , وخروج الشهيد الثاني لصلاة الجمعة الموحدة ورفضه لقوى الاستكبار والطاغية بجرأته المعهودة وشعاراته التي هزت مضاجع السلطة والدول الاستكبارية بقوله " كلا كلا للطاغوت كلا كلا أمريكا , كلا كلا إسرائيل " .فكانت صيحات الاسد الابيض مدوية في العراق حتى قال رئيس وزراء اسرئيل " يقلقني الرجل الأبيض في العراق " .
وحادثة اغتياله من قبل السلطة البعثية الحاكمة, قد كشفت عنها صحيفة (القبس) الكويتية .
وبحادثة استشهاد الشهيد الصدر الثاني في 19/2/1999 التي كانت كالصاعقة على قلوب العراقيين . انطوت صفحة من صفحات الإسلام السياسي الفقهي الشيعي الثوري المقاوم لتبدأ صفحى اخرى من صفحات ال الصدر المشرقة والمدوية مع نجله الزعيم الشاب مقتدى الصدر , وهي مرحلة ايضا لاتخلو من الحسد والغيرة والنفاق ضد هذا التيار الوطني العريق , فبدأت مرحلة الانشقاقات في الخط الصدري من جديد , حينما تصدى طلبة الشهيد الصدر الثاني ( محمد صادق الصدر) , للمرجعية في النجف الاشرف من بعده وهم , المراجع : ( اليعقوبي والصرخي والحائري ) . فكانت من أصعب الإشكالية على التيار الصدري وفي ظروف كان التيار احوج للتوحد فيها , حينما تعرض لانشقاقات وتفرقت أتباعه بين المراجع الدينية الثلاثة والتي وصلت إلى مرحلة الطلاق الدائم في بعض الظروف أو المواقف , بعيد احتلال العراق .
وفي مطلع عام ألفين وثلاثة برز السيد مقتدى الصدر كرجل دين وطالب حوزة ولديه إتباعه الذين بقوا على العهد للتيار بعد حادثة استشهاد والده الصدر الثاني ,
وانطلاقا من المبادئ التي أسسها الشهيد الصدر الثاني في مقاومة المحتل ورفض الفساد بأنواعه والسير على خطى الحوزة الناطقة ومقاومة الظلم والنزول إلى الشارع وترسيخ صلاة الجمعة والحفاظ عليها , فقد سعى السيد مقتدى الصدر الى تشكيل "جيش المهدي " , وهو جيش , عقائدي ثم تحول الى جناح عسكري أبان الاحتلال , بعد إن قام بجمع السلاح لمقارعة المحتل ما سبب إشكالية وإحراجا للقوات المحتلة والحكومة العراقية التي لم تهنئ بفرصة الفرح بالاحتلال .
فكان التيار الصدري قد وجهه ضربات موجعه وأليمة للقوات المحتلة , والتي رأت في وجوده خطرا يهدد مصالحها في العراق والمنطقة .
وكان التيار الصدري بثقله الكبير وبرمزه الثوري السيد مقتدى الصدر , قد فتح باب الحوار والعمل المشترك مع بعض المراجع والفصائل السنية الوطنية المقاومة , ودعا المسلمين إلى التوحد وأقام صلاة الجماعة الموحدة بين السنة والشيعه , وسعى لتوفير وتحسين الخدمات بعد أن انهارت البنية التحتية في العراق بالكامل بسبب القصف الأمريكي لها , وتدميرها . ولعب دورا مهما في استقلال العراق ودرء الخطر عنه وحل المشاكل الداخلية والخارجيه فكان صمام الأمان في بعض الظروف والعنصر الفاعل في تغيير المعادلة عسكريا إن تطلبت الأمور بعض الظروف .
وبسبب الضربات القاصمة والموجعة التي وجهها التيار الصدري للقوات المحتلة , جعلها تعيد الحسابات معه ومن جملة الإجراءات التي اتبعتها بث الإشاعات المغرضة ضده , ومحاولة استدراجه لمواجهة الحكومة والأجهزة الأمنية , ودمج عناصر في داخل التيار الصدري لنسف التيار من الداخل وضربه عسكريا ولوجستيا من الخارج بالتعاون مع دول الجوار . وتشويه سمعته فقامت بالقتل والسرقة وابتزاز المواطنين . ما أدى إلى ظهور انشقاقات كثيرة في صفوف التيار الصدري , ومنها ( اليعقوبية , وعصائب أهل الحق , والصرخيه ). وهو ما شكل الإشكالية أيضا في مسار التيار الصدري .
واليوم بعد أن خرج أخر جندي أمريكي محتل من البلاد عام ألفين واحد عشر , القى التيار الصدري سلاحه ليمارس الدور السياسي الوطني و الدخول والمشاركة في العملية السياسية التي رفضها مسبقا كونها كانت في ظل حكومة الاحتلال, وبدا يعد العدة لمحاربة الفاسد والمفسدين داخل الحكومة العراقية وإعادة العلاقات مع القوى المحلية و الإقليمية و العربية للدفاع عن القضايا الإسلامية والعربية ( إيران , وتركيا , سوريا , لبنان , وبعض دول الخليج ( البحرين ) .
وبهذا يعد التيار الصدري الشيعي الثوري المقاوم من اكبر واعقد الإشكاليات العقائدية والسياسية والعسكرية والاجتماعية في تاريخ العراق المعاصر , والذي واجهت الحكومات العراقية المتعاقبة , ولا زال ؛ بحكم منهجه الشيعي الثوري الحسيني المقاوم لشتى أنواع الظلم والتعسف والاضطهاد .
الاعلامي / واثق الواثق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي