الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لتصحيح الموقف الرسمي الجزائري من الثورة المصرية .

صالح حمّاية

2013 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك أنه و في الأزمات الداخلية التي تشهدها الدول أن الحياد هو الموقف السياسي الأسلم ، فالدول ليس من المفروض أن تكون طرفا في صراع داخلي داخل أي دولة ، لكن ومع هذا .. فيجب التنبيه إلى أن الحياد ليس بالضرورة دائما أن يكون الخيار السليم ، خاصة ونحن بصدد مسألة كالمسألة المصرية .

بالنسبة لمصر فلا يمكن القول أن الحياد هو الموقف السليم لعدة أسباب أبرزها ... أن الأمر لا يتعلق بأزمة داخلية بين فئات الشعب الواحد ، وهو ما يستدعي عدم الانحياز كما تجري العادة ، فالأمر في مصر وكما هو واضح هو صراع بين فصيل إرهابي ممول خارجيا (الإخوان المسلمون ) وبين الشعب ، وعليه فالمفروض ومن أجل موقف سليم أن يكون الانحياز الجزائري هو للشعب المصري وليس الحياد ، .. الأمر الثاني والذي يعني الجزائر بالخصوص ، هو أنه و بالنسبة للجزائر فيجب أن لا تنسى الحكومة أن هذا البلد عانى من الإرهاب و عانى من الصراع مع الإسلاميين ، وهو ما يعني أنها كحكومة مطالبة بالحرص دائما ان تكون سياستها الخارجية داعمة ومنحازة للدول و الشعوب في حربها على الإرهاب ، لهذا و بالنسبة للشعب المصري الذي يعاني الآن من الإسلاميين و إرهابهم فقد كان الأحرى بالدولة الجزائرية أن يكون انحيازها واضحا مع الشعب المصري ضد الإخوان ، وليس أن يكون موقفها هو الحياد بين الضحية والجلاد ، فهذا الأمر هو بمثابة خيانة للشهداء الذي سقطوا في العشرية السوداء ، واستهزاء بالتجربة المريرة التي عانى منها الجزائريون .

إن من يتابع اليوم الإرهابيين الذي أجرموا في حق الجزائر سابقا كان لا شك سيلاحظ انحيازهم الكامل و المطلق للإخوان المسلمين ، بل و أن يرى منهم التزاما بهذا الأمر فالإسلاميون الجزائريون بأحزابهم و قنواتهم الإعلامية وصحفهم العلنية و المختفية أعلنوا انحيازهم الكامل لنصرة الإرهاب ضد الشعب المصري ، لهذا فلما لا تكون الدولة الجزائرية هي الأخرى منحازة للشعب المصري وثورته خاصة وهي بهذا لا تنتصر لشهدائها وقيمها فقط ، بل أنها تساعد شعبا شقيقا أخر لاتقاء شرهم .

عن نفسي أرى أن الموقف الجزائري وأن كان يبدو سليما مبدئيا إلا انه بالمجمل موقف مقصّر ، فهو يتجاهل للأسف التجربة المشتركة التي يعيشها الشعب المصري مع الشعب الجزائري ، و هي التي كانت تملي دعما جزائريا للمصريين ، بل وربما دعما بالخبرة وبالتجارب لكي لا يقع المصريون فيما وقعنا فيه وهو ما لا نتمناه لهم .

إن الجزائر الآن مدعوة لتصحيح موقفها من المسألة المصرية ، فهي لا يجب إلا ان تبدي انحيازها الكامل لخيار المصريين في الإطاحة بالحكم الإخوان . ... إن الأمر هنا ليس مسألة موقف دبلوماسي تقليدي بل هو مسالة مبدأ بالنسبة للشعب الجزائري ، فإذا كانت حكومة الجزائر لا تناصر الشعوب الأخرى التي تعاني الإرهاب ، فمن يناصرها إذن ، ثم بأي حال من الأحوال يمكن أن تكون حكومة مهادنة للإرهاب بهذا الشكل حكومة تدير أمور الجزائر .

أخيرا .. عن نفسي أرى أن أفضل خطوة لتأكيد التضامن الجزائري المصري بعد هذه الهفوة من الخارجية هي بدعوة الفريق الأول عبد الفاتح السيسي لزيارة الجزائر لتكريمه فيها في أقرب فرصة ، فالرجل بموقفه الوطني الأخير أكد استحقاقه لهذا التكريم ، هذا عدى طبعا أن موقفه هذا إنما يأتي دعما لموقف الجيش الجزائري سابقا حين وقف ضد حكم الإسلاميين وهذا أمر مهم بالنسبة للجزائر دولة وشعبا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهلا وسهلا بالفريق السيسي في الجزائر
دزيري متنور ( 2013 / 8 / 4 - 11:41 )
عين الصح وقوفنا مع مصر وشعبها هذه الايام لهي اكبر مساندة لهم ولنا ايضا في وجه الارهاب الاسلامي الاعمى الذي عانينا منه سنوات الجمر. ارى ان سياستنا الخارجية اصابتها نوبة من الذهول منذ ما سمي بالربيع العربي لم تفق منه لحد الساعة نرجوا تداركها اي بوقوفها كما اشرت استاذ مع الدول المقاومة للارهاب


2 - مريضة
علقمة منتصر ( 2013 / 8 / 4 - 14:04 )
الدبلوماسية الجزائرية مريضة بمرض الرئيس. هذا أولا، وثانية حتى لو كان بوتفليقة في صحة جيدة فإن موقفه سيكون إلى جانب مرسي، لا العكس. وبالتالي، أنا أفضل أن تبقى الجزائر صامتة
تحياتي

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا