الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد خطاب الأسد الأخير ؟

عروة الأحمد

2013 / 8 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعيداً عن حقيقةِ نظام الأسد المتمثّل برأس هرمه بشّار , والتي لا تحتاجُ إلى إطالةٍ في الشرح والتوصيف .. حيث أنَّ الإجرام المستمرّ لأكثر من عامين بحقّ الشعب السوريّ هو أبلغُ تعبيرٍ عن الهويّة القمعيّة الإستبداديّة لهذا الكيان الحاكم.
*من يريد أن يقول بأنَّ تصرفات المسلحين لا تقلّ إجراماً عنه ..
أقول لهم : لا يمكن مقارنة تصرّفات من تسمونهم بالمسلحين "وهم أفراد" مع تصرفات نظام "جمهوريّ" كامل بما فيه مؤسسة الجيش والقوات المسلحة .. أما إذا كان المسلحون ليسو أفراداً بل جزء لا بأس به من الشعب فإننا أمام مشكلةٍ حقيقيّة تستلزم أن يقوم رأس هرم الدولة بانتخابات سريعة ليحمي شعب الدولة من الإقتتال فيما بينهم (بعيداً عن التحقيق في كيفيّة دخول هذا السلاح من الحدود التي يسيطر عليها النظام الحاكم).

رغم كلّ ما سبق إلّا أنَّه يبدو جلياً وبعد خطاب الأسد الأخير البارحة في ليلة القدر أنَّ :
- الأسد عمل على تطوير "لغة" خطابه بعد أكثر من عامين .. بينما تصرّ المعارضة السوريّة والكتائب المسلّحة من الجيش الحرّ , و"غيره" على الإنحدارِ في لغتها أكثر فأكثر ..
لا بل وتداومُ على الإنقسام والتضارب في مرجعيّاتها السياسيّة الإقليميّة بينما يدرس الأسد وحلفاؤهُ كيفية خروجهم من هذا المأزق "سويةً" بأقل الخسائر الممكنة لضمان حماية مصالحهم.
- بعد فشل نظام الأسد في استدراجِ السوريين , والذين بدأوا ينضمون إلى صفوف الثورة إبّان إنطلاقها بتزايدٍ مستمرّ .. لجأ الأسد إلى الإنتظار والرّهان على مرور الزمن مستمراً في تشويه صورة الثورة أمام ناظر الشريحة السوريّة الأكبر "الصامتة" , عاملاً على اختراق الثورة أكثر فأكثر مع العمل الدؤوب على "فلتِ" المسلحين والسعي وراء إعتقال الناشطين المدنيين والضغط عليهم لتهجيرهم خارج اللعبة السوريّة .
- واليوم يسعى الأسد لاستدراج أكبر قدرٍ ممكن من أكبر فئةٍ من الشعب السوريّ "الصامتة" تمهيداً للإنتخابات القادمة .. وفق مقارنةٍ بسيطة وضعها أمامهم وهي المناطق المسيطَرُ عليها من قبله كطرطوس ودمشق والوضع المعيشي فيها , وبين المناطق المسيطَر عليها من قبل التشكبلات المسلحة كحلب والرقة .. لا بل وحتى وضع نفسه في المقارنة ما بين حيّ وآخر في نفس المدينة .
- من الواضح أنَّ من سيترشح عن النظام السوري "سواءً كان الأسد أو غيره" سيجمع عليه المؤيديون وفئةٌ لا بأس بها من السوريين الصامتين في حال ستضيع الأصوات الباقية أمام تشكيلاتٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ معارِضَة لا يعلمها إلا الله .. ولن تنتهي المسألة هنا لأن الإنتخابات لن تغيّر شيئاً في حقيقة المشكلة السورية .. وقد تؤزّمها أكثر .
- سيظهر الأسد لبعض السوريين "من غير مؤيديه الذين يضمن صوتهم" بمظهر الخيار الأقلّ سوءاً والأكثر أماناً , والمخلّص من إنتشار التشكيلات المتطرفة أكثر فأكثر في النسيج السوريّ ..
تلك التنظيمات التي كان يدعمها بالأمس كجبهة النصرة (قبل أن يصبح التنظيم بهذا الإسم) حين كان مؤسسها الجولاني منتدباً إلى العراق وهو وبقية المجاهدين بتشجيعٍ ودعمٍ لوجستيّ مستمرّ من نظام الأسد تحت إمرة البغدادي حليف النظام ومؤسس تنظيم "دولة علي مملوك" أو ما يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية .

والسلامُ .. ألف سلامٍ لوطنٍ ابتُلِيَ بعصابة نظامه وعصابة معارضته وبعضِ عصابات أبناءِ شعبه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -


.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا