الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الحادية والعشرون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 8 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تأثير المؤسسات الزراعية و المشيخة على حياة الفلاحين
في الحلقات السابقة أشير إلى أن الهجرة الجماعية إلى المدن كانت , بالدرجة الأولى , نتيجة طبيعية لأفعال المؤسسات الزراعية و المشيخية . ولابد الآن من الحديث عن كيفية تأثير هذه المؤسسات على حياة الفلاحين .
من بين كل الطبقات , ربما كان الفلاحون هم الطبقة الأقل تماثلاً . فتعبير (( فلاح )) يستشير ترابطات ذهنية مختلفة ويتطابق مع سلاسل مختلفة الحقائق في بلدان مختلفة . وفي العراق يحمل هذا التعبير معناً مختلفاً عما يعنيه , مثلاً , في مصر أو في لبنان , بالرغم من أن البلدان الثلاثة عربية . وفي الواقع , فإن هذا التعبير يشير , في العراق نفسه , إلى تنوع الظواهر الاجتماعية . ففي ظل العهد الملكي كان يمكن تمييز ما لا يقل سبع فئات من الفلاحين :
- المستأجر العشائري المشار له في المحصول وهو الأكثر شيوعاَ .
- المزارع العشائري صاحب الحيازة الحرة , وهو شيء نادر .
- مالك المزرعة الصغير المستقل , وهو سائد في الفرات الأوسط .
- المزارع غير العشائري , شبه العبد , (( مسكين )) في سهوب ووديان كردستان .
- (( النقاش )) في منطقة سوق الشيوخ .
- (( التعاب )) في منطقتي البصرة وشط العرب وبعض النواحي الآخرى .
- العامل الزراعي العامل بالأجر .
و(( المساكين )) الذين كانوا يشكلون في الأصل جملة من الفلاحين الأكراد , تم تعريفهم في ما سبق . أما (( النقاش )) فكان عبارة عن مزارع أحيا بجهده وبمبادرته الخاصة قطعة من الأرض كانت في السابق مغرقة بالماء تنمو فيها الأعشاب المائية , فأكتسب بذلك أو أكد حقاً له فيها بفضل عدم منافسة أحد له فيها , وهو حق ذو طبيعة تقادمية وقابل للوراثة و النقل إلى آخرين . أما (( التعاب )) , الذي يسمى (( المغارسجي )) ايضاً في الفرات الأوسط , فكان في الجوهر فلاحاً ألزم نفسه بزراعة قطعة من الأرض بأشجار النخيل بموجب عقد طويل الأمد يضمن له , في نهاية تنفيذه , حق الملكية في جزء من الأرض أو النخيل . إضافة إلى حصة سنوية مقررة في محصول التمر خلال مدة العقد . وعلى العموم , فلم يكن (( التعابون )) كلهم تعابين مقيمين , فقد أصبح البعض منهم ثرياً وراح يعيش في المدينة تاركاً وراءه عمالاً زراعيين يعتنون بالأرض . وكان العمال الزراعيون انفسهم على أنواع مختلفة . كان لبعضهم طابع موسمي بحت . وكان عمال آخرون يعملون بشكل دائم في العقار نفسه مقابل حصة من الانتاج في العادة . وكان نوع ثالث من العمال , يسمى في جنوب العراق (( الحساويون )) , نسبة إلى الحسا أو الإحساء , وهي منطقة من مناطق السعودية كانوا ينتمون إليها في الأصل , يؤجر نفسه مؤقتاً , وعلى اساس سنوي في العادة , مقابل أجر نوعي أو نقدي . وكان كل هؤلاء العمال يمرون بمرحلة من التحلل العشائري أو بحالة من التخلخل الاجتماعي .
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م