الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تلوموا أحداً من خارج محيطنا

عوني الداوودي

2013 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا بد وأن يكون هناك خلل ما، لا بالتأكيد هناك أكثر من خلل في وعي وتربية الفصائل المتناحرة في ربوع هذا العالم الشرقي الذي تغنى بماضيه الكثير من الفنانين والكتاب الغربيين قبل أهل الدار، ما يصلنا يومياً بفضل الثورة المعلوماتية والإنترنيت من مقاطع فيديو وصور تقشعر لها الأبدان ... التفنن في التعذيب والتنكيل بجثث الضحايا أياً كانوا، قتل بالجملة، أساليب مبتكرة في الإهانة همها الأول والأخير التشفي وإذلال المقابل لدرجة فقدانه الشعور بإنسانيته، أساليب سادية في غاية الضعة والخسة والدناءة للنيل من كرامة الخصم وإذلاله، تفجيرات ومفخخات في كل مكان تحصد أرواح بريئة لا ذنب لها غير حظها العاثر أوصلتها لمكان الجريمة ... الدم في كل مكان، حتى باتت مشاهد الأعضاء البشرية المسلوخة والمحروقة والمتناثرة هنا وهناك من المشاهد العادية للكثير من البشر لكثرة تكرار المشهد والكل يتهم الطرف المقابل .. من هو المقابل ؟!!! لا أحد يعلم... هذا يقول التكفيريين والقاعدة ومن والاهم، وأخر يقول فصائل البعث والشبيحة، وثالث يتبنى نظرية المؤامرة ويعلق غسيله القذر على شماعات الغرب وإسرائيل، ورابع يصب جام غضبه وحقده على إيران أو تركيا... وطبعاً هناك من يقول مشايخ الخليج وأموال النفط، وألخ .... ويمكن أن يكون كل هذا صحيح، وأكيد هناك أيادي خفية تلعب وتدير جوانب من رحى هذه الحرب الطاحنة التي لا تميز بين طفل وإمرأة وشيخ ومقاتل وعاجز، أنها حرب إنتحارية تدميرية لا منتصر فيها، أبطالها كل أؤلئك يؤدون أدوارهم بغير مجد يذكر ... لكن بطل الظل الحقيقي الذي لا يزال متخفي تحت شعاراته الديماغوجية، ولعبه على أوتار الطائفية والقومية والمناطقية، وغيرها، هي الأنظمة القمعية في دول المنطقة على مدى العقود الماضية، سواء كانت تلك التي قُبرت وولت إلى مزابل التاريخ أو التي لا تزال متمسكة بكراسي السلطة، وبعبارة أخرى هي حكومات الدول القومية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الأولى، نعم هذه الأنظمة هي التي أوصلت الإنسان العربي وغير العربي القاطن ضمن محيط المنطقة لهذه النتيجة الكارثية من خلال التربية العرجاء، ومناهج الدراسة، وإعلامها الأحادي الجانب، وزرعها الخوف والشك حتى بين أبناء العائلة الواحدة، وبطشها المفرط بمعارضيها، ومن خلال دق الأسفين بين أبناء الشعب الواحد، وأتباع أقذر الأساليب دناءة للبقاء في السلطة والتحكم، ونهب أموال الشعب ... هذه الأنظمة هي المسؤولة بالدرجة الأولى لما آل إليه الحال في المنطقة من دمار وخراب وقتل على الهوية، حيث كانت بعض هذه الأنظمة تقتل على الشُبه فقط، فكيف الحال بأجيال تربت على كذب ودجل وخرافات وحروب حكم أنظمة أقل ما يقال فيها أنها أقرب ما تكون في بنيانها الهرمي إلى نظام وقوانين عصابات المافيا العالمية التي تأخذ قرارها الأول والأخير من العّراب، أي من زعيم العصابة وأوامره لا جدال فيها، وإن كان العرف العسكري يتبنى قول " نفذ ثم ناقش " ففي أعراف هذه الأنظمة لا شئ أسمه نقاش، بل فقط نفذ، ومن ثم نفذ، ولا شئ غير كلمة نفذ، وكأن الحاكم في تلكم البلاد، وفي هذه الرقعة الجغرافية من العالم نُصب بأوامر ألهية، لا بل الحاكم في منطقة الشرق الأوسط هو الأله، وأن تسامح قليلاً وأظهر نوع من التواضع أوحى للشعب بأن الله هو الذي ولاه السلطة، وأنه ليس أكثر من وسيط بينهم وبين الله ...
فالنظرية الفيزيائية أثبتت معادلة منطقية تقول " بأن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار، ومعاكس له في الاتجاه " فلذلك لا عجب مما نحن فيه، وقد أثبتت الأحداث بأن الضحية تقلد الجلاد، وهذا ما يحصل يومياً في ليبيا وتونس والعراق واليمن ومصر، وحالة سوريا متفردة في جميع تفاصيلها الدموية . ... والله يستر من القادم .

عوني الداوودي
غوتبورغ ـ السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس