الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- نمريون - وان أختلفنا

جاسم محمد كاظم

2013 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ربما يتصور البعض بأننا قد اختلفنا مع رفيقنا المعلم النمري وحفرنا هوة لا يمكننا التوفيق بعدها .
و لا أريد في هذه المقالة الدخول من بوابة الفكر والوعي لأبرهن بطريقة المزج والتركيب لاستخرج عصارة "بكوسمتك" تجمل لنا الخلاف ونبدأ بعدها صفحة جديدة من الاتفاق .
لكني هنا سأدخل من بوابة أخرى ينتقدها الماركسيون بشدة ولا يرتضيها رفيقنا النمري نفسه لأنها تشوه وجه التاريخ حين تمزجه بالعاطفة بدل قواه المحركة .
لكني سأوضح لرفيقنا للنمري إننا لم نختلف قدر اتفاقنا على كل شي وسأبدأ بقوانا المحركة التي تدفعنا بدل قوى الإنتاج وعلاقاته وهي المزاج والبيئة وسكون الحياة وركودها .

يختلف مزاجنا عن مزاج النمري لاختلاف بيئتنا الصحراوية عن بيئته الشامية تنتابنا العصبية الظاهرة في قسمات الوجوه المتشنجة المصحوبة بزيادة إفراز الأدرينالين الذي يجعل من أجسامنا مضطربة تتصارع مع ذاتها بمزاجنا البدوي المرشوش بالبهار الهندي الحار الراقد بدرجة حرارة تفوق ال50 مئوية .

يختلف عنا النمري سليل بيئة البرد المتنفس عطر الورد الذي نفتقر إلية بمزاجه الشامي البارد الممتزج مع أكثر أجناس البشرية الغائبة عن حدقات عيوننا التي لم ترى سوى وجوه "المار ينز" الداخلة فجأة بمدرعات الحديد .

كل هذا يجعل منا ضواري مفترسة تكشر عن أنيابها الحادة لخلق لحظات الخلاف بنتانة بمجتمع القطيع والطوطم المتداخل في تيارات دمنا يحقن في نفوسنا قرارات الانفراد تجعل منا نصر بغرابة العند والتمسك ربما بالرأي الخاطئ رغم معرفتنا اليقينية بالحل الصحيح .
ومع كل تلك الماسي بمجتمع الموت الراكد عرفنا النمري وشاطرناه تحليله الرائع لمجتمع الخدمة ببطالته المقنعة وعملة الكسيح الآكل للنقد بلا مردود يضاف للدخل القومي بانتشار الطبقة المتوسطة الحقيرة المتأرجحة على أكتاف الرأسمال والبروليتاريا .
وفهمنا سر الركود الذي أصاب جسد البشرية بانهيار مجتمع الرأسمال بدولة الرفاهية التي أصبحت تستورد أكثر مما تنتج وعرفنا أن الشرط الرأسمالي الأول قد إصابة العطب بفقدان الربح المتمثل بالنقد الذي هو أساس العملية وروحها .

وزاد اتفاقنا مع النمري كثيرا مثلما يقول أبي الطيب المتنبي في إحدى قصائده المثيرة " –

" وتوقدت أنفاسنا حتى لقد ..... ظننت تحترق العواذل بيننا "

وشاركناه المعتقد العلمي التحليلي بوجود أكثر من رب للبشرية وان الرب تغير مع الزمان والمكان وأنة أسير قوى الإنتاج وعلاقاته وان البشرية في مسيرتها الظافرة عرفت أربابا كثيرة لا تعد ولا تحصى مثلما في رسالاته السماوية رغم إن الرب يحيطنا من جميع الجهات .

يعتب علينا رفيقنا الكبير لأننا نحب الزعيم عبد الكريم قاسم ونساوي بين إصلاحاته ومابين ما قام بة لينين في أكتوبر الظافرة ويضيف بان آباء الشيوعية كانوا يكرهون هؤلاء المصلحين .

