الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حل الأحزاب الدينية مطلب ثوري وواجب وطني

رشا ممتاز

2013 / 8 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


--الأحزاب التي يكون هدفها أو سلوك أعضاءها يسعى لعرقلة الحريات والقواعد الديمقراطية أو يعرض للخطر وجود الدولة الألمانية, يتم حلها وفقا للدستور--

تلك كانت أحد المواد الموجودة في الدستور الالمانى ومن المعروف أن المانيا كانت الدولة الأولى التي ترسى مصطلح دولة القانون بعد معاناتها من التجربة النازية المريرة التي انتهت بالحرب العالمية الثانية فلزم لكي تسير الدولة إلى الأمام أن تضع قواعد تنظم سيرها وتمنع تكرار تجاربها الأليمة وتستفيد منها للعبور نحو المستقبل وهذا هو الحال والواقع في مصر الآن.

قد يعتقد البعض أن هناك فرق بين الحزب النازي الألماني وبين الإخوان المسلمين أو جماعات الإسلام السياسي بشكل عام ولكن عندما تنظر جيدا لأهداف تلك الأحزاب و الجماعات ستدرك أنها اخطر على البشرية من الحزب النازي وتكمن خطورتها في أن مبادئها وأهدافها تدعى أنها أهداف مقدسة مستمدة مباشرة من الله .


-فتلك الأحزاب تهدف إلى القضاء على الدولة المصرية لصالح دولة متوهمة تسمى دولة الخلافة لا نعرف لها حدود وجعل مصر مجرد مقاطعة في تلك الدولة العبثية .

-الأحزاب ذات المرجعية الدينية تنادى بتطبيق الشريعة والتي اختلف الفقهاء الذين لم يتفقوا يوما ! فيها وتعتبر تقطيع الايدى والأرجل والصلب والرجم والجلد اسمي أمانيها .

-الأحزاب ذات المرجعية الدينية ترى المرأة عورة وتبيح ضربها ونفيها من الحياة السياسية ومنعها من تولى المناصب الرئاسية وقهرها باسم الدين وثوابته .

-الأحزاب ذات المرجعية الدينية تعتبر المسلم المتفق معها في المذهب هو الإنسان أما غير المسلم أو المسلم المخالف لمذهبها فهو كالأنعام بل أضل سبيلا ولا قيمة لحياته ورأينا كيف يتم التحريض على المسيحيين في مصر وكيف سحل وقتل مواطنين مصريين لأنهم على مذهب مختلف .

-الأحزاب ذات المرجعية الدينية لا تعترف بالحريات الشخصية وتجبر أفراد المجتمع على الانصياع لأوامرها كالقطيع باسم الله .

-الأحزاب ذات المرجعية الدينية لا تعترف بحرية الرأي ولا الفكر ولا العقيدة و تخرج سيف حد الردة وازدراء الأديان لكل مخالف.

-الأحزاب ذات المرجعية الدينية يستحيل أن يكون لها خطط في تطوير الفن والتعليم والقضاء على الجهل والأمية لأنهم المناخ الملائم لاستمرارها ولان الفن عندها حرام والتعليم موجود فى المناهج الشرعية !

الأحزاب ذات المرجعية الدينية لا يمكن أن تسير بأي بلد إلى الأمام بل تسير دوما عكس حركة التاريخ إلى الخلف !

جميع الأحزاب ذات المرجعية الدينية الإسلامية واحدة مهما اختلفت الأسماء والألوان والأشكال لا فرق بين حزب إسلامي يدعى الوسطية وآخر متشدد لأنهم جميعا قائمون على فكرة واحدة ملخصها الإسلام هو الحل, والإسلام دين ودولة, والسعي خلف وهم الخلافة, وتطبيق شرع الله ! وما دامت كتب التراث لم تنقى والقران لم يقرأ وفقا لروح العصر ومازلنا اسري تفاسير القرون الوسطى فلن يختلف حزب إسلامي يرتدى أعضاؤه البدل الحديثة عن آخر يرتدى أعضاؤه الجلباب .. لم تفرخ الجماعات الدينية لنا سوى الإرهاب ولم تحكم دولة إلا وقسمتها وحولتها إلى اثر بعد عين !

ويكفي أن تفتح التلفاز على ميدان رابعة لتراهم جميعا وتسمع خطابهم التحريضي الهادم الذي ينتمي للعصر الحجري والذي يعتبر خارج نطاق الزمان.

يدعى هؤلاء المدلسون أنهم مع الديمقراطية رغم أن الديمقراطية تخالف بشكل صريح منهجهم القائم على الشريعة ورغم أن الديمقراطية بضاعة غربية مثلها مثل العلمانية التي يحاربونها بشدة وكلاهما مكمل للآخر و أهم قواعد الديمقراطية هي صيانة الحقوق و الحريات الفردية والتعددية الحزبية وتكافؤ الفرص ودولة القانون مما يتعارض بشكل مباشر مع الشريعة التي يسعون لتطبيقها و التي تفرق بين الرجل والمرأة والمسيحي والمسلم وتمنع حرية الاعتقاد والتفكير .. الخ فعلى أي أساس تقوم ديمقراطيتهم وهى تنفى الآخر وتقمع حقوقه وحريته؟

لقد لعب هؤلاء على عامل الفقر والجهل والأمية وانتشارهم كالسرطان في القرى والنجوع الفقيرة, و اشتروا أصوات الناخبين وقدموا الرشاوى الانتخابية واختصروا الديمقراطية في الصناديق ! وشوهوا الحياة المصرية واثبتوا فشلا وتخبط ولعبوا على كارت الطائفية و إشاعة الفوضى وإسقاط دولة القانون وقمع الحريات حتى خرج الشارع المصري عن بكرة أبيه وثار ضدهم وطلب بعزلهم ومحاكمتهم جميعا فرفضوا الانصياع لرأى الأغلبية وقرروا إشعال الحرب الأهلية وقاموا بالتحريض العلني على الجيش والشرطة وتكفير المجتمع كله فكيف نسمح لهم بالوجود والاستمرار بعد ذلك ؟ كيف نعتبرهم جزء من العملية السياسية وهم يحملون أجندة تتعارض مع كيان الدولة وأمنها ومع استمرارها كيف نعتبرهم جزء من المستقبل وهم يتوجهون نحو الماضي ؟

ومع ذلك لا أدعو كما يدعون هم إلى الإبادة والقتل الجماعي لهذا القطاع من البشر الذي يحمل أفكار العصور الوسطى وينشر عقيدة الموت وقتل إخوانهم في الوطن والإنسانية تحت مسمى الاستشهاد ! ولكنى أطالب بحماية المجتمع من شرورهم بوضع مواد دستورية تمنع إقامة تجمعاتهم المعادية للإنسانية والقبض على أي شخص يحمل شعاراتهم النازية ويروج لأفكارهم الهدامة ومحاكمته .
كما ادعوا لوضع مادة ترسخ فكرة فصل الدين عن السياسة حتى لا يستمر التلاعب بمشاعر البسطاء والفقراء الدينية واستغلالها ضدهم.
فيما عدا ذلك ستستمر المأساة وسيستمر الصراع ولن تنعم مصر بالاستقرار ولن نخطو خطوة نحو الحداثة والمستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحبا بعودتك
سيمون خوري ( 2013 / 8 / 4 - 10:44 )
اختي رشا العزيزة تحية لك ومرحباً بعودتك الى موقع الحوار . لا تعليق لي على المادة وأتفق معك سواء حول عنوانها أو مضمونها . مع التحية


2 - لا يستقيم الظل والعود أعوج
علقمة منتصر ( 2013 / 8 / 4 - 13:51 )
الأفكار المطروحة في المقال هامة جدا، لولا بعض الهروب من مواجهة الحقيقة. نقرأ مثلا: ((-الأحزاب ذات المرجعية الدينية ترى المرأة عورة وتبيح ضربها ونفيها من الحياة السياسية ومنعها من تولى المناصب الرئاسية وقهرها باسم الدين وثوابته .-الأحزاب ذات المرجعية الدينية تعتبر المسلم المتفق معها في المذهب هو الإنسان أما غير المسلم أو المسلم المخالف لمذهبها فهو كالأنعام بل أضل سبيلا ولا قيمة لحياته ورأينا كيف يتم التحريض على المسيحيين في مصر وكيف سحل وقتل مواطنين مصريين لأنهم على مذهب مختلف .-الأحزاب ذات المرجعية الدينية لا تعترف بالحريات الشخصية وتجبر أفراد المجتمع على الانصياع لأوامرها كالقطيع باسم الله . -الأحزاب ذات المرجعية الدينية لا تعترف بحرية الرأي ولا الفكر ولا العقيدة و تخرج سيف حد الردة وازدراء الأديان لكل مخالف)).
فلو حذفنا (الأحزاب الإسلامية) في النص، وعوضناها بـ (الإسلام) لكان ذلك صحيحا.
سيدتي، لا يستقيم الظل والعود أعوج . لهذا يجب إبعاد الدين عن السياسة، وإلزام الأحزاب بذلك تحت طائلة الحل والمتابعة القضائية
تحياتي


