الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب فاشلون بالوحدة ...فاشلون بالتقسيم

ميثم مرتضى لكناني

2013 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كانت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958تجربة نادرة من الاتحاد الطوعي لم يكتب لها الاستمرار .وكعادتنا في شخصنة الاشياء والمواقف وتسطيح الاسباب تم تحميل المشير عبدالحكيم عامر خطيئة الانفصال كتلك التي تحملها لاحقا بعد نكسة حزيران 1967 حيث تم التضحية به ككبش فداء لمنظومة فاشلة , مرت اثنان وثلاثون عاما وتحديدا في مايو عام 1990 حتى مر العرب بتجربة اخرى للوحدة وهي وحدة الشطرين اليمنيين ومالبثت ان انتهت التجربة بحرب مدمرة بين الشطرين عام 1994 يومها استولى الشماليون عنوة على كل الجنوب العربي ليبدا مع ذلك التاريخ عهد جديد اقرب للاستعمار منه للوحدة , السودان في ظل حكم البشير ولانهاء حرب مدمرة استمرت عشرات السنين رضى بالاستفتاء العام لتقرير مصير البلاد وحصل انفصال الجنوب وماذا كانت النتيجة ..هل هدات المدافع ؟ظلت النار تستعر وهاهي ( بلدة .ابيي النفطية)نواة متقدة تحت غلالة السلام الوهمي ...على الجانب الاخر من العالم نجد تجارب الانفصال السلمي لجمهوريتي التشيك وسلوفاكايا عام 1992 انفصالا وديا لم يشبه الموت ولا الاقتتال, اما نموذج الوحدة فحدث ولا حرج فالمانيا اتحدت عام 1990 رغم الاختلافات في والتنمية والعملة بل وحتى الطباع اللهجة والتقاليد لابناء الشطرين المتحدين ولكنها اشياء لم تحل دون اندماج ابناء البلد واعادة تشكيل الامة الالمانية العظيمة من جديد ..الامر الذي اغرى اوربا باسرها للاتحاد بكيان اسمه الاتحادالاورب ييجمع شعوبا وقوميات طالما اختلفت وطالما تناحرت الا انها اليوم موحدة ومتجانسة وتتعامل بند واحد وبتاشيرة مرور موحدة , انني لست نازيا لاعتقد بالنظرية العرقية التي تقسم الاجناس البشرية حسب حجم الجمجمة وطول (الكراع) لان العلم الحديث اثبت بطلانها بالدليل , ولكني اتسائل ..مالذي يمنع العرب من ان يقبلوا بعضهم بسلام ..اوعلى الاقل ان يرفضوا بعضهم باحترام ..مالذي جعل البلوشي السني اقرب للسعودي من الشيعي الحساوي والشيعي المصري اقرب للعراقي من السني الانباري ..وحتى عمليات التجميل وشد البشرة التي تمارسها بعض النظم العربية محاباة وتملقا للسيد الغربي..تثير الاشمئزاز ..فمبادرة امير قطرالسابق بفتح اكبر كنيسة في الشرق الاوسط في بلده الصغير لاتعكس باي حال احتراما التنوع والاختلاف كون ..بلده اصلا ليس فيها مسيحيون اللهم الا من تولتهم رعاية الامير بالتجنيس السياسي معروف الغرض..اننا كشعوب عربية بحاجة للعودة الى الذات ودراسة ماينقصنا لان نكون كالاخرين بالحد الادنى من المساواة ..مالذي يجعلنا اقسى على انفسنا من العدو..مالذي يعوزنا لان نصغي لبعضنا ونفهم بعضنا ونتعايش مع بعضنا او ان وصلنا للنهاية المسدودة واستحال عندها التعايش ان ننفصل باقل الخسائر على القاعدة القرانية للطلاق (امساك بمعروف او تسريح باحسان) ..
د.ميثم مرتضى الكناني
ناشط مدني عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا