الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة تشويه البرادعي ... كلاكيت تالت مرة

خالد الكيلاني

2013 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


قرأت حوار د. محمد البرادعي للواشنطن بوست عدة مرات حتى أصل للنقطة الفاصلة التي أغضبت العديد منه، وتسببت في هذا الهجوم الكاسح عليه من عدد كبير ممن ينتمون لكافة القوى المدنية والديمقراطية. في الحقيقة لم أجد في حوار البرادعي شيئاً غريباً، فالرجل منذ أن برز على الساحة السياسية منذ سنوات ظل متسقاً مع نفسه طوال الوقت، لم يخدع أحداً، ولم يكذب على أحد، ولم يغير قناعاته ومبادئه في يوم من الأيام، ولذلك كان دائماً أمام فوهة المدفع. فبعد أن كرمته الدولة رسمياً ومنحه مبارك أرفع الأوسمة ... لم تمض سوى شهور إلا وشن عليه نظام مبارك أبشع حرب إعلامية في تاريخه. وسقط نظام مبارك بفعل ثورة عظيمة عقب غليان غذاه وأفاضه نضالات العديد من السياسيين والحقوقيين والكتاب والصحفيين والإعلاميين، وشاركت فيه حركات تغيير وقوى سياسية وصحف وأحزاب وقنوات ... ولكن كان محمد البرادعي هو من ألقى أول حجر في البحيرة الراكدة فتحركت أمواجها لتصنع ثورة كان هو أيقونتها وعرابها.
وبعد الثورة كان "البوب" كما يطلق عليه أنصاره من أول المنادين بدستور جديد أولاً وقبل كل شيء، مقاوماً كل الدعوات (المشبوهة) للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ... تلك الدعوات التي كانت ورائها جماعة الإخوان المسلمين وقوى الإسلام السياسي من أجل استكمال مسلسل اختطاف الثورة باسم الديمقراطية وصندوق الانتخابات والتي شن بسببها الإخوان وتابعيهم من المتأسلمين منذ نهاية فبراير 2011 حرب تشويه حقيرة وغير أخلاقية ضد كل المختلفين معهم. وبات البرادعي مرة أخرى أمام فوهة مدافع الإخوان وذيولهم، تماماً كما كان في نظام مبارك ... ويبدو أن الأنظمة المستبدة ومن كانوا يتوقون للاستبداد، في كراهية البرادعي سواء.
وهكذا شنت ألة التشويه الإخوانية وذيولها من خوارج العصر وهي أسوأ وأبشع وأحقر من ألة تشويه نظام مبارك حربها الشعواء على البرادعي ... ولم يخجلوا من إعادة إنتاج نفس الأكاذيب الحقيرة لرجال نظام مبارك من أمثلة العمالة للأمريكان !! والحرب على العراق !! وغيرها من الأكاذيب.
ثم كانت الثورة على الإخوان وسقوط دولتهم بعد انكشاف دلائل الخيانة وعار التبعية ... وتمترس نفرٌ منهم يمارسون ما جُبلوا عليه من إرهاب وعنف وكذب وخديعة، وتنادى المصريون جميعاً بضرورة اجتثاث هذه الجماعة المجرمة ... فخرج علينا رئيس الدولة المؤقت ونائب الرئيس ووزير الدفاع يصرحون أن الدولة لا تبتغي إقصاء شخص أو جماعة ... ولكن تبتغي تطبيق القانون ... لم يختلف في هذا كلام المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت عن كلام نائبه الدكتور محمد البرادعي عن كلام وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي
والكل متفقون على أن حل مشكلة جماعات الإسلام السياسي - بعد عقود من التجريف الفكري والثقافي والديني والذهني أتاح لها الانتشار كالسرطان في أوساط الفقراء وجزء من الطبقة الوسطى – متفقون جميعاً على أن حل تلك المأساة هو حل سياسي بالدرجة الأولى ... حل سياسي قد يكون الحل الأمني جزءاً منه ... مع مراعاة التطبيق الصارم والحاسم للقانون وحماية مصر والمصريين من إرهاب الجماعة، وما يستلزمه هذا من إعمال القانون على كل الجرائم التي ارتكبت في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر ومدن وشوارع مصر الأخرى، والقبض على كافة مرتكبيها والمحرضين عليها ومن تسببوا فيها أو سهلوها وتقديمهم لمحاكمات عاجلة.
ومن الطبيعي أن من يشغل منصباً يتعلق بالدبلوماسية الدولية أو التعامل مع العالم الخارجي مثل نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية أو وزير الخارجية، أو حتى أي دبلوماسي من أول السفير حتى السكرتير الثالث أن يغلف كلامه بلغة راقية هادئة تتسم بمراعاة القانون والمواثيق الدولية والرأي لعام العالمي الذي قد لا يكون يعاني ما نعاني، ولا يتفق معنا في وجهة نظرنا تجاه جماعة الإخوان. ولأن محمد البرادعي دبلوماسي محنك وحقوقي أصيل فقد جمعت كلماته بين رصانة الدبلوماسي ودقة وحرص رجل القانون، لكنها في كل الأحوال لم تخرج عن السياق العام للسلطة القائمة في مصر الآن ... ومن يراجع تصريحات المستشار منصور والفريق السيسي يجدها تتطابق تماماً مع تصريحات الدكتور البرادعي للواشنطن بوست ... ولكنه حظ البرادعي الذي اتفق على تشويهه والهجوم عليه كل الفرقاء ... وطوبى للغرباء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث