الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضاء على الفساد الإداري بين الواقع والحلم

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2005 / 5 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أعلنت الحكومة العراقية الجديدة ان محاربة الفساد الإداري هو مهمة رئيسية وعاجلة لها.
أعقب هذا التصريح  تأكيدات من مسؤولين كبار مرموقين في الوسط السياسي أكدت بان الفساد والرشوة والاختلاس من اموال الدولة وصل خلال العامين المنصرمين إلى درجات لا يتصورها العقل!!!
تأتي هذه التصريحات بعد ان هيمن على المؤسسات  والدوائر الهامة المعارضون لسلطة صدام السابقة أي الوسط الاداري الذي فرض نفسه كبديل للنظام الفاسد السابق. ولو تمعنا بالتركيبة الحالية لغالبية هذه المفاصل الحيوية في الدولة لوجدنا ان الطابع الديني المتشدد هو الذي يسيطرعلى مقاليد الامور فيها وهذا باعتراف الجميع سواء العدو او الصديق والدليل على ذلك فرض ما يشبه نظام المساجد على موظفي الدوائر كذلك فرض الحجاب على الموظفات بما فيهن المسيحيات والصابئة, والمخالفون لهذه الفرائض اعتبروا من الفاسقين واحل هدر دمهم مقابل مغريات للمشرفين على تطبيق هذه التعليمات كضمان  مقعد لهم في اللجنة مما دفع  الى المبالغة بتطبيقها!!!
وبما ان التشدد الديني هو الذي يقود الدولة ومؤسساتها بالكامل لذلك فمن المستحيل ان يهيمن الفساد الاداري على هذه الدوائر مهما كانت!!
 فالتشدد الديني يعني تنفيذ تعاليم الدين الحنيف نصا وروحا وبدون أي تغيير او تبرير لذلك من غير المعقول شيوع الفساد الاداري فيها لان ذلك يعني تجاوز على الأعراف واستمرار لما كان موجود خلال النظام السابق من محسوبية ومنسوبية,دفع رشاوي,اختلاس او تفرقة عنصرية وطائفية!!
 وللأسف الشديد استمر السيف خلال العامين الماضيين كوسيلة وحشية لقطع رؤوس المساكين والأبرياء ولم يطل  اطلاقا رؤوس الفاسدين في دوائر الدولة ومؤسساتها!!!
كان المفروض على المراجع الدينية ان تأخذ اللازم وتوقف الفساد الاداري عند حده قبل الاعلان عن هذه الفضائح التي زاد من تأثيراتها السلبية اعتراف الحكومة الجديدة بها حيث أحرقت الأخضر بسعر اليابس متناسية الوطنيين الحقيقيين الذين حاولوا في البداية وقف الفساد لكنهم تعرضوا للاغتيالات والخطف والتهديد!!
واخيرا فقد فات على وزراء الاصلاح الاداري ومحاربة الفساد ان يعرفوا بأن هذه الامور هي بالكامل ومنذ حملة صدام الايمانية بيد المتدينين سواء كانوا من السنة او الشيعة وخلال العامين الماضيين لم تبدو في الافق أي تغييرات ايجابية تذكر رغم ازدياد الآيات القرآنية الكريمة التي  تملأ حيطان مكاتب مؤسسات الدولة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة