الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساند بكل قوة موجة الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة في مدن العراق

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2013 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



بدأت موجة جديدة من الاحتجاجات الجماهيرية ضد السلطات في البصرة والناصرية والكوت، منذ 20 من الشهر الماضي، للاعتراض على عدم توفر الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة. تجري هذه الاحتجاجات في وقت تصل درجة الحرارة في كثير من مدن العراق الى اكثر من 50 درجة مئوية.
أصبحت احتجاجات البصرة تحديدا تأخذ مكانها المؤثر وتتسم بأهمية خاصة ضمن هذه الموجة الاحتجتاجية. إن الاحتجاجات في البصرة بدأت مباشرة بعد تظاهرة يوم 22 تموز 2013 أمام مكتب المحافظ والتي أجبر المتظاهرون المحافظ على التحدث اليهم للرد على مطالبهم . استمرت الاعتصامات ليلاً منذ ذلك الوقت واخذت تتوسع وتحضر فيها اعداد كبيرة من مختلف الفئات الاجتماعية من سكان البصرة وخاصة الشباب والعمال العاطلين عن العمل وغيرهم. ففي ليلة 1 آب 2013 تحولت الاعتصامات الى تظاهرة حاشدة أمام فندق شيراتون في البصرة حيث كان يقيم فيه وزير الكهرباء وهتف المتظاهرون شعارات عكست مدى غضب واستياء الشباب من السلطات ووعودها الكاذبة بتحسين تجهيز الكهرباء ومختلف الخدمات وكذلك مدى وسعة مطالبها. ردد المتظاهرون هتافات مثل: " شهرستاني باطل..، عفتان وربعه باطل..، يوم اسود انتخبناكم...، الحزب الواحد باطل.. ، الدكتاتورية باطل... ، اللون الواحد باطل.. وتخصيص الدولة باطل... " ..والخ.
تعكس التظاهرات الحالية في مدن الجنوب عمق وسعة استياء الجماهير في هذه المدن وخاصة الشباب والشابات، العاطلين عن العمل، العمال، مختلف الفئات الكادحة، وكذلك الكتاب والفنانين والشعراء التقدميين وغيرهم من المهتمين بالثقافة والأدب والفن، من وطاءة ثقل الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على حياتهم ومصيرهم من جهة، ومن جهة أخرى، تعكس التصاعد الواضح في روح التحدي والنضال التقدمي لدى كل تلك الفئات خلال السنوات الأخيرة. إن معاناتهم في الحر الشديد اثر عدم توفر الكهرباء أشعلت نار الاستياء والغضب وتحول الى احتجاجات واعتصامات ضد السلطات والتصدي لها لفشلها التام في حل أزمة الكهرباء بالرغم من عشرات المليارات التي تحت أيديها والتي تضيع سنة بعد سنة في مستنقع الفساد المالي في العراق.
انه ليس من باب الصدف ولا من باب الظواهر العابرة أن تحدث هذه الاعتصامات والاحتجاجات الجماهيرية والشبابية في البصرة وبهذه الدرجة من الحزم والراديكالية. ان الجماهير المحتجة في البصرة لم تعد تقبل الخضوع للمذلة والانصياع للتراجع الفكري والسياسي والمعنوي التي تريد السلطات الاسلامية والطائفية، الغارقة في الرجعية والتخلف، فرضها عليها وعلى هذه المدينة منذ سنوات.
إن شباب البصرة المعاصرين، عهد الثورات في مصر وتونس، عهد ثورة الاتصالات، يتطلعون الى حياة افضل ويرون ان من مسؤوليتهم التاريخية الخوض في ميدان النضال من أجل المشاركة الفعالة في ايجاد التغيير للعالم المحيط بهم. انهم يتذكرون تاريخ النضال الفكري والسياسي التقدمي للأجيال السابقة وتأثيرهم على رسم خصائص بعض منعطفات تاريخ العراق الحديث. بالاضافة الى ذلك، ان مدينة البصرة موطن لأكبر قسم من البروليتاريا الصناعية في العراق، فالعمال في القطاع النفطي والموانئ والكهرباء والبتروكيمياويات..الخ يشكل العمود الفقري للبروليتاريا الصناعية في المجتمع. فلا بد وان تحمل أية احتجاجات اجتماعية وسياسية تقدمية وأية أساليب نضالية راديكالية، في هذه المدينة، بعض سمات وخصائص النضال الراديكالي والتقدمي للعمال في هذه المدينة. إن الاحتجاجات في البصرة تقف على أرضية اجتماعية راسخة وهي ترتبط عمليا كذلك ومن خلال النقابات والمنظمات العمالية ومن خلال العمال العاطلين عن العمل والأسر العمالية بالطبقة العاملة ونضالاتها المطلبية اليومية.
ما تقف وراء صعود هذه الموجة الاحتجاجية في البصرة وغيرها من المدن عوامل كثيرة من ضمنها تصدي الجماهير في مصر وتونس وبقوة بوجه الاسلام السياسي وكذلك تجربة العيش لعشر سنوات تحت سيطرة وحكم الاسلام السياسي في العراق. إن ارضية الاحتجاجات أوسع بكثير من مجرد مطلب توفير الكهرباء، بالرغم من أن تحقيق هذا المطلب له أهميته الخاصة وسيكون بمثابة ضربة قوية للسلطات وانتصار لهذه الحركة في هذه المرحلة.
تستلزم الخطوات الستراتيجية اللازمة، لتحقيق تقدم رقعة الاحتجاجات وتوسيعها وتجذيرها بين أوساط الجماهير، العمل على تنظيمها وضمان استمرارها. إن هذه الحركة الاحتجاجية ولغرض تقدمها بحاجة الى تنظيم نفسها في المحلات وأماكن العمل والجامعات بشكل اللجان أو المجالس، تنظيم عقد الاجتماعات العامة المستمرة، العمل على توسيع مديات الحركة وتوسيع آفاق مطالبها السياسية والاجتماعية مع كل خطوة تخطوها الى الأمام.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يساند بقوة الاحتجاجات الشبابية والجماهيرية الراديكالية واعتصاماتها في كل مدن العراق ويناضل بكل امكانياته جنبا بجنب الحركة الاحتجاجية الجماهيرية لتحقيق اهدافها ومطالبها. كما وفي الوقت نفسه يحمل السلطات مسؤولية الفشل في توفير الكهرباء والخدمات للمواطنين .
نحن نناضل بحزم مع العمال والكادحين والشباب والشابات من أجل تحقيق مطالبها واهدافها الثورية وللخلاص من قبضة السلطات والقوى الاسلامية والقومية والطائفية الحاكمة في العراق.

عاشت الحركة الاحتجاجية الراديكالية في العراق

عاشت الاشتراكية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدران باريس ترتدي اللون الأخضر لتوطيد علاقتها بالبيئة


.. نتعرف على 10 أسوء فيديو كليبات غنائية على طريقة بدر المرحة و




.. تل أبيب غاضبة من اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين.. ما ردود ا


.. جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحط في مشهد




.. بلينكن يحث مصر على مراقبة المساعدات إلى رفح