الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Amira Maryam وما ادراك من Amira Maryam؟

سلام ابراهيم عطوف كبة

2013 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ردا على دراستنا المعنونة"من انتهك وينتهك الشرف العسكري في العراق يا دولة رئيس الوزراء؟"سجلت كاتبة لم اسمع بها من قبل تدعى Amira Maryam التعليق التالي:" عجيب في رفضك للمحاصصة القومية،وانت بوق بيد الاكراد يا رجل،لا اعلم الى متى هذا الضحك على ذقون الناس، فبعد فشل الفكر الشيوعي في العراق وقبره الى غير رجعة،اجدك تنظر للعسكرية العراقية التي خذلها رفاقك حينما وقعوا على الجبهة الوطنية 1973 وتركوا الساحة للبعثيين يمسخون الاعراف العسكرية،وذلك بإيعاز واملاء من السوفيت،فاي خزي اكثر من هذا"!
لا ندري ان كانت Amira Maryam شخصية حقيقية ام وهمية!وفي كلتا الحالتين ادرجناها ضمن جوقة الصعاليك والكاولية التي عج ويعج بها سوق التداول بالعملة النتنة"معاداة الشيوعية"!ويبدو ان سادتها وسلاطينها قد اوعزوا لها ومنحوها الضوء الاخضر!
يقينا ان جوهر الفكر الرجعي اليوم يتمحور في معاداة الشيوعية والاشتراكية العلمية والدعاية للرأسمالية وتشويه مفاهيم القومية والاشتراكية والديمقراطية ومسخ كل ما يتصل بثورة 14 تموز وتشويه تاريخ العراق الحديث وتاريخ الكرد وكردستان!
لهذا الغرض يوظف الاسلام السياسي والطائفية السياسية بطبيعتهما الطبقية وثرواتهما اللصوصية والدعم اللوجستي المخابراتي القذر لسلاطين الطوائف في طهران ودمشق .. يوظف العقول الرجعية من خريجي الكتاتيب القروسطية ودور ايتام الصدامية وشاربي كؤوس نتانة الاقتصاديات المريضة للبلدان المجاورة!
ليس مستغربا ان ترى الطائفية السياسية في بلادنا الحزب الشيوعي العتيد عقبة كأداء في مسيرة احلامها الشريرة،احلام طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس،محاولات التمشدق بالدين والأخلاق والتمويه والمخاتلة،تكريس نهج الطائفية السياسية والمحاصصات الطائفية.ولهذا الغرض تسخر مرتزقتها وكاولياتها لتنفخ في الابواق التي تبح وتزنجر للنيل منه بقائمة من الاتهامات الجاهزة القديمة – الجديدة متعرضة للحزب وجماهيره ومستخفة بنضالات الشعب العراقي.
کيف لا ندافع عن الكرد،الشعب الذي لم يتمکن صدام حسين بکل جبروته و طغيانه و جيشه الجرار ورغم عمليات الانفال والابادات الجماعية ان ينال منه؟والأحزاب الکردية تمثل الشعب الکردي ففيها القومي والعلماني والديني وهلمجرا!والكرد هم العامل الفعال الضروري الحاسم من اجل البقاء على وحدة العراق،العمود الفقري لهذا البلد!وبدونهم لا توجد دولة اسمها العراق.
يبدو ان التكتيك الرئيسي الذي يستخدمه الفكر الرجعي هو الترويج لنظم الحكم الفردية والمؤسسات السياسية القائمة على المبدأ الأبوي،مبدأ الوصاية على الجماهير الشعبية،وفلسفة وتبرير الاحتكار السياسي والقيادة الانفرادية ونهج المحاصصة الطائفية،الوباء الخطير الذي يسمم الحياة السياسية ويتناقض مع الديمقراطية ويقزم معنى الانتخابات ومدلولاتها ويحجم مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين ويضر ببناء الوحدة الوطنية.والشعار الرئيسي الذي ما زال يستخدمه الفكر الرجعي للتغطية والتضليل هو شعار معاداة الشيوعية!مع توسيع هذا المفهوم ليشمل جميع المؤمنين بالديمقراطية وسيادة الشعب وبالعلمانية والعقلانية والليبرالية،اي المفاهيم المتقدمة حضاريا والحركات السياسية الفكرية القائمة على عدة آيدويولجيات تاريخية وحاضرة،وتدور حول محور الفرد الحر والدفاع عنه دون اي تمييز،كالتمييز بسبب العنصر او اللون او الجنس او اللغة او الدين،والافراد جميعهم احرار متساوون في الكرامة والحقوق الانسانية.