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 8 / 4 - 17:13 )
1- أين برنامج القوى العلمانيّه؟... رأينا العلمانيّه (أشتراكيّه أو ليبراليّه) تحكم الدول العربيّه ؛ فماذا فعلت؟ .
2- دعوتكِ إلى حلّ الأحزاب السياسيّه الدينيّه ينم عن ديكتاتوريّه و ليس ديمقراطيّه!... لا أعلم , ما هي الديمقراطيّه عندكم؟... لكن , الظاهر إن النظام عندكم هو ديكتاتوريّه أُلبس له ثوب الديمقراطيّه! .


4 - المشكلة تكمن في شعب يحلم بحور العين ولا يعمل
خالد سالم ( 2013 / 8 / 4 - 17:34 )
المشكلة الكبرى تكمن في الشعب الذي يأكل ويشرب ويلبس دينًا ويحلم بحور العين بينما يرتكب الموبيقات السبعة في الخفاء ولا يعمل... الأحزاب الدينية ما هي إلا إنعكاس لمجتمع نخره السوس،لاينتج سوى السفسطة ولا يطبق الدين ولا يعمل.


5 - رد
رشا ممتاز ( 2013 / 8 / 4 - 21:38 )
.تحية موصولة للاستاذ العزيز سيمون خورى واشكره على الترحيب
-------------------------------------------------------------

الاخ المتخفى تحت أسم علقمة اعتراض المقال على فرض الدين كأجندة سياسية على الجميع

واتفق معك فى ضرورة فصل الدين عن الدولة مع كفالة حرية الاعتقاد
---------------------------------------------------------
عبد الله خلف لم تحكم العلمانية يوميا فى مصر بل كانت انظمة بوليسية تحمل أسم مدنية بمرجعية إسلامية !
------------------------------------------------------
خالد سالم أتفق معك فى تعليقك تماما

---------------------

وأشكر جميع المعلقين على تواصلهم

تحياتى


6 - اى حل فى الاسلام
على سالم ( 2013 / 8 / 5 - 01:55 )
الحقيقه تقول انه منذ بدات شريعه الاسلام والى الان والمسلمين يعانوا اشد انواع المعاناه بسبب وحشيه هذه الشريعه الصحراويه ,حدث بالامس فى احدى قرى المنيا احداث دمويه بين الارهابيين الاسلامجيه والاقباط وكانت بالطبع النتيجه كارثيه على الاقباط حيث تم الاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم وسرقتها وايضا حرق منازل ومتاجرهم بل وضربهم وحدوث اصابات عديده ,الغريب ان الاقباط هم المصريين الاصليين والمسلمين غزوا مصر بقياده المجرم والقاتل عمرو ابن العاص وعصابته من المجرمين الرعاع والاوباش ,هم اصحاب البلد ويتعرضوا للاضطهاد والاسلمه الجبريه والسطو المسلح من سلاله القاتل الاثيم عمرو ابن العاص ,الحل يكمن فى حظر الجماعات الاسلاميه والغاء ماده الدين الاسلامى فى المدارس ويكمن ايضا فى هدم الازهر وتسويته تماما بالارض لانه مركز لتفريخ الارهابيين والقتله والانتحاريين

اخر الافلام

.. الرفيق رشيد حموني، في برنامج -مباشرة معكم- لمناقشة القانون ا


.. الشرطة الكورية الجنوبية تمنع مسيرة احتجاجية تطالب باستقالة ا




.. فرنسا: هل يتحالف اليمين واليسار لأول مرة لإسقاط حكومة ميشال


.. Débat autour de l-industrie avec Abdeslam Seddiki et Ryad Me




.. Mohammed Benmoussa sur Le Debrief : tout ce qu’il faut savoi