الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتفاءل .. نحن العراقيون ؟ أم نخاف ؟ أم نيأس ؟

كاظم الأسدي

2013 / 8 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أنتفاءل نحن العراقيون ؟ أم نخاف ؟ أم نيأس ؟
حينما تم سؤال الدكتور سعدالدين ابراهيم إستاذ الإجتماع السياسي في مصر ومؤسس مركز إبن خلدون .. عن حقيقة ما يجب أن يشعر به المواطن المصري اليوم بعد إصرار الأخوان على تصعيد الأمور والسير بمصر نحو المجهول و الفوضى و الحرب الأهلية ؟؟ كان جوابه قاطعا"و باتا" .... نتفاءل بالتأكيد !! جواب يعكس عمق الإطمئنان والثقة بالمستقبل مستمدا" ثقته تلك من واقع الإستجابة المليونية الكبرى للشعب المصري على طلب السيسي ونزولهم الى الميادين لمنح الجيش تفويضا" بمواجهة الإرهاب !!
وتركت بقية حديث الدكتور لأغرق في تداعيات الواقع العراقي وإمكانية إسقاط الحدث المصري عليه ؟ وسرعان ما برزت أمام ناظري الصور الضبابية الرمادية (( إن لم تكن السلبية )) لغالبية الشعب العراقي أزاء الأحداث المأساوية الرهيبة التي تدور حوله ؟والتي فاقت بالتأكيد كل أهوال وتداعيات الواقع المصري !! وبقاء شعبنا متفرجا" دون فعل إيجابي مؤثر طوال السنوات العشر الماضية ؟؟ ناهيك عن تباين الكثير من جوانب الظرف الموضوعي بين البلدين !!
وسرعان ما عدت الى السؤال المهم والمحير في نفس الوقت .. أنتفاءل نحن العراقيون ؟ أم نخاف ؟ أم نيأس ؟ ولكن كيف نتفاءل ونحن أمام هذا الكم الهائل من الأحداث المأساوية اليومية المحاطة بعجزحكومي وصمت مطبق من المرجعيات الدينية والسياسية !!وتجاهل دولي وأممي لكل تلك المأساة !! أنتفاءل و نحن غارقون في ظلام دامس فيما نرى الأخوة في مصر تضاء شوارع إحتجاجاتهم الليلية الرمضانية المليونية بألوان ضوئية زاهية وليزرية إحتفالية لتنقل عبر فضائيات للعالم .. فيما يبهت حماس ثلة الشباب الذين إعتصموا في ظلام البصرة لتحسين الكهرباء فقط لاغير !! وقد فضوا إعتصامهم دون أن يراهم أحد و بعد أن يأسوا من نصرة الناس وتضامنهم معهم !! وكذلك من إستجابة المسؤولين لمطلبهم !!
إذن هل نخاف ؟ وعلى ماذا نخاف ؟ فنحن العراقيون لم يبقى لدينا ما نخشى عليه ؟ بعد أن تم قتل روح المواطنة وجرى تسييد الهويات الفرعية القدرية والمناطقية !!.. ليتحكم بمصائرنا وخياراتنا وحيواتنا قادة المليشيات الطائفية وزعماء الإرهاب والقاعدة !! وبعد أن نخر الفساد قيمنا وإقتصادنا !! وبعد أن أمسينا نماهي أيامنا بتلك الأيام السود والتي سبقت 2003 ؟؟ على ماذا نخاف وقد تم الإستحواذ على تضحياتنا وتأريخنا قبل ثرواتنا لمئات من السنين القادمة !! وبعد أن تم التفريط بكل مكتسباتنا الحضارية والصناعية والعلمية .. كما تم الإساءة وعن خبث وعمد الى ذلك الصفاء والإنسجام الإجتماعي لنجد أنفسنا ودون خيار منا !! في صراع دموي مع إخوتنا في هذا الوطن ؟ وبالضد من مصالحنا والوطن بالتأكيد !!
لم يبقى أمامنا إلا اليأس !! والذي لم يكن ضمن خيارات الشعب المصري إطلاقا" !! نعم لقد دب اليأس في نفوس العراقيين من إمكانية التغيير ؟ وقد أعطوا ظهورهم للأحداث !! وفوضوا امرهم لمن إستحوذ على عواطفهم دون عقولهم !! ليبقى وضعنا على كف عفريت ؟ لا نعلم ما تخبأ لنا الأيام القادمة ؟ حربا" أهلية لاتبقي ولاتذر أم تقسيم كانتوني بين دول الجوار الطامع !! طالما بقينا في يأس من إمكانية أن (( ينطيها )) من أخذها في غفلة من الزمن ولم يثبت أهلية للسير بها نحو شاطىء الأمان والسلام والبناء!!
وإذا لم يحق لنا التفاؤل ولا نملك اليأس ولم يتبقى ما نخاف عليه !! فهل نملك إلا الإستمرار بالوقوف على تل الترقب بأنتظار من يقرر خيارات وطن كان إسمه العراق !! ويعفينا من هموم و متاعب الإختيار ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا