الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 8 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هل تضيع البديهيات عن العقل بعد أن يسترخى الجسد فى كرسى الحكم؟

هل تراق الدماء (ثورة وراء ثورة) لنعود إلى نقطة الصفر؟

الخيال الأدبى وسيلتى للقبض على الواقع المراوغ الكاذب المنزلق من يدى كقطعة صابون.

مرة واحدة رشحت نفسى (ضد حسنى مبارك عام ٢٠٠٥)، وكان الهدف الحقيقى كتابة رواية تكشف التناقض بين الديمقراطية والانتخابات.

الإبداع الأدبى يعتمد على كشف التناقضات المختفية تحت غطاء من المقدسات السياسية والدينية منها صندوق الانتخاب، الذى تقف أمامه طوابير الجماهير، الفقراء والنساء والشباب، تحت لهيب الشمس وزمهرير البرد، لينتهى بهم الصندوق المعبود إلى تمكين غريمهم من كرسى الحكم.

يزغرد النساء والفقراء والشباب فى عرس الديمقراطية ليخرجوا من المولد بلا حمص، يتكرر الخداع بعد كل ثورة تحت أبخرة الكتابات الأدبية والمقالات الثورية عن نزاهة الانتخابات ومراقبة فرز الأصوات بشفافية جيمى كارتر، ثم نرى صورهم حول الرئيس الجديد كما الرئيس القديم، وأسماؤهم تدرج فى قوائم جوائز الدولة كما كانت قبل الثورة.

أصوات الفقراء والنساء مبحوحة من الزغاريد ودماؤهم مباحة، لا يحصلون فى النهاية إلا على جثث أولادهم، إن حالفهم الحظ وتعرفوا عليهم فى المشرحة.

قلة من العقول يتمسكون بالبديهيات، يعلنون أن الخطوة الأولى لتحقيق مبادئ الثورة هى كتابة دستور جديد للبلاد يضمن حقوق ٪٩٩ من الشعب (الفقراء والنساء والشباب)، وينص على المساواة الكاملة بين المواطنين بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو الطبقة أو العرق أو العمر، ويفصل بوضوح بين الدولة والدين، ويضع الأساس لمجتمع إنسانى راقٍ، ودولة عادلة صادقة تطمئن الشباب والفقراء والنساء أن ثورتهم لم تجهض، وأنهم سيعيشون فى ظل دولة تحقق المساواة والعدل والحرية والكرامة لكل منهم فى حياته العامة والخاصة، فلا يطغى أحد على أحد داخل البيت أو خارجه، لمجرد أنه ينتمى لجنس آخر أو طبقة أخرى أو دين آخر، هذه الأصوات العاقلة الصادقة المنادية بالدستور الجديد تختفى تحت صخب أبواق (خارجية وداخلية) تدعو للإسراع بالانتخابات.

أعلى هذه الأصوات بعد الثورة الأولى كانت السيدة هيلارى مندوبة البيت الأبيض، والسيد كيرى خليفة هيلارى بعد الثورة الثانية، والسيدة أشتون مندوبة الاتحاد الأوروبى بعد الثورة الثالثة.

واليوم- أول أغسطس- نقرأ فى جريدة «المصرى اليوم» أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلب من جون ماكين وليندسى جراهام العضوين الجمهوريين بمجلس الشيوخ السفر إلى مصر الأسبوع المقبل لحث الجيش على المضى قدماً نحو سرعة إجراء الانتخابات، وقال جراهام إنه سيوضح لمصر أن الكونجرس لن يتسامح مع استيلاء الجيش على السلطة ورمى المعارضة فى السجن، متوقعاً من الجيش المضى نحو الانتخابات عاجلاً.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ اليوم على مشروع قانون قدمه السيناتور راند بول من شأنه أن ينهى المساعدات لمصر لكنه يقول إن قطع المعونة سيزيد من زعزعة الاستقرار فى مصر، لكنه يرى أن عدم قطعها سيعطى الناس فى مصر انطباعاً بأن كل شىء على ما يرام.

وماذا يريد الاستعمار من دفع مصر بهذه السرعة لإجراء الانتخابات قبل وضع الدستور الجديد؟

ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 8 / 3 - 21:39 )
الرفيقة العزيزة نوال
الثورة يجب ان تستمر الى اسقاط التظام الراسمالي المحلي والاقليمي والعالمي
اعانقكم


2 - إيقاف أمريكا عند حدها.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 8 / 4 - 01:13 )
تحية لك أيتها المناضلة.
إن ثورة مصر المجيدة في 30 يونيو، أعطت دروس للجميع، شرقا ً وغربا ً، يمينا ً ويسارا ً ، وكشفت الغطاء عن مؤامرة كبرى كان تتعرض لها الدول العربية كافة، وهي تحالف أمريكي أوروبي مع الأرهاب الدولي لدفن الشعوب العربية وهم أحياء تحت رحمة حكم الأحزاب الإسلامية، سنية أم شيعية.
فهل يعقل دولة بحجم وإمكانيات أمريكا ومعها الدول الغربية، لاتعرف إن الإخوان المسلمين هم الأصل الذي تتفرع منه كافة المنظمات الإرهابية في العالم؟؟
أليس جميع الجهاديين والتكفيريين في العالم هم أعضاء أو كانوا أعضاء في الإخوان المسلمين؟؟؟
كيف تدافع أمريكا والغرب عن هؤلاء، الذين طموحهم الحقيقي هو إسقاط أمريكا والغرب تحت حكمهم الإسلامي الدموي؟؟؟
لقد فقدت أمريكا وأوروبا إحترام الشعوب العربية الحرة، بإنحيازها لجماعات إرهابية فاشية عنصرية.
على الشعب المصري المضي بثورته، ويعلنها بصراحة، ثورة علمانية، فالشعوب العربية، فهمت المؤامرة، وعلى أمريكا والغرب أن يصحح موقفه وتحالفاته، وعليه فاتورة تصفية حساب ثقيلة مع العرب، قد يكون ثمنها عشرات السنين من الفتور في العلاقات.

فحلفاء الأمس هم حلفاء اليوم.


3 - الاستعمار الامريكى
على سالم ( 2013 / 8 / 4 - 02:05 )
نعم هذه الحقيقه شئنا ام ابينا ,اميركا دوله استعماريه وهى البنت البكر للعاهره بريطانيا ,انه استعمار حديث وخبيث وماكر ,لماذا يريدوا الاسراع فى الانتخابات ان لم تكن لهم اجينده خفيه ,هذا شان داخلى ولايجب ان يقحموا انفسهم بهذه الطريقه الفاجره ويجب ان يعرفوا حدودهم ويتلموا ,الدستور اولا قبل الانتخابات ويجب ان يكون دستور مدنى خالص لاوجود لكلمه الشريعه فيه نهائيا ,لازلت متشكك من حدوثه لان خرافات الاسلام لاتزال تكبل الكثير من العقول العجالى ,يبدو اننا امام معركه شرسه


4 - ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟
هانى شاكر ( 2013 / 8 / 4 - 03:30 )


مصر ألأن تشبه عربة نقل متهالكه عليها خَمسة أضعاف ألحمولة ألقانونية .. تسير كيلو ثم تترنح وتخبط فى شجرة .. نعدلها .. نذبح ألسائق ألغبى ألذى أرتضى أستلام ألقيادة .. نبحث عن سائق مُغامر جديد ليقود ألعربة ألطائشة ، ونراقب ألعربة ريثما ترتطم مرة أخرى ...

لن ينصلح حال ألبلاد حتى تتوصل إلى حل للأنفجار ألسكانى .. و ما يقترن به من فقر وجهل و مرض ..

لا يمكن حُكم مصر بنزاهة و عدل وشفافية و بها 4 أو 5 أضعاف ألعدد ألأمثل من ألسكان ... خاصة وأن ألغالبية ألساحقة من ألمواطنين ألأن تعيش عند وتحت خط ألفقر .. ولا تملك أى مؤهلات للمنافسة فى عالم مُتحضر و قوى وشديد ألمراس فى ألمنافسة ألدولية


لا كرامة ولا حرية ولا سلام لبلاد غير قادرة على تغذية وتعليم وطبابة مواطنيها

...


5 - يعطوا المعونة للتدخل بشؤننا
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 4 - 11:25 )
تحية كبيرة لكي وللجميع
انها ابشع معونة بالتاريخ وكانها صك بيع مصر والوطن العربي نحن لسنا بحاجة لمعونة مع تدخل سافر يفرض علينا ما لا نحب انهم يريدون مصر كسورية ويريدون وضع رئيس سلفي بدل رئيس اخونجي او رئيس منحاز لهم وينفذ اجندتهم الخاصة
انهم يفصصلون لكل بلد دمقراطيته يددعون بمحاربة الارهاب ويغذونه من الطرف الاخر ان مصلحتهم هي الاهم ولتحرق جميع البلدان
ويجب على الشعب المصري ان لايرضى بهذا التدخل السافر الغربي الامريكي
ايقبلون ان نتدخل بهم وبسياساتهم
واخيرا ادعو الشعب المصري بجميع اطيافه الاتحاد والمشاركة الفعالة باحباط هذه المخططات لتقسيم مصر وزرع الفتنه وليذهب الجميع لبيوتهم ومراقبة الحكومة المؤقتة جيدا لكي لاتنجر وراء اجندة اجنبية مثلما فعل مرسي
واتمنى لمصر الوصول لبر الامان
وللجميع مودتي

اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي