الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمعنا وبعض مثقفينا ... والغالب والمغلوب

سامي العامري

2013 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مجتمعنا وبعض مثقفينا ... والغالب والمغلوب


الشعوب والمجتمعات المغلوبة تميل إلى محاكاة الغالب وتقليد سلوكه ونمط عيشه وتعلم لغته وتظهر كراهية له أمام بعضها البعض وتتكتم على إعجاب شديد به قدر المستطاع وعدم البوح بذلك فهو أشبه باتفاق سري مخفي رغم أنه ظاهر ، وصامت رغم أنه صارخ !
أقول هذا وأتذكر بعض أفكار العلاّمة في الإجتماع وفلسفة التأريخ إبن خلدون وهو يؤكد على مثل هذه الحقائق وأتذكر تحليله لظواهرها المختلفة ومنها قوله
: لغة الأمة الغالبة هي الغالبة ولغة الأمة المغلوبة هي المغلوبة . ويقول أيضاً :
الأمم المغلوبة تقلِّد الأمم الغالبة .
لماذا أكتب هذا الآن ؟
حقيقة تأملتُ بعض الأفراد وطباعهم ومزاجهم وطريقة تفكيرهم فوجدتُ أنهم أيضاً لا يختلفون عن المجتمعات المغلوبة في تقليد من سبق وأنْ اضطهدهم !
تقليده بالكثير مما يملكه من صفات ، الإيجابية منها والسلبية كالتمدن والنظافة والعيش الرغيد وأناقة الملبس وغيرها ومنها السلبي كالغرور والأنانية والشعور بالتميز وفرض الطاعة بل والبطش عند الضرورة أيضاً !
فكيف سيكون الأمر مع المثقف الذي عانى من المعتقلات والإذلال وصنوف التعذيب الجسدي والنفسي وإرغامه على العيش معوَّقاً أو يهيم في المنافي ؟
إن البعض منهم يتحين الفرصة لفعل ما فعله الحاكم به ؟
وبعضهم حتى إذا لم يستطع الإنتقام من طاغية عذبه ، فالرغبة الجامحة بالإنتقام تبقى ( متوهجة ) في كيانه ، الإنتقام من أي فرد يختلف معه أو أي مثقف آخر يحس أنه ينافسه أو يشكّل حجر عثرة في طريق تحقيقه لمراميه الشخصية وهو لأجل هذا يكذب وينافق ويغار ويمارس الدس والوقيعة وغيرها ، وهذا تجلٍّ واحد من تجليات
الحالة التي أنا بصددها والتي لم تعد تدهشنا لكثرة وقوعها
وتقليد المغلوب للغالب لاحظته عند بعض المثقفين وبمستويات عديدة ، منها أنه يتكلم معك بكل لطافة وأريحية ويتصرف هكذا أيضاً ويثيرك تواضعه وسلوكه ( الفطري ) النقي معك ولكنك سرعان ما تكتشف أنه لم يفعل هذا إلا لكونه لا يملك سلطة ولا تأثيراً ولا مريدين !
فتقول مع نفسك وأنت تشعر بخيبة وأسى كبيرين وتشعر في نفس الوقت بامتنان كبير للحياة : شكراً للحياة لأنها لم تمنحهم فرصة للتحكم بأقدار الناس ومنها أقدار بعض المثقفين ومن كانوا أصدقاءهم يوماً ما !
ومنها أيضاً أني أعرف مثقفين منذ سنواتِ ما قبل النت كانوا دائميْ التذمر مما يسمى بالوسط الثقافي وسفالة محرريْ المجلات الأدبية وإهمالها لما يرسلونه لهؤلاء المحررين من قصائد ونصوص ولكنَّ هؤلاء المثقفين ما أن حل النت وأصبح لديهم متنفَّس للتعبير والنشر حتى كشفوا عن أوجههم الحقيقية ونرجسيتهم وادعائهم التفوق فباتوا أكثر تفاهة من المحررين السابقين الذين تجاهلوا كتاباتهم ولم ينشروها
وهناك من الأمثلة التي تحضرني أيضاً شخص وهو كما يروق له أن يلقِّب نفسه بالبروفيسور عبد الإله الصائغ ، يعيش في الولايات المتحدة نشرَ قبل فترة موضوعاً يثني فيه على الشيخ أحمد الوائلي مع فيديو بالصورة والصوت للوائلي يقول فيه الأخير وهو يخطب رافضاً طقوس التطبير وتجريح الجسم بالقامات والسيوف تعبيراً عن حزن البعض على مقتل الإمام الحسين وشجبه لهذه الممارسات وخاصة في بعض ساحات المدن في أوروبا وأمريكا ، يقول الوائلي : ( هذا كفر وأنا والله لو أستطيع أن أمسك هؤلاء لدفنتهم في البلاليع وهم أحياء ) !
فكتبتُ تعليقاً لصاحب المقال لم يرد عليه ( وكيف يردّ أو يبرر هذا البروفيسور ) !؟
قلتُ له في تعليقي : هل إن دفن أناس بسطاء جهلة في البلاليع وهم أحياء ، هل هذا من أخلاق الإمام الحسين أو الإمام عليِّ يا ترى أم من أخلاقية ناظم كزار وولي نعمته صدام !؟
وهكذا يصبح الضحية في السابق جلاداً اليوم
ــــــــــ
برلين
آب ـ 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة