الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستسقط بغداد...مثلما سقطت غرناطة

ميثم مرتضى لكناني

2013 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لم تسقط غرناطة بقوة اعدائها الملكين ( ايزابيلا وفردناند) وجيوشهما بل تساقطت رويدا رويدا بسبب احتراب ملوك الطوائف من بني الاحمر ولقد خلد الكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي في رائعته( العبرات) مشهد رحيل اخر ملوك بني الاحمر عبر جبل طارق بعد توقيعه وثيقة الاستسلام اذ يخاطبه شيخ كبير من اعلى الجبل ويحمله مسؤلية الهزيمة التي اطاحت بالعرب وجعلتهم بين مهجر طريد او اسير مهان ,بسبب جشع وانانية حكامهم الفاسدين حتى يصل الى العبارة المؤثرة ذات المغزى والمعنى وهو مازال يخاطب الملك المهزوم :
(نعم .. لك أن تبكي أيها الملك الساقط على ملكك بكاء النساء فأنك لم تحتفظ به احتفاظ الرجال.) ويختم خطبته الطويلة بلحظة المحاسبة لحكام لم يحفظوا الامانة فيقول:
لي فوق هذه الصخرة يا بني الأحمر سبعة أعوام، أنتظر فيها هذا المصير الذي صرتم أليه، وأترقب الساعة التي أرى فيها آخر ملكٍ يرحل عن هذه الديار رحلة لا رجعةَ من بعدها، لأني أعلم أن الملك الذي يتولّى أمره الجاهلوون الأغبياء لا دوامَ له ولا بقاء.
هكذا هم حكام العراق..الان يختلفون على المغانم ويشتبكون مع بعضهم على المنافع تاركين بغداد المسبية تطحن بالبارود والمفرقعات ويذرى في دجلاها رماد اطفالها الابرياء ..يلهوا حكامنا وياكلون لحوم بعضهم البعض على الشاشات الفضية يفسقون بعضهم ويشيطنون بعضهم ويلعنون اسلاف بعضهم لالبراءة فيهم او نزاهة بل للمزايدات الرخيصة فكلهم كاذبون وكلهم سارقون وكلهم فاشلون ..ان ماينتظر هذا الشعب ليس اقل من الويل ومابعده ويل ..على يد العدو الارهابي .. الشبح ..الذي لانعرف هويته ولكننا لمسنا ومازلنا افعاله في جوامعنا وجامعاتنا ومقاهينا ونوادينا الطلابية العدو الذي صار يرافقنا حتى في احلامنا ويخطف منا اعزائنا بالجملة لا لشئ الا لاننا عراقيون فيما ينشغل مجلس نوابنا العتيد ومجلس وزرائنا الرشيد بالامتيازات الممنوحة لهم واللهاث وراء مايقدمه المنصب للعضو والوزير وليس العكس ..لم تعد اخبار الانفجارات في العراق تثير الاعلام فحتى تمر اخبار الموت االعبثي في الشريط الاخباري للفضائيات لم يع
د الاربعة او الخمس ضحايا كافيا ولا حتى العشرة والعشرين فلقد صار خبرا مكررا تلوكه النشرات كل ساعة ...لا املك من التفاؤل ولو ذرة ونحن نحكم ببني الاحمر الجدد ..من الحكام الذين امنوا منافيهم ..وسيتركوننا في اي لحظة للموت والدمار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلفيات تدهور العراق
زرقاء العراق ( 2013 / 8 / 3 - 22:10 )
كان نوري السعيد داهية يوازن بين أخلاصه للعراق ومسايرة بريطانيا , فقيل انه عميل وخائن وتم قتله والتمثيل بجثته
مغامرة الضباط الأحرار ومجزرة الرحاب اللتي انتهت بمقتل عائلة استسلمت ورفعت القرآن فقتل حتى النساء والطباخ ولم يعاقب الفاعل
صفق الجميع لضباط لم تكن لهم اي خبرة بالسياسة وتسيير امور دولة بحجم العراق, ومحاكم مهزلة اما اذلت القضاء العراقي واما اعدمت رفاقها بدار الأذاعة وشاعت ثقافة القتل والسحل واستباحة قتل النساء والتمثيل بالجثث
وتم تدريجياً تدمير الزراعة والتعليم بين قانون زحف ومكرمة وبين سرقة اسئلة الأمتحانات , كما تم طرد يهود العراق والتنكيل بهم بعد ان كانوا عصب التجارة في العراق ولم تقم له قائمة منذ خروجهم والى الآن
ثم جاء هولاكو قرية العوجة عنتر زمانه وتوعد بالثأر لحرب النكسة ووفى بوعده حيث اعدم 9 من تجار البصرة اليهود في احتفال بساحة التحرير حضره هو شخصياً وحضره ربع مليون عراقي صفقوا له فوزع عليهم الحلوى
هرب بعدها ما تبقى من اليهود فصارت حفلات الأعدام حدث اعتيادي لبقية العراقيين اللذين صدقوا بأن التجار كانوا جواسيس لأسرائيل
يتبع


2 - خلفيات تدهور العراق 2
زرقاء العراق ( 2013 / 8 / 3 - 22:43 )
وشاعت ثقافة الحروب اللتي دمرت الأقتصاد ويتمت الأبناء وانتجت الأرامل وصار الأب يقتل ابنه ويكافأ بقطعة ارض والأخ يوشي بأخيه وضاعت الثقة والأمانة وجاء الحصار وبعده حرب التحرير
وخرجت الغوغاء وسرقوا ودمروا كل ما تبقى وخرجت حواسم وقفاصة وبدأ الخطف لأستلام الفدية والكواتم والمفخخات والأنتحاريين
وبدآوا بتفجير كنائس المسيحيين حتى هرب نصفهم وقتلوا الصابئة واليزيديين والتركمان والشيعي والسني وسادت ثقافة الكاولية في بغداد وشاعت ثقافة الفصل العشائري والتخلف بكل صوره
وجاءت احزاب ومليشيات دينية تقتل وصار من الرؤساء حتى بياعي المحابس وجماعة - شاف وماشاف - فأصبح بلد النفط الغني يعيش على حصة تموينية مع انعدام الكهرباء والماء الصحي وطافت المجاري في الشوارع وتتم سرقة اموال العراق بصورة ممنهجة
وما تهدم يمكن دائماً بناءه والأموال يمكن تعويضها ولكن تدمير نفسية العراقي الأصيلة الطيبة من الصعب ارجاعها وهذا بعد قتل الأطباء وتهجير العلماء والكفاءات
وبعد هذا كله طبعاً ستسقط بغداد وسيتقسم العراق ويضيع, وهل كنتم تتوقعون شيئاً آخر غير ذلك؟

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-