الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحوة أهل الكهف!

فلورنس غزلان

2013 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


صحوة أهل الكهف:ــ
الثورة السورية كما الثورات التي سبقتها عالمياً تحوي الغث والسمين...بل فاقت غيرها نتيجة لحضورها وحداثتها بالإضافة لموقع سوريا الاستراتيجي الجيوسياسي مناطقياً وعالمياً، ولطول المدة التي استغرقتها حتى الآن ، ومادفعه الوطن من ثمن وتضحيات في الأرواح والدماء ، ناهيك عن الخراب والدمار وانهيار البنى التحتية ، مما أدى إلى تواجد الكثير من التجاذبات والأجندات ، التي ساهمت بإبطاء النهاية...وبانسداد الحلول..وقد اندفع نحو الثورة منذ بدايتها كثير من الجائعين للحرية والكرامة والمحرومين من حقوقهم الانسانية وممارستها على أرض وطنهم ..حيث تم إقصاءهم عن العمل العام وإخراس كل محاولة للتعبير عن الرأي أو الفعل كمواطنين على مدى عقود طويلة، بالإضافة للعديد ممن وجد فيها ضالته لابراز مواهبه المذهبية وغاياته المدفونة تحت عباءة السلطة المتربية والمتربعة على عرش " الحزب القائد/ أي البعث"..فراح ملتحقاً متمسكاً بأهدابها..وبمجدافها كمُخَّلص له في حالة انتصارها، وكطريق يمكنه أن يحقق طموحات شخصية وأماني أيديولوجية تقوم على أسس عتيقة ومغرقة في السلفية أو في حلم استورِد من حروب الأفغان والصومال والباكستان...أو نشأ على أيدي زعماء دينيين التحفوا الإسلام كحل لكل معضلة ، علماً أن الطرف الثاني هذا ، الأقرب للنظام مستظل بسقفه ، مستفيد من مَكرُماته السخية في الفساد والنهب كطريق لكسب الولاء للنظام ، قضى عمره موالي ، مطيع ...مستفيد يضرب بسيف السلطان الأسدي الأب ثم الابن...لكن الثورة أيقظت فيه صحوة أهل الكهف في اغتنام الفرص السانحة قبل وقوع الفاس بالرأس...فهبت الجموع المغسولة من كل تربية وطنية صالحة ، والمتعيشة على فتات موائد السلطة لتنتقم انطلاقاً من تمييز طائفي ، فكان خروجها ممعناً ومغرقاً في التماثل والتماهي مع السلطة وممارساتها ..فراحت تستبدل خطاب السلطة بمشابه تفوح منه رائحة المذهب، فلم يكن خروجها عن طاعة النظام إلا لتحل محله كوجه ثاني لنفس العملة.. وما أشهده وألاحظه هو ازدياد رقعة هؤلاء وتمددهم على حساب الثوار الحقيقيين ، الفريق الأول الذي رفع راية الثورة والرعيل الأكثر وعياً في معنى المواطنه وطرحه لصيغة الدولة المدنية الديمقراطية في سوريا كوطن للجميع دون تمييز أو استثناء...لأن الفريق الملتحق والمتطفل ...يبحث دائماً عمن يضمن له استمرار الفائدة واستمرار السيولة ، فوجد ضالته في دول عربية تدعي حمايتها ورعايتها للثورة لغايات في نفس يعقوب ولأجندات لاعلاقة لها مطلقاً في أهداف الثورة ولا في بناء الديمقراطية في سوريا، لأن هذه الكلمة تحديداً تعتبر في قواميس وأعراف تلك الدول سُبَّه وشتيمه لقيمهم البترو وهابية أو البترو إسلامانية.
معظم هؤلاء أتيحت لهم المجالات والسيولة ليتصدروا المشهد الثوري الإعلامي ، وليساهموا بتدمير البلاد وتشويه صورة الثورة لدى داعميها الأصليين من أبناء الشعب السوري، بل إن بعضهم وصل لزمام قيادي في المعارضة...ولا غرابة حين يتحدث المخضرمين من أبناء المعارضة العريقة لنظام الأسد الأب ومن دفعوا أثمان باهظة في سجون الأسرة الأسدية.." أن بعض الأسماء لم نسمع بها في ساحة المعارضة والسياسة، ولا تاريخ سياسي لها ونزلت علينا بالمظلة"!، ربما أفرزت الثورة بعض الوجوه الشابة والتي قدمت الكثير، وهذه مازال بعضها على الأرض ومع الناس، لكنه لايقود عسكريا ولا سياسياً...بل أن مثلهم من يخوض معارك ضد الطفيليين وضد النظام بنفس الوقت...لكن المعنيين...هم المتصدرون للإعلام والإغاثة وسرقة ونهب المال العام، ومخصصات اللاجئين والجرحى ...فهم أمراء الحرب والمال اليوم...ويتطاولون على كل ذي يد نزيهة ونظيفة لديها من التاريخ النضالي مايشرف...فمن تربى على يد حزب البعث ونظام الأسد ...من الصعب على الثورة أن تطهره خلال عامين من أخلاقيات آمن فيها كمقدسات وأولويات ...يعتبرها شطارة من يعرف كيف ومن أين تؤكل الكتف !، لهذا لا أستغرب كثيراُ موقف بعض العراقيين والليبيين والمصرين...والتونسيين كذلك حين يطالبون باجتثات فلول الأنظمة السابقة وأتباعها والمحسوبين عليها ...ومن كانوا بخدمتها طويلاً ...فكيف يمكن للحرامي أن يتحول لثوري نزيه بين ليلة وضحاها؟ وهل يكفي أن يحمل البندقية ويطلق الرصاص كيفما اتفق وينتمي لكتيبة من الكتائب...كي تتطهر يديه من الفساد والرشوة ونهب المال العام؟ هل يكفي أن يعلن انتماءه للثورة وانشقاقه على النظام بعد ولاء طويل كي يتصدر الصفوف ويصبح معمداً بماء الأردن على يد حنا المعمدان؟..أليست مثل هذه الممارسات التي يشير إليها المواطن اللاجيء المحروم ، والتي يعلقها أصحابها على شماعة الجيش الحر؟ ..غضضنا النظر عنها وأقفلنا الأذنين ...بحجة عدم الإساءة للثورة ، إلى أن استفحلت وتراكمت وصارت عالة على الثورة وعلى الوطن...ثم لانريد أن ننسى أن سياسة النظام كانت غالباً تقوم على " وداوِها بالتي كانت هي الداء" ، فقد اكتشفنا البعض والكثير الكثير لم يكتشف بعد ومازال يسود ويعربد على هواه كمناضل وثوري وزعيم وقيادي ربما!!!...لأن النظام أرسل بالكثير من أزلامه لينتموا للثورة وليدخلوا بين اللاجئين ، وليعملوا بالإغاثة ..كمتطوعين...وهم بشكل خاص من يبث التفرقة بأي طرف معارض ويعمل على نشر الطائفية والحقد الأعمى بين مكونات الشعب السوري، والتشكيك بكل عمل نزيه عقلاني ووطني...لأنه يقوم بمهمته ويؤدي دوره المناط إليه...فحذاري يا أهلي ...جميل أن نكون طيبين ...لكن زيادة الطيبة تسمى غباء....وقد قيل:" الجنة ملأى بالنيات الحسنة"...وهذه لاتعمل بطارياتها بالسياسة، ولا تمنح ثقة لمن يصحو متأخراً كي لايفوته القطار.
فلورنس غزلان ــ باريس 5/8/2013.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح