الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقاءُ الدول ليس بالتاريخِ ولا بالجغرافيا ...

حسام محمود فهمي

2013 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


للتاريخِ ذاكرةٌ حديديةٌ لا خطأ فيها ولا غشَ، فيها الفهمُ والعظةُ لمن يريدُ، بصدقٍ. لقد علمنا التاريخُ أن الدولَ تبقى بالقوةِ، الإجتماعيةِ والعلميةِ والإقتصاديةِ والعسكريةِ، يستحيلُ أن تستمرَ دولةٌ بدون أي منها. الدولُ التي تمزقُها الصراعاتُ الطائفيةُ والدينيةُ والطبقيةُ يستحيلُ أن يكونَ لها مكاناً في خريطةِ الكرةِ الأرضيةِ. الفقيرُ الضعيفُ على مستوى الدولِ كما هو في البشرِ مُحتقرٌ مَنبوذٌ مُقادٌ. الإنقراضُ مصيرُ كلِ كائنٍ عجَزَ عن التأقلمِ مع الحياةِ المحيطةِ، حتى لو كَبُرَ حجمُه وتضَخَم. لا استثناءَ من الفناءِ أو التمزقِ، لكلِ من ضاعَت منه مقوماتُ الوجودِ، هكذا قالَ التاريخُ بوضوحٍ، لم يحكمْ ببقاءِ كيانٍ أيًا كان لو تلاشَت أسبابُ وجودِه.

انقَرَضَت الديناصوراتُ على جبروتِها، وتلاشَت ممالكٌ ودولٌ، قديمًا وحديثًا، ما كان لها من شفاعةٍ ولا أمارةٍ تسمحُ باستمرارِها. بادَت دولُ الأمويين والعباسيين والبيزنطيين والمغول والفرس والرومان والعثمانيين، وانكمشَت الإمبراطوريات الأسبانية والبرتغالية واليابانية والفرنسية والروسية وأيضًا البريطانية التي لم تكنْ تغربُ عنها شمسٌ. الأسبابُ تجتمعُ في غيابِ العدالةِ والتفرقةِ على أساس الدينِ والعرقِ والجنسِ، اختلَفَ الزمنُ ولم تتغيرَ الأسبابُ.

لا عصمةَ لدولةٍ أو كيانٍ من الاندثارِ، للاستمرارِ في الوجودِ أسبابٌ، من قوةٍ اجتماعيةٍ وعلميةٍ واقتصاديةٍ وعسكريةٍ، في آنٍ واحدٍ، مُجتمعةٍ، العالمُ دومًا لا يعترفُ إلا بالأقوى، الأقدرُ. مصُر محفوظةٌ، قالبٌ يُردَدُ كثيرًا، ليته يتحققُ على مَرِ الزمنِ، لكن كيف، والزمنُ لا يعترفُ إلا بالقوى التي تفرضُ ما تريدُ. لم تبقْ يوغوسلافيا ولا العراق ولا السودان، لم تُعصَمْ رغمًا عنها، الواقعٌ أكبرُ منها. مصرُ محفوظةٌ يُردِدُها البعضُ من بابِ التخاذلِ والتواكلِ، لا يُحافظون عليها، لا يُخلِصون لها، يُغَلِبون مصالحِهم المذهبيةِ، التي ما أبقَت، على مرِ التاريخِ، على دولٍ و أنظمةٍ أكبر.

الزوالُ هو سُنةُ الحياةِ، قد يكونُ ميلادًا لجديدٍ، أو بدايةً لنهايةٍ، ما يبدو هو القوةُ على مستوى الدولِ والكياناتِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ، لكن إذا استمرَت في الحاضرِ هل يكونُ المستقبلُ لها؟ التاريخُ لم يقضْ ببقاءِ قوةٍ إلى الأبدِ، على الأقلِ حتى الآن،،

مصرُ في خطرٍ عظيمٍ، هل يَعون؟ أشُك،،


مدونتي: http://www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل