الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاء الأسواني بين الأدب والسياسة الحلقة الثانية

بدرالدين حسن علي

2013 / 8 / 6
الادب والفن


الدكتور علاء الأسواني طبيب أسنان مصري كتب عدة روايات من بينها رواية عمارة يعقوبيان – شيكاغو ونيران صديقة إلى جانب عدة أعمدة ومقالات في الصحف المصرية من بينها العربي الناصري – الدستور والشروق الجديد ، كما أنه عضو في حركة كفايةالمصرية .
أتم دراسته الثانوية في مدرسة الليسيه الفرنسية في مصر ، ولد في عائلة برجوازية ، كان أبوه محاميا وكاتبا روائيا أيضا ، حصل علاء الأسواني على شهادة الماجستير في طب الأسنان من الولايات المتحدة الأميركية في شيكاجو في جامعة ألينوي ثم شهادة الدكتوراة ومولود في 26 مايو عام1 195
تقع رواية عمارة يعقوبيان في 326 صفحة من الحجم العادي ، وخصص الكاتب أل 28 صفحة الأولى لسرد معاناته مع ما يسمى بهيئة الكتاب المصرية أو رقابة المطبوعات التي حاولت منع نشر كتبه على عهد حسني مبارك ، وعرف أخيرا أنه لا توجد هناك هيئة كتاب محترفة مكونة من أساتذة أدب تستطيع الحكم بموضوعية على جودة أو رداءة النص ، بل كانت عبارة عن تشكيل مجموعة من موظفين موصى بهم لزيادة دخلهم ويرأسهم موظف ديكتاتور مستبد يتحكم بمصير أعمال الروائيين والمبدعين من الكتاب ، ويسمح أو يمنع بنفسه ما يرغب وما لا يرغب بنشره ، ويرد على استفسار الكاتب حول أسباب منع النشر قائلا بكل صلف وتحدي ( .. اسمع ، لن أنشر لك حرفا واحدا ولن أعطيك تقارير .. أنا حر يا أخي .. لن أنشر لك وأعلى ما في خيلك أركبه ، ثم يغلق سماعة الهاتف.
هكذا يتصرف العسكر وبهذه العقلية ، وكأنهم أولياء نعمة البلد ، هم الوطنيون ، وغيرهم عملاء مأجورين ومشكوك في وطنيتهم وانتماؤهم للوطن ، ولكن الرواية طبعت وكتب عنها الكثير ، بل تحولت إلى فيلم سينمائي بطولة عادل إمام .
عمارة يعقوبيان الرواية والبناية
يقول الأسواني ان عمارة يعقوبيان بنيت في عام 1934 بوسط مدينة القاهرة في شارع سليمان باشا من قبل عميد الجالية الأرمنية المليونير هاجوب يعقوبيان ، وتعاقد لبنائها مع مكتب هندسي ايطالي شهير وضع لها تصميما جميلا من عشرة أدوار شاهقة من الطراز الأوروبي الكلاسيكي الفخم واستغرق بناؤها مدة سنتين ، وفوق سطح العمارة خصصت حجرتان بمنافعهما لاقامة البواب وأسرته وفي الناحية الأخرى من السطح تم بناء خمسين غرفة صغيرة بعدد شقق العمارة من الحديد الصلب وتغلق بأقفال وتسلم مفاتيحها لأصحاب الشقق ، وللغرف الحديدية أغراض متعددة لتخزين المواد الغذائية ومبيت الكلاب الكبيرة الحجم أوالشرسة ولغسيل الثياب التي تقوم به غسالات متخصصات قبل انتشار الغسالات الكهربائية ، وطلب من المهندس أن ينقش اسمه بحروف لاتينية كبيرة تضاء ليلا بالنيون وكأنه يخلد اسمه ويؤكد ملكيته للمبنى البديع ، وقد سكن في عمارة يعقوبيان صفوة المجتمع في تلك الأيام ، وزراء وباشوات ورجال صناعة أجانب واثنان من مليونيرات اليهود ، أحدهما من عائلة موصيري المعروفة. وأبرز الشخصيات التي سكنت بالعمارة السيد زكي الدسوقي المهندس المعماري الذي تخرج من فرنسا، وحاتم رشيد الصحافي الشاذ والحاج عزام النائب عن منطقة قصر النيل ويقول عنه زكي الدسوقي أنه كان مسّاح جزم .
ثورة 52 وعمارة يعقوبيان
بعد ثورة عام 1952 ، تغير كل شيئ ، بدأ الأثرياء يهجرون وسط البلد الى الخارج وحي المهندسين ومدينة نصر ، وكلما أخليت شقة ، يقوم أحد الضباط من ذوي النفوذ بالاستيلاء عليها والانتقال بعائلته الكبيرة من الريف .بدأت زوجات الضباط باستعمال الغرف الحديدية بتربية الدواجن (أرانب وبط ودجاج) حتى شكى السكان الى اللواء الدكروري مدير مكتب الرئيس محمد نجيب والساكن بالعمارة لمنع انتشار هذه الظاهرةغير الصحية.
بعد وفاة وكيل العمارة الأرمني (كريكور) نشأ مجتمع جديد فوق سطح العمارة مستقل تماما عن بقية العمارة مثل طه الشاذلي ابن بواب العمارة المتفوق في دراسته الثانوية والحاصل على معدل 89 % ، الكثير من سكان العمارة يغيرون منه ويحاولون تهميشه وتحقيره بأي وسيلة ، حاول الانضمام لكلية الشرطة ، لكنه يواجه بسؤال عن طبيعة عمل والده ، فأجاب رئيس اللجنة والدي موظف يا سيدي ، فرد عليه الضابط بسخرية موظف أم حارس عقار؟ فرد عليه ، أليس حارس العقار موظفا يا سيدي ؟ ، لم يستطع طه الشاذلي (بسبب وظيفة والده كحارس عمارة) أن يدخل لكلية الشرطة ويحقق حلمه ليتزوج من حبيبته بثينة السيد ، فكتب لرئيس الجمهورية تظلما ص 105 وأتاه الرد من مدير ادارة شكاوي المواطنين برئاسة الجمهورية بعدم صحة موضوع الشكوى ، ص 118.فاضطر للالتحاق بالجامعة بعد فشله بالانضمام لكلية الشرطة ، وفي الجامعة يكتشف الفوارق الطبقية بين الطلبة من أبناء الذوات وأبناء الأرياف والفقراء المهمشين مثله ، فتعرف على أحد الطلبة من أرياف الصعيد وكان متواضعا ومتدينا ، فتأثر طه بصداقته وألحقه بأحد المساجد التابعة للحركة الأصولية التي تقاومها الدولة ، فسار في مظاهرة سلمية تنادي بارساء دولة اسلامية لا شرقية ولا غربية ، فألقي القبض عليه وتعرض خلال فترة الاستجواب للاغتصاب الجنسي ، فصمم على الثأر لشرفه .
بثينة السيد ،عشيقة طه الشاذلي وابنة السطوح وجدت عملا كبائعة في متجر للملابس لدى التاجر السوري طلال بمرتب 250 جنيه بعد وفاة والدها لتتمكن من اعالة أسرتها الكبيرة ، وطلال كان يعتدي جنسيا على جميع العاملات لديه مقابل عشرة جنيهات لكل ممارسة جنسية في مخزن المحل بالطابق السفلي ثم قطعت علاقتها مع طه الشاذلي المتدين.
يظهر أيضا الحاج محمد عزام التاجر الكبير الذي اشترى محل يعقوبيان في الطابق الأرضي للعمارة ، وأصبح من أثرياء المجتمع بسبب تجارة المخدرات التي كان يحميها له المتنفذ الفولي الذي كان يحصل على نسبة مئوية من أرباح الحاج عزام ، الى أن أصبح وكيلا لسيارت يابانية توزع في مصر عن طريقه ، طالب الفولي بربع الأرباح ولكن عزام ماطله الى أن تعرض لعملية اقتحام بوليسية دبرها له كمال الفولي ، ثم خلصه منها ، فرفع بنود العقد ليحصل على 50 % من الأرباح بدلا من الربع ، واضطر الحاج عزام للرضوخ للأمر الواقع حيث أصبح نائبا في مجلس الشعب عن منطقة قصر النيل بواسطة نفوذ الفولي ، ويتزوج الحاج عزام من سعاد جابر الأرملة المتوفي زوجها في العراق ولديها ولد عمره ست سنوات يرفض اقامته معه ومع أمه ويصر على اقامة الابن مع خاله ويتكفل هو بدفع مصاريفه ، كما ويشترط على سعاد جابر عدم الانجاب ، الا أنها حملت ، وقامت تبشره بالحمل ، ليرسل لها مجموعة من البلطجية ليجهضوها عنوة ، وكأن الحكومة والقانون تحت أقدامهم.
يعرض ملاك القبطي ومعلم خياطة القمصان على بثينة السيد أن تقوم بعرض منتجاته على طلال ، ليبيع بضاعته في محله ، ويسألها عن مرتبها الشهري ، فتجيبه 250 جنيها بالشهر ، ويلمح لها بمعرفته بكل دقائق الأمور التي تحصل لها في مخزن طلال الأرضي ، ويعرض عليها العمل (كسوكورتيرة) بمرتب 600 جنيه بالشهر في مكتب زكي الدسوقي ، لمعرفته المسبقة بدونجوانياته وحبه للنساء من خلال شقيقه أبسخرون فانوس ، خادم زكي الدسوقي. ودولت شقيقة زكي الدسوقي الأرملة التي كانت تعيش معه في الشقة التي ورثها عن أبيه عبد العال باشا الدسوقي ، القطب الوفدي المعروف ، كانت تضيق عليه عيشته وتتدخل في كل شئونه وكأنها ولية أمره ، كانت سليطة اللسان ومتجبرة في كل تصرفاتها وتريد أن ترثه وهو حي يرزق ، علما بأنها الوريثة الشرعية له اذا ما توفي قبلها ، فطردته من شقتها بعد تعرضه للسرقة من قبل المومس رباب التي خدرته وسرقت محفظته بتسعمائة جنيه وطقم أقلام ذهبية وخاتم ألماس تعود ملكيته لشقيقته دولت ، فلجأ للاقامة في مكتبه الهندسي الموجود أيضا بنفس العمارة ، وتمكنت بواسطة ملاك ، من الحصول على نسخة من مفتاح مكتب شقيقها زكي ، لتداهمه مع مجموعة بوليس لتضبطه متلبسا مع بثينة في خلوة عاطفية ، وألقي القبض عليه ، لكن القانون كان لصالحه ، لأن اقتحام الشقة كان غير قانوني ، فكسب القضية ضدها وتزوج من بثينة التي أحبته وأخلصت له ، ورفضت عرض ملاك بسلب توقيعه وهو ثملا فاقد الوعي على عقد تمليك الشقة بعد وفاته مقابل 5000 جنيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد