الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!

جواد البشيتي

2013 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


"الجيش المصري، بإطاحته الرئيس محمد مرسي (أوَّل رئيس مصري مدني مُنْتَخَب) إنَّما كان يستعيد الديمقراطية؛ الجيش بعزله مرسي إنَّما استجاب لمطلب الملايين والملايين من المصريين، الذين كانوا يخشون من انزلاق البلاد إلى الفوضى والعنف؛ وبحسب أفضل تقويم لنا، حتى الآن، لم يستولِ الجيش على السلطة؛ فهناك حكومة مدنية تدير شؤون البلاد؛ وهذا يعني فعلياً أنهم يستعيدون الديمقراطية".
بهذه التصريحات الصحافية الواضحة الجلية (والتي هي من نوع الكلام الجامع المانع) لوزير خارجيتها جون كيري، تكون الولايات المتحدة (أو إدارة الرئيس أوباما) قد غادرت "الرمادية" في مواقفها من الصراع المصري، وأعلنت تأييدها الصريح، ومباركتها الواضحة، لِمَا هو، في رأي الواقع الموضوعي لهذا الصراع، انقلاب عسكري قاده وزير الدفاع الجنرال السيسي، مُجْتَنِبَةً، من ثمَّ، قطع مساعداتها السنوية الحكومية والتي تُقدَّر بمليار و500 مليون دولار.
وينبغي، من ثمَّ، لمؤيِّدي انقلاب السيسي من المصريين، وفي الإعلام المصري على وجه الخصوص، أنْ يتوقَّفوا، من الآن وصاعداً، عن اتِّهام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب جماعة "الإخوان المسلمين" ومرسي، وعن اتِّهام الرئيس أوباما نفسه بتأييد "الإرهاب" الذي تُمثِّله هذه الجماعة.
والآن، يتَّضِح أنَّ نزول "الملايين والملايين" من المصريين إلى الشارع، في الثلاثين من يونيو، كان "ضرورة دبلوماسية"؛ فلولا نزولهم لانعدمت "الحجة (والذريعة)"، ولاستعصى على كيري (وغيره) مِمَّن يُعامِلون كل انقلاب عسكري على حكومة مدنية على أنَّه "شَرٌّ" أنْ يقفوا هذا الموقف الذي لا ريب في إيجابيته من انقلاب الجنرال السيسي؛ فـ "الملايين والملايين طلبوا؛ والجيس لبَّى مطلبهم واستجاب له (وكفى الله كيري شّرَّ التحليل والتدقيق)"!
ما هو ثابت ومؤكَّد في لعبة وحيلة "الأرقام" هو أنَّ الرَّقم 30"" صحيح في عبارة "30 يونيو"؛ أمَّا في عبارة "30 مليون مصري نزلوا إلى الشارع" فيكتنفه كثيرٌ من الخطأ الحساب والسياسي.
وإنِّ لأسأل: هل منافِس مرسي في انتخابات الرئاسة أحمد شفيق يُمثِّل شيئاً من ثورة 25 يناير؟
إذا لم نلغِ عقولنا فإنَّ الجواب هو: كلاَّ؛ إنَّه لا يمت بصلة إلى هذه الثورة، وإنَّه لعدوٌّ مبين لها، وينتمي انتماءً صادقاً إلى الثورة المضادة.
هذا الرَّجُل صوَّت له في الانتخابات الرئاسية نحو 13 مليون ناخب؛ وهو يزعم الآن أنَّ لديه نحو 20 مليون ناخب؛ فهل لازم ناخبوه هؤلاء بيوتهم يوم الثلاثين من يونيو، ولم يحتشدوا في "التحرير" و"الاتحادية" حتى يَصْدُق، ونُصَدِّق، الزَّعم بأنَّ "الملايين والملايين" الذين احتشدوا في الثلاثين من يونيو كانوا من "شعب ثورة 25 يناير"؟!
إذا هُمْ ضربوا صفحاً عن هذه الحقيقة المُرَّة فإنِّي لن أضرب عنها صفحاً، وأقول، من ثمَّ، إنَّ للثورة المضادة في مصر شعبها!
الصورة في المرآة إنَّما تُريك ما تراه عَيْن المرآة من الواقع؛ فإذا نَظَرْتَ في مرآةٍ، ورأيتَ فيها صورة ثلاثة أشخاص، فهذا إنَّما يعني أنَّ الواقع لم يُرِ المرآة إلاَّ ثلاثة أشخاص؛ أمَّا صورة الحشود الشعبية الهائلة (في "التحرير" و"الاتحادية") التي أَرونا إيَّاها في الثلاثين من يونيو، فلا أصل لها في الواقع الموضوعي، ولا يَقْبلها عقل أو منطق؛ فلو جَمَعْنا كل المساحات التي احتشدوا فيها، وَوَضَعْنا 5 أشخاص في كلِّ متر مُربَّع من مجموع هذه المساحات، لَمَا تمكَّنا أبداً من بلوغ الرَّقم "30 مليون" شخص!
السيسي هو الآن، في رأي كيري، "بطل الديمقراطية المُسْتعادة (أو بطل استعادة الديمقراطية)"؛ أمَّا عهد حكم مرسي (الذي هو أوَّل رئيس مصري مدني منتخَب في طريقة لم تشكِّك الولايات المتحدة، من قبل، في ديمقراطيتها) فهو العهد الذي فيه، وبه، "فُقِدَت الديمقراطية"؛ فـ "الملايين والملايين" من المصريين الذين انتخبوا مرسي إنَّما انتخبوا "رئيساً مدنياً خصماً وعدوَّاً للديمقراطية"؛ و"الملايين الملايين" من المصريين الذين نزلوا إلى الشارع في الثلاثين من يونيو إنَّما دَعُوا العسكر إلى "استعادة الديمقراطية"!
وإذا ما تَرْجَمْنا أقوال كيري هذه بـ "لغة المنطق"، يَسْهُل، عندئذٍ، فهمها على النحو الآتي: عهد مرسي كان نَفْياً للديمقراطية؛ السيسي نَفَى هذا النفي، أيْ استعاد الديمقراطية؛ وعليه، كان عهد ما قبل مرسي هو عهد الديمقراطية، التي نفاها مرسي، حتى استعادها السيسي!
أمَّا إذا تَحَدَّيْتُم كيري على أنْ يأتي بالدليل (المُفْحِم) على "ديمقراطية" و"شرعية" عهد الجنرال السيسي، فسوف يقول لكم عندئذٍ إنَّ تنصيب السيسي لـ "حكومة مدنية مؤقتة (أيْ حكومة شخوصها من المدنيين لا العسكريين)" هو الدليل على "ديمقراطية" هذا العهد؛ وإنَّ نزول "الملايين والملايين" إلى الشارع (في الثلاثين من يونيو) هو الدليل على "شرعيته"!
وإذا ما ارتكب عهد السيسي مجازر وحشية في حقِّ "الملايين والملايين" من "المصريين الآخرين"، فلن نتفاجأ إذا ما أعلن كيري أنَّ هذا الدم الغزير الذي سُفِح وسال كان "شَرَّا لا بد منه لمنع انزلاق البلاد إلى الفوضى والعنف"!
بقي على كيري، إذا ما أراد أنْ ينسجم أكثر مع منطق أقواله تلك، أنْ يعيد تعريف "الديمقراطية"، وأنْ يقول في تعريفه الجديد لها إنَّها كل عملٍ تَسْتَصْلحه المصالح والأهداف الإمبريالية للولايات المتحدة ولو ارتكبه "عسكر"، أو "عسكر فاشيون ودمويون"؛ ولطالما زَنَت الولايات المتحدة بالديمقراطية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكانب مازال يعيش فى اﻷ-;-وهام
محمد ( 2013 / 8 / 2 - 14:03 )
يا عزيزى الولايات المتحدة كانت تزنى بالديموقراطية بمساندتها لمرسى، و اﻷ-;-ن استبدلت هذا الزنا بزنا أخر بمساندتها للسيسى. فلا تستغفل نفسك و قرائك بنغمة أن مرسى كان نصير الديموقراطية، و إن كنت لا تعرف ما فعله لتطويقها طوال عام من إدارته الفاشله، فأنصحك أن تجد لك عمل أخر تفقه فيه بدلا من أن تضل قرائك بهذا الهراء.


2 - الاستاذ جود و ثقافة الاخوان
د/سالم محمد ( 2013 / 8 / 2 - 15:08 )
الاخ جواد . . انتمائك الاخوانى واضح لكل لبيب ، و الاخوان منظمة دولية ارهابية معادية للحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان ، لا تدخل بلدا الا دمرته و قسمته و لك فى السودان و الصومال و افغانستان عبرة للكوارث المرتبطة بالفاشية الدينية .
و لا تختزل الديمقراطية فى صندوق الانتخاب ، هتلر جاء عبر هذا الصندوق .
و اخيرا انصحك بمزيد من القراءة فى الثقافة العامة بعيدا عن منشورات مكتب الارشاد


3 - الديمقراطية حمالة اوجه
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 2 - 15:17 )
تحيتي للجميع
نحن شعب لنا دمقراطيتنا غير الدمقراطية الموجودة بالكون اجمعه
ديمقراتيتنا يجب ان تكون حسب شرع الله وحسب مصلحة الاميركان والاوربيين
وسؤال جريئ هل هم يسمحون بمظاهرات مماثلة ويفرضون علينا بعدم التعرض للمتظاهرين حفاظا على حرية التعبير
واذا اردت التظاهر والمطالبة برائيك بالغرب يجب ان ترفع طلب يحددون به المكان والزمن وباقل من ساعتين وكل واحد يذهب بحاله
اما نحن سنبقى بالشارع والزمن مفتوح ننام هناك ونقطع الطرق ونتقاتل بالحجارة واذا لم يقع عشرات المحتجين وجرح المئات لاتعد تظاهرة
وللجميع مودتي


4 - حديث الارقام
محمد صلاح سالم ( 2013 / 8 / 2 - 22:11 )
مساحه ميدان التحرير 50000 متر
الشوارع المحيطه به مساحتها 20000


5 - حديث الارقام
محمد صلاح سالم ( 2013 / 8 / 2 - 22:53 )
مساحه ميدان التحرير 50000ومساحه الشوارع المحيطه 20000ومساحه المناطق المحيطه
بقصر الاتحاديه 30000متر وبذلك يكون الاجمالي لمساحات التظاهر بالقاهره 100000متر
لو فرضنا ان المتر المربع يسع 5 افراد وقت الذروه يكون اجمالي العدد 500000 بالقاهره
اي نصف مليون
عدد سكان القاهره 15 مليون
يكون معدل التواجد 1 الي ثلاثين (اي واحد تواجد بالمظاهرات مقابل 30 لم ينزلوا)
باقي سكان المحافظات 75 مليون
بفرض ان معدل التواجد بالمحافظات هو نفسه بالقاهره
يكون العدد بالمحافظات 75 مليون مقسوما علي 30 يساوي2ونصف مليون
اذن العدد الاحمالي نصصف مليون بالقاهره زائد 2 مليون ونصف بالمحاقظات
يساوي 3مليون بمصر كلها
عدد من انتخب شفيق بالجوله الاولي 5مليون وبالثانيه12
لو نزل نصف من انتخب شفيق في الجوله الاولي لكانوا اغلبيه يوم 30 يونيو
هنا من الممكن ان نقول ان تدخل الجيش لم يكن لتغليب اراده جماهير ثوره يناير ولكن لتغليب
اراده الثوره المضاده
نعم هناك من جماهير يناير كثر تواجدوا في 30 يونيو ولكنهم ليسوا الاغلبيه
من رفعوا صور السيسي فيما سمي جمعه التفويض من المستحيل ان يكونوا من ثوار يناير
من هتف بسقوط العسكر لا يرفع صورهم


6 - دع المكارم
علقمة منتصر ( 2013 / 8 / 3 - 01:20 )
عندما أقرأ كلاما من هذا القبيل (هل منافِس مرسي في انتخابات الرئاسة أحمد شفيق يُمثِّل شيئاً من ثورة 25 يناير؟ إذا لم نلغِ عقولنا فإنَّ الجواب هو: كلاَّ؛ إنَّه لا يمت بصلة إلى هذه الثورة، وإنَّه لعدوٌّ مبين لها، وينتمي انتماءً صادقاً إلى الثورة المضادة. ) أسأل الكاتب: وهل مرسي وجماعته من ثورة 25 يناير؟ ألم يركبوا قطارها متأخرين قبل أن يستولوا عليه كقطاع الطرق؟ ثم متى كان الإسلاميون ثوارا؟ اليست الثورة فتنة في الإسلام ممقوتة؟ أما في العصر الحديث فالثورة شيء آخر تماما ارتبط بالحركات الاجتماعية التقدمية المعادية للاستبداد والإقطاع والدين؟ فما علاقة الإسلاميون بها وهم يحملون أحط تصور لإدارة مجتمع في العصر الحديث
أما الثورة المضادة فقد ارتبطت دائما بالقوى الماضوية المرتبطة بأكثر القوى الاجتماعية رجعية في المجتمع. وأخيرا، من أعطى لك الحق في الحكم على ملايين مرسي وإخراجهم من المواطنة المصرية بدون محاكمة مثلما فعل الرجعيون الليبيون الحمقى؟
ما أصدق الحطيئة:
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها +++ واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي


7 - تنويه
محمد صلاح سالم ( 2013 / 8 / 3 - 06:38 )
عدد سكان القاهره التي اشرنا اليه هو عدد سكان القاهره الكبري
وتشمل القاهره والجيزه وحلوان و6 اكتوبر
ويمكن الرجوع ايضا الي الاحصاءات الخاصه بمسااحه الحرم المكي وطاقه الاستيعاب
القصوي له ومقارنته بطاقه الاستيعاب لميدان التحرير في ضوء مساحته
وهي مقارنه تؤكد ماذهبنا اليه من ارقام
اما الارقام التي تم ترويجها والتي تنطوي علي مبالغات فجه الي ابعد الحدود فهي صناعه
الاعلام الموجه الان والتي يشرف عليها العسكر سواء في الفضائيات والصحافه الحكوميه
او الخاصه


8 - الى رابعة
قارئ ( 2013 / 8 / 3 - 07:56 )
من الغريب ان يكون الاستاذ جواد بيننا ويكتب في منبر علماني !!
المفروض ان يكون الاستاذ جواد في ميدان رابعة ، مع منارات الديموقراطية كصفوت حجازي والبلتاجي
استاذ جواد احترم رأيك
عليك الجهاد من رابعة !!


9 - تحزير خطير لكل مصري شريف
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 3 - 10:04 )
تحيتي للجميع
انه مخطط لتقسيم مصر وجرها لحروب شبيهة بحرب سوريا اخلوا الشوارع وتريثوا لنرى ما ستفعله الحكومة المؤقتة وما توجهاتها
احقنوا الدماء لاان كل قطرة تزيد الجو اشتعالا وعلى العاقلين من الاخوان انصحوا اتباعكم للعودة لبيوتهم وادخلوا مع الحكومة الجديدة وكونوا يد واحدة ضد هذه المخططات اللعينة حفاظا على مصر وشعبها
وللجميع المودة

اخر الافلام

.. بايدن يتمسك بترشحه.. و50 شخصيةً قيادية ديمقراطية تطالبه بالت


.. أشهر مضت على الحرب في غزة والفلسطينيون يترقبون نهايتها




.. نتنياهو يتهم وزير دفاعه يوآف غالانت مع المعارضة بمحاولة الإط


.. قصف كثيف وإطلاق قنابل مضيئة بمناطق شرقي غزة




.. القمر كوزموس 2553.. أطلقته روسيا قبيل إعلانها الحرب على أوكر