فعلوها من قبلك الكثيرون يا Amira Maryam!وان نزواتك الصبيانية في التهجم على الحزب الشيوعي والكرد تذكرنا بممارسات سمير عبد الكريم،الضابط الاعلامي الوهمي في مديرية الامن العامة ابان دكتاتورية البعث!ولكن اعداء الحزب الشيوعي العراقي..هل يستوعبون التاريخ؟لو ان احفاد هتلر وموسوليني وبينوشيت والخميني واحمدي نجاد وملا عمر واسامة بن لاذن وابو درع ونوري السعيد وصدام الذين يريدون اليوم مواصلة رفع رايات العداء للشيوعية بالعراق هم جهلاء فقط،لهان الامر ولتدبرنا امرهم بالتعليم والتثقيف وتكرار التعليم والتثقيف حتى يعوا من امرهم شيئا.الا انهم جهلاء واغبياء ايضا ويسبحون بحمد الطرطرة والصعلكة الى حين!لقد تكالبت قوى عاتية،ولعشرات من السنين دون ملل او هوادة،تفوقكم عدة وعتادا بآلاف المرات على الحزب الشيوعي العراقي محاولة النيل منه ومن نضاله الوطني وتاريخه المعمد بدماء شهداءه وتضحيات مناضليه،فماذا جنت هذه القوى الآثمة الشريرة؟اذا كنا نريد للشيوعيين ان تتطابق آرائهم مع الفئات الاخرى،ومنها الحاكمة الان في العراق فما الفائدة من اسقاط نظام صدام،الم يكن احدى اهداف القوى الحاكمة الان في العراق هو اقامة مجتمع عراقي تعددي ديمقراطي!مجتمع تحترم فيه الحريات العامة،ام يا ترى حكامنا اليوم لا يعرفون معنى التعددية الا المحاصصة الطائفية والقومية.
عاهد الشيوعيون امام من يحبونهم ان يفرشوا طريق الناس بالورود لا بالاشواك وهم يدركون"لم يكن سبيل الحرية يوما ما مفروشا بالرياحين والازهار"،فما بالك بمن يتوعد بالارهاب والاغتيالات واعمال الاختطاف الجماعي وبفرق الموت وبمحاكم التفتيش القروسطية وقتل العقل والادب والفن وبنشر اللطميات والحجاب!الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون واعمال الاختطاف والاغتيالات بل قهروها!وهم بالفعل مصدر قلق جدي لأعداء الديمقراطية والتعددية السياسية وهم يناهضون الطائفية السياسية،لأنها تريد ان يقرأ العراقي تاريخه كما هو مقرر له،ومن ورائه شارع مسلوب العقل والارادة كما فعل صدام حسين.
ان قرارات الاسلام السياسي نابعة من بنيتها وهي تريد العنب والسلة ومقاتلة الناطور،هذه هي طبيعتها بغض النظر عن مدى قوتها.وهي الآن تشعر بقوتها جرّاء غضاضة عود الديموقراطية في المجتمع العراقي والتعويل على بعثرة القوى الثورية الحقة عبر التقاليد الدينية وتاثيرها على الفكر السياسي!وعلى الشعب العراقي ان يدرك بأن الكارثة التي عاشها طوال العقود المنصرمة لن تنتهي ابداً حتى بعد سقوط نظام صدام حسين،بل ستبدأ مجدداً مع وصول الاسلام السياسي الى الحكم والتي مهما حاول البعض تمييز نفسه عن النموذج الايراني او السعودي فأنه لن يختلف عنهما ابداً وسيكون نسخة طبق الاصل لأي منهما.
الخلاص الحقيقي يكمن في تبني المجتمع المدني الديمقراطي/مبدأ فصل الدين عن الدولة ورفض الفكر الشمولي!ورفض التمييز العنصري والديني والطائفي والفكري وإزاء المرأة بمختلف اشكاله ومظاهره!
ولأن انتظرالشعب طويلا بعناد منقطع النظير في سبيل انشاء مجتمع متآخ قوميا ً وٍمتسامح ٍدينيا ً فلسوف لا يسمح باستنساخ نماذج لا تجلب الا الويل والثبور!ومنها تحديدا الديمقراطية الطائفية او الدكتاتورية الطائفية!تبا لها وتبا لطباليها وتبا للفكر الرجعي المتجدد دوما في العراق!وتبا لصعاليكه وقواديه!

بغداد
3/8/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة