الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الثالثة و العشرون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 8 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الأتاوات التي كانت تفرض على الفلاح
ولم يكن الفلاح يتلقى حصته من أصل مجموع الانتاج بل مما يتبقى من المحصول بعد حسم سلسلة من المتوجبات تختلف قيمتها من منطقة إلى أخرى يكون الشيخ أو الأغا قد جمعها قبل توزيع الحصص . و كانت المتوجبات الرئيسية , كما هي مقاسة بالمن في منطقة الشامية في عشرينيات القرن الماضي , وبالكيلة في لواء العمارة في الأربعينيات من نفس القرن , كما يلي :
1 – (( الشحنية )) أو (( الكعادة )) , وهي حصة قدرها أربع من كل مئة كيلة , أو من واحد من كل طغار ( الطغار يساوي 2000 كيلو غرام ) من مجموع المحصول تعطى للرجال الذين حرسوا المحصول منذ لحظة نضجه حتى تقسيمه فعلاً .
2 – (( القهوجية )) أو متوجب صباب قهوة الشيخ , وهي ثلاث من كل مئة كيلة أو من واحد من كل طغار .
3 – (( البرطيل )) ضريبة قدرها منان من كل طغار تستوفى في الشامية لنفقات بيت ضيافة الشيخ .
4 – (( الأمسملّه )) ( اسم الله ) تدفع في العمارة لرجل الدين ( المومن ) وقدرها ثلاث كيلات .
5 – (( الوزنة )) أو متوجب الوزّان وقدرها خمس كيلات في العمارة .
6 – (( المأمورية )) وهي رسم قدره من واحد من كل طغار في الشامية , أو خمس كيلات , من حصة كل فلاح في العمارة تقتطع لمصلحة (( المأمور )) وهو الرجل الذي يشرف على توزيع المياه و اصلاح السدود .
وفي وقت ما , وفي بعض المناطق على الأقل , كان على الفلاح أن يتحمل ايضاً وطأة (( السركلة )) أو منحة (( السركال )) الذي كان في العادة رأس الفرع العشائري و المسؤول الرئيسي عن الزراعة . ولكن يظهر أن السركال صار في أحيان كثيرة يأخذ ما يستحق من حصة الشيخ بعد الثلاثينيات . ولكن , في مناطق معينة كانت تخصص للسركال مساحة خاصة تسمى (( المطلك )) يأخذ كل انتاجها . و اكثر من ذلك , فقد كان من الشائع في لواء العمارة أن يقوم السركال باستئجار الأرض من الشيخ مقابل مبلع محدد , يدفع عيناً في العادة , ويعرف باسم (( الضمان )) . يتوقع الشيخ الحصول عليه بغض النظر عن سوء الموسم .
وعلى كل حال , فقد كان كثيرون من حاشية الشيخ يأخذون شرائح من ثمار عمل الفلاح وجهده , مما يدفع الشاعر محمد بحر العلوم إلى القول :
(( وبباب الكوخ كلب الشيخ يعوي
أين حقي ؟ )) .
وفي مقابل دخل الكفاف الذي كان يحصل عليه الفلاح , لم يكن على الفلاح أن يعمل على الحيازة المحددة له فحسب بل كان عليه أن يقوم , مع أدواته , وما يملك من حيوانات جر , بالواجب المعروف ب (( العونة )) – أو (( الهيريويز )) في كردستان – أي عمل السخرة في الأرض المخصصة للشيخ و الأغا ..... وفوق هذا كله , فإنه إذا تعرض محصوله لمكروه أو كارثة طبيعية لم يكن يتوقع أدنى مساعدة من الشيخ .
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس


.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من




.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