الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صُحف بريطانيا مُفعمة بالعاطفة ! Mum I Love you .. 2

عادل الخياط

2013 / 8 / 2
الصحافة والاعلام


قد يكون سبب تلك العاطفة مقترن بتاريخ بريطانيا العُظمى الإستحواذي الشره في أفريقيا وعموم الأرض .. تكفير عن ذلك الشرَّه الإستعماري القبيح الذي يصفه المؤرخ البريطاني " جورج ويلز " : إن شهوة البريطانيين على الإستحواذ على " المطاط " في أفريقيا لم يُضاهيه أي شره في التاريخ !! وبذلك - ومن وجهة نظر بعض الصحف البريطانية ووفق دوافع ترويجية لا تقل قباحة عن ذلك الشره - فإن بريطانيا ومن على شاكلتها من دول الغرب الإستعماري سوف تظل حاملة لتلك الجرثومة ويتوجب أن تظل الفاتورة متوقدة أبدا . متوقدة مع صعود أي تيار راديكالي في الشرق الأوسط أو غيره من بقاع العالم الثالث , أي تيار راديكالي : , قومي , يساري , إسلامي .. يُكشر أنيابه في وجه ذلك التاريخ المتجدد ! وطبعا إن مثل هذا التكشير .. سوف يكون مادة حية , طازجة للإعلام الغربي , وعلى الأخص البريطاني الذي هو لب هذي الموضوعة .. لكن هذا الإعلام لا تستثيره السخافات التي لا يكتنفها البريق , فأنت من المستحيل أن تستثير ألقارئ عن موضوع يتناول أبراج مدينة " دُبي " .. الذي يثير صحفيي بريطانيا وفق هذا السياق على سبيل المثال هو : لماذا حبست شرطة الإمارات خمسين عنصرا من الإخوان المسلمين !؟ لأن الإخوان يمثلون مادة ذات بريق , بريق إرهابي , أي إرهاب اليوم يُمثل بريق متألق في عالم الميديا وعلى الأخص الميديا البريطانية !! ربما يقول شخص ما : في المحور الإقتصادي لتلك الصحف أيضا ثمة إهتمام وتفاعل فلماذا نوجه لها النقد والظلم , محتمل , صحيح , لكن قولبة الخبر في التحليل الإقتصادي ليس مثل السياسي , لأن الثاني ببساطة يخضع لتلقائية وتسطيح وليس مثل الأول , وعلى أي حال ليس المخاض هنا حول نظرية المؤامرة , التي إن وُجدت فهي نسبية مثل كل الأشياء في هذه الدنيا , والطبيعي ان الميديا جزء حيوي فيها .


تتفاقم وتتكرر الحالة لتلك الصحف البريطانية على المدار , وعلى الأخص عندما يخص الموضوع حدثا مثيرا يتمحور او يصدر عن منابع الإرهاب التي تضرب العالم في كل آفاقه , أيما تكن تلك الآفاق : غربية مسيحية كافرة أو مذهبية اسلامية تُوصم على ذات السليقة التكفيرية .. قد تكون تلك السلوكيات من ضمن سياسة الإعلام المرتكز على الإثارة وشد الإنتباه , وربما عن عُقم تحليلي .. لنقرأ ما قالته الـ " ديلي تلغراف البريطانية " عن الأم الفخورة وإبنها الذي قتل وبتر المئات من الأبرياء في "بوسطن الأميركية :

" أم فخورة
نقرأ في صحيفة الدايلي تلغراف مقابلة مع والدة منفذا اعتداء بوسطن بعنوان "إدفنوا إبني في أمريكا". وقالت زبيدة تساناريف إنها "مصممة على دفن إبنها البكر تمرلان في الولايات المتحدة الامريكية"، مضيفة "لقد أوقعوا به، إنها مسرحية كبيرة، والأمريكيون
يحبون هذا النوع من المسرحيات".
"نحن نعرف الأفلام التي تشاهدها، ما الذي تفعله، وما الذي تخطط له""
واشارت الى ان مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) استجوب تمرلان خمس مرات لأنها اشتبهت بأنه مشروع لقائد إرهابي".
وقالوا له حينها "نحن نعرف الأفلام التي تشاهدها،ما الذي تفعله، وما الذي تخطط له".
وتذكر زبيدة أن تمرلان رد عليهم قائلاً، إن "الإطلاع على المواد التي يستخدمها الارهابيون لا يجعل المرء إرهابي".
وسألت (أف.بي.آي) زبيدة إن كان لديها أي علم إن كان إبنها يخطط لأي عمل إرهابي.
وأضافت زبيدة (46 عاماً) التي كانت ترتدي حجاباً أسود اللون "أنا فخورة بإبني تمرلان وجوهر"، مؤكدة أنها ذاهبة الى الولايات المتحدة الأمريكية لدفن إبنها البكر".
وقالت زبيدة إن "تمرلان، إتصل بها قبيل مقتله، وقال لها إن الشرطة تلاحقه"، مضيفة "قال لي ماما أنا أحبك".
وتعيش زبيدة تسارنايف في داغستان مع زوجها أنذور "

كلام المرأة " الأم الفخورة " ليس بحاجة إلى تعقيب , حيث الواضح إنه كلام لإمرأة بسيطة ليس بمقدورها حتى تجميع جملة مفيدة , إضافة للتضارب في القول , والطبيعي هي ليست مُلامة على قولها ما دامت بذلك المستوى .. التعقيب المصيبة هو أن يشرئب مُراسل الدالي تيلغراف لخلق تراجيديا هزيلة عن شخص أو شخصين تسببا في تراجيديا حقيقية لعشرات أو مئات الناس , وهذه التراجيديا تتخذ ذات المنحى في القتل وبتر الأعضاء البشرية لآلاف الناس لعشرات اللآلاف من ذات المِلة أو الدين في اصقاع أخرى !!

لكن يبدو ان المراسل العاطفي كان قد إسترخى على قول " تمرلان الشيشاني " لوالدته : ماما أنا أحبك " كذلك يبدو إنه - المُراسل - من المؤمنين بالحب من طرف واحد , فتمرلان الشيشاني يحب أمه , لكنه يكره الأمريكيين ولذلك تراه قتلهم وقطعهم إربا إربا ! .. وعلى هذه المتوالية فإن هذا المراسل سوف يمسخ قوانين الحب الشمولية ويقننها وُفق فلسفة رؤيته لـ " زبيدة " والدة مُفجري بوسطن الشيشانيين من خلال إتصال تمران بإمه : Mum I love you !!

الصحيفة البريطانية ومراسلها يسيلان لغواً كلاميا يثير المغص , من قبيل : ماما انا أحبك , وانها كانت ترتدي حجابا أسود , وانا فخورة بإبني , وزبيدة ذاهبة لدفن إبنها في أمريكا ! لماذا , لماذا تدفنين إبنك في أمريكا ما دامت أميركا تجيد الخداع , لما لا تطيرين به إلى الشيشان على مقربة من أصحاب اللحى الطاووسية التي تأثر بها إبنك المحروس ليُقطع الأبرياء في بوسطن , ماذا تريدون من العالم ؟ ماذا أنتم أصلا ! تسافرون إلى تلك العوالم وتدرسون وتتمترسون وتتزوجون وتخلفون ويظل الحقد يدب في شرايينكم , فأي ملة من البشر أنتم !! ,, وفوق هذا تظهر علينا صُحف " أصحاب الدكاكين حسب وصف "نيتشة " للإنكليز " تظهر علينا صحفهم في تحليلات وتوصيفات تشمئز وتسخر منها حتى شعوب الإنقطاع الحضاري !!

عموما : الشاهد الحقيقي لتفاصيل القتل المجاني لا يفصح عنه ولا يحدد تفاصيله إلا من لاحه عنف الحدث , الذي يتشذر أخيه أو إبنه أو أمه وأخته وهكذا , يتشذر كقِطع لحم يشم دمها المسفوح دود الأرض , تلك التراجيديا لا يشتم ريح دمها ولحمها إلا الذي ينحبها , أولئك الذين ينحبون النهارات والليالي على أحبائهم بفعل التفجير القاعدي في العراق وافغانستان وباكستان وأمريكا وبريطانيا وأسبانيا وتطول القائمة .. تلك الحشود البشرية التي لا ناقة لها ولا جمل في الصراعات السياسية هل دغدغت صحفيي بريطانيا ليثرمو علينا " بربوكياتهم " عن الإسلام السياسي والعفة والطهارة والعُذرية !! ننصح بتمسيد خصاكم قبل البوح , فلعل مثل هذا التمسيد يبعث نوعا من الإرسال المغناطيسي إلى العقل فيرشح عنه عِظة إنسانية من نوع ما !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خامنئي: من قام بعملية {طوفان الأقصى} أفشل المخطط الكبير للشر


.. حماس تنظر بإيجابية إلى مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة




.. بن غفير يهدد ثانية: إذا قبل نتنياهو صفقة غزة سيطير! | #عاجل


.. استمرار الحرائق في مستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل




.. أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على قطاع غزة