الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المارد يخرج من القمقم

عامر عبود الشيخ علي

2013 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل الاوضاع الراهنة التي يعيشها ابناء الشعب، والتي هي نتاج لنظام محاصصاتي مقيت تشكلت بموجبه الحكومة بعد عام (2003)، تزداد المطالب الشعبية يوميا بالحصول على حقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور والذي صوت له لبناء عراق ديمقراطي مدني موحد، الا ان تلك الحكومات التشريعية، والتنفيذية، والتي تديرها احزاب متنفذة لم تلبي طموحات المواطنين، وانبرت في التسابق للحصول على مكاسبها الذاتية الضيقة، ومصالحها الجهوية، والتي ادت الى استنزاف لميزانية البلاد الريعية والتي تعتمد على الصادرات النفطية، وفساد تلك السلطات، كل ذلك والشعب بمعزل عن ثرواته التي تتبدد بشكل واخر وبمسميات وتبويبات مشبوهة، ادت الى ظهور طبقات طفلية تعتاش على الفساد المستشري ورأسمال السلطة. دون تقديم اي خدمات، فما تزال ومنذ عشرة سنوات البنى التحتية مخربة، والمصانع معطلة، والزراعة متأخرة، والاهم من ذلك عدم استقرار الوضع الامني والذي راح ضحيته استشهاد الالاف من المواطنين الابرياء على مدى العشرة سنوات، نتيجة لفساد الاجهزة الامنية وولاءاتها الطائفية والسياسية.
ان الطبيعة السياسية فرضت نظام محاصصة ادى الى تزييف الوعي باتجاه طائفي تبلور عنه انقسام المجتمع الى طوائف محتقنة، تميل الى الاقتتال باي لحظة تثار بها الطائفية في حالة اشتداد الازمات بين النخب الحاكمة ، وهذا بدوره دفع الى ضرورة ان يصار هناك تيار خارج هذا النظام السياسي، يعمل على زيادة وعي الجماهير باتجاه الهوية الوطنية، دون الهويات الفرعية، وفعلا ادت تداعيات هذه الفترة الى نهوض التيار العلماني الديمقراطي، بعد ان تسيدت الساحة التيارات الدينية والاسلام السياسي، وبالنتيجة اصبح هذا التيار منافس للقوى الاسلامية، والتي باتت تشعر بخسارتها لجماهيرها التي اوصلتها الى سدة الحكم، معللة ذلك الى القانون الانتخابي والذي صبت عليه جام غضبها، دون الاعتراف بان سياستها الطائفية وعدم الايفاء بالبرامج الانتخابية هي من اوصلتها الى هذه النتيجة.
وصار هذا التيار هو المحفز لاخراج المارد من القمقم والمطالبة بحقوقه، وخاصة بعد انتخابات مجالس المحافظات وحصوله على عدد من المقاعد، وفعلا خرج المارد في بغداد ومحافظة ذي قار والبصرة وميسان والانبار وصلاح الدين وغيرها من المحافظات، وان هذا الحراك الجماهيري لا يمكن ايقافه الا بتحقيق ما يحلم به بعد تغيير النظام الدكتاتوري من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية.
ان التظاهرات والحراك الشعبي التي تعم اغلب المحافظات والتي تطالب بتوفير الخدمات وخاصة الكهرباء، وايجاد فرص عمل، وكذلك الحراك الشبابي على مواقع التواصل الاجتماعي لالغاء الرواتب التقاعدية للبرلمان والرئاسات والدرجات الخاصة، لا يتوقف الا بعملية اصلاح شاملة للحكومة والنظام السياسي المحاصصاتي، وبما انه لا بوادر للتغيير فهذا يعني استمرار التظاهرات والاحتجاجات، وستعتبر تظاهرات يوم الجمعة 2/8 بالرغم من قمع واعتقال ناشطين في التظاهرات ومحاصرة ساحة التحرير ومنع الجماهير من التظاهر هي الشرارة الاولى للانطلاق نحو الحرية والعدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