لكني هنا سأوضح لرفيقنا الكبير سر تمسكنا بهذا الحب .العشق والهيام بهذه الأسطورة وكما يلي :-

لا يمتلك العراق تاريخا مشرفا مثل باقي الأمم يحفل بالفاتحين والمحررين بل سار مراوحا قدميه يجتر مكونات أمعائه النتنة كل حين بسلطة تمتلئ باللصوص والمحتالين من زمن المحتل الفارسي . الكسروي . العثماني . البريطاني وحتى أذيال المحتلين .
لم نرى ثورة حقيقة في عراق البؤس تنصف الجياع مثل ما سمعنا عن ثورة الزعيم بتاريخنا اليتيم المفتقر للثوار والمنصفين ,
قرئنا الكثير عن عدل الأولياء بدولتهم الموعودة في الأساطير والكتب الصفراء لكننا بدل ذلك رأينا لصوص الطوطم والأرباب تسرق خبز الجياع وتشتري بة الأصقاع .الفلل والأسهم في دول ما وراء البحار و تتاجر بكلمات الخواء بلا خجل من التاريخ .
بهذا التاريخ الحافل باللصوص والدجالين بقي الزعيم وحيدا بلا منافس يزاحمه لجة المكان لأنة كسر قاعدة المألوف في عراق السكون والمراوحة التي استمرت قرونا فكان مثلما قيل فيه بأنة "الزعيم الأوحد " .
فلا عجب أن نساويه بالقمر أو نطوف بة مدارات الكواكب ونحلم بة في ليالي البؤس .

يلومنا رفيقنا النمري وينسى أنة علمنا روح الثورة والتمرد وكشف لنا عدونا الكامن في ثنايا المجتمع الساكن المتمثل بطبقة الخدمة الوسيطة الآكلة للنقد وجهد العمال .
وعرفنا منة بان الثوار لا يتحددون بالايدولوجيا والأفكار المغلقة قدر استمرارهم بالسير على نفس الدرب .

ولان التاريخ يصاب بالإمساك لو بقي فيه نمري واحد بلا توريث لسلالة تستمر وتلاميذ يحملون من بعدة تمرده المقدس وثورته على عالم السكون بأرقام الإحصاء لا تدع مجالا للاحتمال الموازي لمعرفة اليقين من بعدة بكشف خفايا وفضائح التاريخ بتلك العقلية الفذة النادرة في عالم اليوم.

رفيقنا النمري أورثنا بذرة التمرد و الثورة على واقع السكون وامتزجنا معه بفكر ووعي على تاريخ للبشرية قدرة مئات الملايين من السنين ونظرية معرفة تتصارع مع واقعها على الدوام تجعل من خلاف يرتكز على عواطف مبعثرة يقدر ببضع سنوات فقط شيئا لا وجود له كما يقول "أنجلز" في عمر الحضارة الحالية البالغ خمسة ألاف سنة مقارنة بتاريخ الإنسان من ظهوره حتى الآن بأنها ثانية أو رنة في قاموس الكون .

" والحب ما منع الكلام الألسنا .....وألذ شكوى عاشقٍ ما أعلنا " ...1

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
1- البيت الشعري لمالي الدنيا وشاغل الناس أبي الطيب المتنبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 8 / 3 - 19:54 )
الرفاق الاعزاء فؤاد وجاسم
نعم كلنا نمريون وان اختلفنا
اعانقكم


2 - مجنون
نيسان سمو الهوزي ( 2013 / 8 / 3 - 22:01 )
في العالم الغربي يقولون بأن الزبون هو المَلك دائماً فأرد واقول وماذا لو كان الملك لصاً او حرامي او مجنون فهل على الشعب متابعة الملك ؟؟ سيد جاسم هذه طرفة ولا اقصدها حرفياً ولكن لماذا نحن نمريون فماذا لو كان النمر مريضاً مثلاً فهل يجب ان نأخذ منه المرض ؟؟؟ وماذا لو كان النمر دكتاتوراً مثل ستالين فهل يجب ان نصبح دكتاتوريين ؟؟ لا اقصد طبعاً ولكن النمر يعشق ستالين بعكس الكثير من الماركسيين الآخرين ..نحن بشر ( انسان ) ولنا الحرية الفكرية كما للغير ولا للتبعية .. تحية وتقدير لكل النمريين ..


3 - لرفيق الفاضل جاسم
فؤاد النمري ( 2013 / 8 / 4 - 04:20 )
أنا لا أريدك أبداً أن تكون أقل من ماركسي
تحياتي


4 - رغبة العبودية
طلال البغدادي ( 2013 / 8 / 4 - 15:58 )
ماركسيون ---ليننييون--ستاليون---نمريون-----بعثييون ----صداميون ---لماذا الرغبة للانتماء الى مظلة
؟
الانتماء للوطن عراقييون وبس


5 - الرفيق العزيز فؤاد محمد تحياتي
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 8 / 4 - 16:24 )
نعم فكلنا نمريون وكلنا فؤاد محمد وكلنا ايضا ماركس ولينين وان اختلفنا مع اسمى تحية


6 - الى المعلق 2
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 8 / 4 - 16:28 )
اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونة ....وصدق مايراة من توهم ِ
وعادى محبية بقول عداتة .......واصبح في ليل من الشك مظلم ِ
اصادق نفس المرء من قبل جسمة ....واعرفها من فعلة والتكلم ِ


7 - معلمنا ا لنمري اعز تحية رفاقية
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 8 / 4 - 16:32 )
نحن ماركسيون اولا ولينينيون ثانيا ونمريون ثالثا بعد ان تخلى الكثيرون عن الاول والثاني . مع اسمى تحية لمعلمنا النمري


8 - الى طلال البغدادي مع التحية
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 8 / 5 - 08:15 )

المشكلة انة لايوجد عراقيون بل سنة . شيعة . كرد . وتنقسم هذة الطوائف على اسماء مراكز القوى فتكون بدريون . صدريون . دعويون . فضليون . وكل مسمى قوي يضاف الية المقطع ون . ولاتخلوا بقية الطوائف من هذة الون ايضا برازانيون طلابنيون .والنتيجة النهائية لايوجد عراقيون . مع التحية


9 - تعليق على عنوان المقال
عبد المطلب العلمي ( 2013 / 8 / 5 - 19:19 )
رفيقي العزيز جاسم ،انا اقدر وجهه نظرك حول رفيقنا البلشفي فؤاد النمري.لكني اعتقد ان في العنوان مبالغه ،لا يسعني هنا سوى ايراد جزء من رساله الرفيق ستالين الى شاتونوفسكي .
أنت تتحدث عن تكريس نفسك لي. لربما جاءت هذه العبارة سهواً منك. ربما كان الأمر كذلك ... أما إن لم يكن الأمر كذلك فإني أنصحك أن تتخلى عن مبدآ تكريس النفس نحو أشخاص. هذا ليس هو مبدأ البلاشفة. كرّس نفسك للطبقة العاملة، لحزبها ولدولتها. سيكون هذا مفيداً وجميلاً بنفس الوقت. لكن إيّاك أن تخلط هذا مع التكريس لإشخاص وهو الدمية التي يتلهى بها المثقفون صغار العقول.

ارجوك يا رفيقي ،ان تتفهم مغزى الرساله و ان لا تتوقف امام جمل مجتزأه منها.
مع احترامي.


10 - الرفيق العزيز عبد المطلب العلمي تحياتي
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 8 / 6 - 16:14 )

لم ارد بالعنوان المبالغة والتكريس بل ما اردت القول اننا نتفق مع رفيقنا الكبير النمري . وواقدر لك مابعثت بة من رسالة ستالين الى شاتونوفسكي ونحن نعمل بها واعود مرة ثانية لاقول باننا نتفق مع الرفيق النمري في تحليلاتة ومايكتب واتفق معك ايها الرفيق العزيز بفهم مغزى الرسالة مع اسمى تحية

اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح