الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنطلت اللعبة على الجميع واعلنت الديكتاتورية رسميا في العراق الجديد ؟

خلدون طارق ياسين

2013 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


إعتاد العراق منذ عام 2003 إلى الان على الانتكاسات الامنية والزلازل الارهابية التي تضرب البلاد بطولها وعرضها وشرقها وغربها فالعقيدة العسكرية العراقية سواء كانت للجيش العراقي ام القوات الأمنية الأخرى ومنذ عهد البعث الى الان تقوم على اساس المحافظة على حياة رأس السلطة حيا فهذا هو الأهم والشيء المحوري في العقيدة لعسكرية للقوات المسلحة العراقية لذلك اعتبرت الدولة في حينها الانسحاب المذل للجيش العراقي من الكويت انتصارا واعتبرت (عدوانات الرجعات الثلاث) مكملا لمقولة (يا محلى النصر بعون الله ) , والى اليوم يترنح العراق كدولة ومؤسسات وككيان من جراء العمليات الارهابية والقوات الامنية ومصادرها الاعلامية ما زالت تؤكد ان العراق يحقق نجاحات كبيرة في القضاء على الارهاب , ولا ادري انا كمواطن عراقي اين هذه الانتصارات ؟ ولكن الانتصار في مفهوم وعقيدة تلك القوات كما قلت هي المحافظة على رأس النظام على مقولة ان صلح الرأس العراقي صلح العراق كله وان فسد ضاع العراق كله
ومع كل انتكاسة يومية انظر إلى شاشات التلفاز لأرى وجوه القادة العسكريين العراقيين , وانا مذهول , وهي تقدم فلسفات في التعامل مع الواقع الامني تلي نصوص حقائق الارض وتبرر استشراف بوارد النصر المزعوم والمحتوم واضحك في نفسي كثيرا على وسائل الاعلام التي تتسارع لاخذ تصريحاتهم الجوفاء وتضعها على السبتايتلات الخاصة بها لتزيد من المشهد العراقي كوميدياه السوداء .
ان الحكومة العراقية تعي هذا الامر جيدا وهي لا تمانع في ان تلعب هي بالنار في تأجيج الواقع الامني خدمة لمصالحها الضيقة ومن هناء جاءت عملية تبييض السجون في سجني التاجي و(ابو غريب) فهذه العمليتين كانت مكشوفة بتفاصيلها امام الاجهزة الامنية العراقية وسربت وسائل الاعلام وثائق تؤكد حصول الاجهزة الاستخبارية على معلومات مؤكدة عن نية بعض الجماعات المسلحة باقتحام السجنين واشارت تلك الوثائق الى الخطوط العريضة لخطة اقتحام السجنين وكذلك نشرت وسائل الاعلام في بداية يوم العملية خبرا مفاده احباط عملية اقتحام السجنين ولكن بعدها نفذت العملية وفر السجناء المخيفين من الرؤوس الكبيرة لتنظيم القاعدة , ان السيناريو المطروح امامنا المتمثل بقدرة تلك العصابات على اقتحام السجنين سيناريو مضحك جدا هدفه الضحك على عقول الناس وتمرير صفقات سياسية كبيرة جدا على حساب استغفال المواطن العراقي البسيط .
ان سيناريو اقتحام السجنين كان مرتبطا بتصريحات اطلقها احد المعممين بالطلب من الحكومة العراقية ايكال الملف الامني الى ميليشيا بدر احدى الميليشيات التي قاتلت النظام السابق والتي كانت تنطوي تحت عباءة ال الحكيم لتنفض تلك العباءة وتذهب للتحالف مع ائتلاف دولة القانون والسيناريو ايضا كان مرتبطا بعرض ايراني في تقديم الخبرات الامنية للقضاء على الارهاب بما فيها ارسال قوات ايرانية لدعم القوات المسلحة العراقية في محاربتها للارهاب
على اثر هذا السيناريو انسحبت السفارة الاميركية من العراق واغلقت ابوابها واعلن النفير في المنطقة الخضراء واشاعت الحكومة العراقية جوا من الهلع في المنطقة الخضراء وما حولها اجبرت قادة العراق الجديد على الفرار مع عوائلهم ليس الى خارج اسوار تلك المنطقة بل الى خارج حدود العراق بأسره , بالامس اتصل بايدن ليجدد الدعم لرئيس الوزراء وينصحه باقصاء المتطرفين ويؤكد على ان العدو المشترك الاول بين الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة الاميركية لا زال تنظيم القاعدة الشبحي , ان مكالمة بايدن بالامس فضحت السيناريو الحكومي العراقي الذي نجح في اعادة التأكيد على التحالف الهش مع الولايات المتحدة الاميركية ولكن على وفق قواعد لعبة جديدة تفضي الى اخلاء الاميركان لقواعدهم وربما نفوذهم في العراق مقابل ضمانات تقدمها الحكومة العراقية للاميركان في بعض الامور خاصة المتعلقة منها بالحرب على الارهاب , ان هذا السيناريو نجح في اقصاء اهم العقبات على امتداد نفوذ ائتلاف دولة القانون في الشأن السياسي العراقي وكان هو الاعلان الرسمي عن ولادة الديكتاتور الجديد (فلا سفارة تلمني ولا تيار صدري يحوشني) خاصة بعد الانباء عن نية الصدر اعتزال العمل السياسي , لقد نجحت الحكومة العراقية بطرد السياسيين من المنطقة الخضراء بمحض ارادتهم ونفذت عمليات اعتقال عشوائية هدفها التشويش على المواطن العراقي واشغال وسائل الاعلام بان هناك خطرا داهما يهدد المنطقة الخضراء فاللعبة انطلت على الجميع حتى على الولايات المتحدة نفسها ومهدت السبيل امام بسط نفوذ المالكي على كل شيء في العراق وسرعان ما سيجد المالكي التحالف الكردستاني يمد له يد الصلح من جديد وفق شروط يفرضها المالكي بنفسه لا كما حدث عندما تنازل ووافق على الشروط الكردية بالعشرة ليتكمل صورة الانقضاض على المشهد السياسي العراقي وتعلن الديكتاتورية من جديد في العراق فقد قالها اجدادنا من يملك بابل يملك الجهات الاربع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال