الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل تتطور

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قبل نحو عام من الزمن , انطلقت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية والثقافية لاسرائيل، - في اذار (مارس) عام 2004 - بجهود مجموعة من الاكاديميين والمثقفين الفلسطينيينّ، لتكون أول مبادرة من هذا النوع في الاراضي الفلسطينية والشتات.
وقد حظيت هذه الحملة آنذاك بتأييد قطاعات واسعة من المؤسسات التمثيليةّ، من بينها 60 مؤسسة محلية (اتحادات ونقابات)، اهمها اتحاد نقابات اساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينيةّ، واتحاد المعلمين الفلسطينيينّ، واتحاد الكتابّ، وشبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية في الضفةّ، وايضا كل الاتحادات الرئيسية للمرأة والعمال والاطباء والمحامين والتشكيليين.
وإذا كان احد الاهداف الاساسية للمقاطعة هو وقف التطبيع الاكاديمي والثقافي بين الفلسطينيين والعرب من جهة والاسرائيليين من جهة اخرى "لانه يضعف النضال الفلسطيني", فقد يكون من المناسب بعد مرور حوالي سنة على انطلاق الحملة, وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على الساحة الفلسطينية نفسها, وما نراه ونسمعه عن استعدادات للتطبيع بين دول عربية واسرائيل, طرح السؤال : ماالذي تحقق من تلك الحملة؟
ينبغي الاشارة الى مستجدات عالمية . فالحملة الاكاديمية الفلسطينية لم تنطلق من اللاشيء, بل لعلها استلهمت بعض مواقفها من حملة سبقتها, قادها أكاديميون غربيون كانوا - للحقيقة والتاريخ - أول من بادر الى إعلان هذه المقاطعة احتجاجا على الممارسات الاسرائيلية.
كانت انطلاقة الحملة من الخارجّ، وتحديدا من لندن حيث بادر اكاديميان بريطانيان هما ستيفن وهيلاري روزّ، وفي اوج الاجتياحات الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية في صيف عام 2002، الى نشر رسالة مفتوحة في صحيفة "ذي غارديان" تحمل 123 توقيعا لاكاديميين بريطانيين وتدعو مؤسسات الثقافة والابحاث الاوروبية والقومـــية التي يمـــولها الاتحاد الاوروبي ومؤسسة العلوم الاوروبيةّ، الى فرض عقوبات عـــلى اســـــرائيل من قبيل قطـــع التمــويل عنـــها مـــا لم تلـتزم قرارات الامم المتحدة وتبدأ مسعى جديا في المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين.
وما لبث هذا التحرك ان اكتسب تأييدا متزايدا , اذ تحولت الرسالة الى عريضة تحمل 1000 توقيع من بلدان متعددة وتضم 10 اكاديميين اسرائيليين. وتؤكد العريضة رفض التعاون اكاديميا مع المؤسسات الاسرائيلية الرسميةّ، بما فيها الجامعات, كما ترفض المشاركة في مؤتمرات علمية في اسرائيل او التعاون البحثي او اعطاء رأي استشاريّ، لكنها في الوقت نفسه تشدد على ان التعاطي مع الاكاديميين الاسرائيليين سيتم على اساس فردي.

وآخر الأخبار حول هذا الموضوع تشير الى تطورات مهمة جدا: فقد قررت رابطة أساتذة الجامعات البريطانية، التي يبلغ قوام أعضائها 48 ألف عضو يمثلون كافة الجامعات البريطانية، في مؤتمرها السنوي الذي عُقد في شهر نيسان/ابريل 2005 في ايستبورن، مقاطعة جامعتي حيفا وبار إيلان الإسرائيليتين، مع دراسة إمكانية مقاطعة الجامعة العبرية في القدس، وهذا يعني أن ربع الجامعات الإسرائيلية قد أصبح خاضعاً للمقاطعة.
وجاء في أسباب هذه المقاطعة أن جامعة حيفا مارست ضغوطاً متواصلة على أعضاء هيئة التدريس الذين يناقشون تاريخ الدولة العبرية من موقع نقدي مخالف للطروحات الرسمية بما يشكل تهديداً مباشراً للحرية الأكاديمية، كما وصل الأمر إلى حد التهديد بفصلهم، كما أن جامعة بار إيلان تتعامل مع إحدى الكليات الواقعة ضمن مستوطنة آرييل، الأمر الذي يجعلها متورطة بشكلٍ مباشر في احتلال الأراضي الفلسطينية.
وسواء أكان هذا التطور جراء نشاط حملة المقاطعة الاكاديمية الفلسطينية نفسها, أم سوى ذلك, فلعل في هذا جواب على السؤال الذي طرحناه آنفا. وقد لا تكون هذه نهاية وإنما بداية وعي عالمي للنخبة الجامعية , بأن القضية لا يمكن تركها فقط لرجال السياسة يتصرفون بها حسب مصالحهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية


.. فاغنر تتكاثر في ليبيا وتربط بين مناطق انتشارها من السودان إل




.. الاستئناف يؤكد سَجن الغنوشي 3 سنوات • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تتقدم في خاركيف وتكشف عن خطة لإنشاء -منطقة عازلة- |#غر




.. تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل...أسلحة جديدة تدخل الم