الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يطالب برسمية لغة بلده وشعبه فهو غرقي , شوفيني وخائن

كوسلا ابشن

2013 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


من يطالب برسمية لغة بلده وشعبه فهو عرقي , شوفيني وخائن

الاضطهاد القومي والاجتماعي والممارسات اللاانسانية للشوفينية العروبية في ليبيا ادت الى اندلاع انتفاضة مسلحة ضد النظام العبودي
وسياسته الاستبدادية اللاشعبية , وكان من المنتظر من الانتفاضة اتيان ببديل جديد يلغي الاضطهاد وينهي الايديولوجية العرقية , وترسيخ دولة المواطنة و العدالة الاجتماعية و مبادئ حقوق الانسان , الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية , الا ان الواقع أكد رحيل ديكتاتورية الفرد واستخلافها بشوفينية الجماعة .
سقط باب العزيزية مركز الاستبداد على يد الثوار واعتقد الامازيغ ان عهد الاضطهاد القومي والاجتماعي اصبح من الماضي , ومن موقف غير مدروس راهن على الخطاب الديماغوجي التضليلي والنفاق السياسي للمكون العروبي الشوفيني , سقطت قيادة الحركة الامازيغية الليبية في اخطاء وحلول غير مناسبة كان من الممكن تجنبها لو استحضرت واقعها التاريخي , او الاستفادة من الاخطاء التاريخية للحركة في منطقة ماروك لفترة النضال التحرري ضد سلطة الحماية وما بعدها , وتجارب المنطقة تأكد هيمنة النزعة السيادة الاحادية للعقل العروبي واستبعاده للاهالي وانكار لحقوقهم القومية , اغفال الدروس التاريخية والاعتراف الغير المتبادل وخضوع طرف للطرف الاخر, ما كان ان يقدم الحلول المرجوة للقضايا المصيرية للشعب الليبو, وما الاجندة المسطرة حاليا الا نتيجة لما اشرنا اليه .
التعامل الشكلي واللفظي مع القضية الامازيغية بعد الاطاحة بال قدافي دليل عن عدم الارادة السياسية في حل القضية الامازيغية والاعتراف الرسمي بالثقافة واللغة الامازيغيتين , كحق طبيعي لشعب تعرض لعقود من زمن للسحق الميكانيكي .
من المفارقة ان الابواق المطبلة لدولة المواطنة وحقوق الانسان , هي نفسها من تندد وتعارض الحقوق اللغوية والثقافية للمكون الليبي الاصلي ولا يقف الامر عند التنديد فحسب بل يتعدى الى الاتهامات الصبيانية الموروثة جينيا والمنتقلة من جيل الى اخرلتصبح مركة مسجلة للعروبيين , من صنع اكذوبة الانتماء الرباني للعروبة , هوية ولغة وصدقها , واصبحتا القومية واللغة العربيتين مقدستين وما عداهما دوني ولا يمكن ان يشارك العروبة , لذا فالمنهجية التشاركية العقلانية الداعية للاعتراف الرسمي بالامازيغية هوية ولغة بالنسبة لاعداء حقوق الانسان واعداء التعدد , بؤرة لافراز الخيانة والعمالة للصهيونية والكفر , هكذا يروج الخطاب المتعصب الشوفيني خرافاته واكاذيبه للتمييز بين الشعوب واحقية سيادة الجماعة الاستطانية في بلد الشعب الاصلي .
النزعة الشوفينية العروبية , كيفما كانت التحولات المادية والفكرية محليا او دوليا تبقى نظرية ثابتة متوارثة من جيل الى جيل ,تسعى الى السيادة والقيادة واستعباد واضطهاد القوميات الغير عربية ومكافحة الافكار التحررية ومكافحة الثقافة الحقوقية , وما الشعارت الجوفاء الكاذبة المعلنة الا تضليل للرأي العام الداخلي والدولي , والتي تعريها سلوكاتها وممارساتها العملية المعبرة عن مواقفها الحقيقية وعن بنيتها الثقافية الثابتة المعادية للاخر والرافضة عمليا لكل الاتفاقيات والمواثيق والعهود الدولية , كالاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري , وكذا ميثاق الامم المتحدة والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية , وكذا اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية .
المرجعية الفكرية من يقود الشوفينية العروبية ويوجه سلوكاتها وممارساتها ويدخلها في دوامة تناقضات بين الادعاء والفعل والعداء لكل من هو غير عربي , ولذا لا يمكن للشوفينية العروبية ان تتعايش سلميا مع الاخر وتتساوى معه ولا الاعتراف الرسمي بثقافته ولغته وخصوصا والشوفينية في موقع قوة كطرف مسيطر لا تبالي بحقوق الافراد والشعوب .
الشرعية الطبيعية من تعطي الحق للشعب الليبو الاصلي الامازيغي في سيادة ثقافته ولغته في بلاده الطبيعية , قبل المواثيق والعهود الدولية المؤيدة لحقوق الانسان وقبل اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية .
النضال الامازيغي اقترن بارادة الوجود والاستمرار والتصدي للابادة البيولوجية والهوياتية والنضال ضد سياسة التهميش والاقصاء والتفكير في اشكال نضالية متعددة مظاهرات , مقاطعات ,عصيان لتحقيق ولو الشرط الادنى للوجود كالاعتراف الرسمي بالثقافة واللغة الامازيغيتين او حتى في تحقيق حقه الشرعي الممثل في الحق في الاستقلال الذاتي المعترف به دوليا , حسب المادة 40 من اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية . والاستقال الذاتي يعني التسيير الذاتي للمناطق الامازيغية وليس الانفصال عن بلدهم التاريخي , كما تدعي الشوفينية العروبية النازعة لاذلال الشعوب عبر السيطرة المباشرة .
كان على الامازيغي اعلان الحكم الذاتي لمناطقهم من اللحظة الحاسمة في انهاء ال قدافية عوض الارتماء في احضان النظام الشوفيني العروبي وانتظار فتات موائده , انتهى عهد ال قدافي ولم ينهار النظام الشوفيني ما دامت السيادة باسم العروبة الاستطانية والواقع المعاش احسن جواب للمتهافتين على ابواب قصور الشوفينية العروبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينجح الرئيس الإيراني المنتخب بتنفيذ وعوده؟


.. الحوثيون يطلقون -الطوفان المدمّر-!! | #التاسعة




.. روسيا والصين تنهيان الهيمنة الأميركية.. أين تقف الهند؟ | #ال


.. بريطانيا.. رئيس الحكومة الجديدة يتعهد بالتغيير | #غرفة_الأخب




.. مسؤول أمريكي: الغضب المتصاعد تجاه أمريكا بسبب دعمها العسكري