الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا خيار إلا المقاومة لإسقاط سلطة الانقلاب

سيف بن هنية

2013 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بينما نعيش الجزء الأخير من مسرحية الانقلاب على الثورة يضيق أفق الثورة أكثر و تختزل أهدافها في مسار انتخابي ملوث على أرضية يمينية ليبرالية انخرطت فيه حتى الأحزاب و النقابات و المنظمات التي تدعي الثورية.
نعيش اليوم أخر فصول التآمر على المهمشين و المعطلين و المفقرين، نعيش اليوم تجلي الجريمة و الفساد السياسي ، نعيش اليوم تحالف البعض مع القتلة من أجل تحقيق أطماعهم السلطوية على حساب واقع الجماهير البائسة، الجماهير التي أبدعت أطروحتها الثورية بنفسها "الشعب يريد اسقاط النظام" بدون قيادات حزبية و لا زعامات ، أملها البحث عن عالم جديد تجد فيه حقها في السلطة و الثروة و الديمقراطية لكنها فوجئت بانتهازية الأحزاب السياسية يمينا و يسارا و غدر بثورتها و دماء شهداءها في أروقة مجلس العهر السياسي ، بل ووجهت بالقمع و الترهيب كلما عادت هذه الجماهير إلى الشارع لمواصلة نشاطها الثوري.

فماذا يمكن أن تقدم سلطة جاء بها الانقلاب على الحركة الثورية غير البطش و التنكيل ، ماذا يمكن أن تقدم سلطة مالية لرأس
المال العالمي و لمراكز النفوذ المالي و العسكري غير الاعتداءات و التهميش.
المسألة أصبحت واضحة و المعادلة محسومة، فإما مواصلة تنفيذ المهمات الثورية أو الانخراط في الجريمة السياسية ، إما الشهادة و إما العدم. و لتسقط كل الشرعيات ، شرعية المجلس التأسيسي و كل المؤسسات و القوانين المنبثقة منه ، لتسقط شرعية الدولة و كل أجهزتها القمعية و لتسقط البشرية جمعاء إن كان هذا أقصى ابداعها و لنعش الخراب الأعظم في صمت.

اليوم لا تحتاج حقيقة الحكومة و فشل برامجها الاقتصادية و السياسية إلى تقصي و بحث، فالمسألة تتضح في رهاناتها و مشاريعها الرجعية و في سيرها على درب الاستبداد النوفمبري، لكن للأسف لم يستوعب الكثير الدرس و واصلوا تشبثهم بنفس الأساليب البيرقراطية و النظريات المسقطة ، فلا مجال اليوم لنظرية الثورة على مراحل و لا سبيل لجعل الشعب وقودا احتياطيا و غنيمة انتخابية لتصل النخبة المثقفة للسلطة.
اليوم ليس هناك من خيار للجماهير الثاءرة سوى خيار المقاومة و العمل الثوري المباشر عبر الاحتجاجات الشعبية المستمرة و تحويلها إلى تنظيم ثوري جذري للإطاحة بالديكتاتورية القاءمة و شل أركانها القمعية من جيش و بوليس، فما يسمى اليوم ب"الدولة" ليس سوى عصابة من المرتزقة مرتبطة بدواءر الامبريالية العالمية ، لا بد من كنسها و تعويضها بمجالس مواطنية تكون هي الترجمة الفعلية لممارسة الديمقراطية المباشرة والحكم الذاتي للشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين