الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما ثارت قبائل الاطلس المتوسط ضد المولى اسماعيل

جواد التباعي

2013 / 8 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


جاءت ثورة قبائل الاطلس المتوسط في اطار الأزمة الناتجة عن مطالبة ابن اخ السلطان بالعرش، وثورات القبائل التي عرفها المغرب مع وفاة السلطان الرشيد العلوي ، وتولي أخيه الاسماعيل عرش البلاد .ندكر من بينها ثورة سوس ، و ثورة فاس ، و تورة قبائل الصحراء . إلا أن ثورة الأطلس المتوسط اكتسبت طابعا خاصا
لقد اتاحت ثورات القبائل فرصة لأمازيغ الأطلس المتوسط (فازاز) لاستجماع قواهم ، فأعلنو الثورة ضد السلطان ابتداء من سنة 1677م ( 5 سنوات بعد توليه الحكم ) حيث رفضوا الموالاة له فخاض ضدهم عدة حروب :
ـ كانت أولاها ضد البقية الباقية من الدلائيين بين بسط "ادخسال" وتادلة سنة 1677م ، حيث تلقت ثلاث فرق ارسلها السلطان لتأديبهم هزائم شنيعة قبل أن يتولى السلطان إدارة المعارك بنفسه .
ثاني حروبه في فازاز كانت ضد أيت إدراسن سنة 1684م، فرضت عليه بناء قلعتين عسكريتين بكل من ازرو وعين اللوح لمراقبة تحركات هذه القبائل التي لاتهدأ. لكن فشل الحل العسكري أجبر السلطان على تزويدهم ب 20 الف رأس من الماعز للتعيش منها ، واسقط عنهم الضرائب لمدة فخفت شكوتهم كما يؤكد المؤرخ الناصري .
حربه ضد ايت يوسي وايت سغروشن بملوية سنة 1688م ، التي وصفها المؤرخون بأنها أطول حرب بين السلطان والأمازيغ وهو مايفسر احاطة المنطقة بتسع قلاع عسكرية للمراقبة الدائمة .وتزويدها كل منها بحوالي 400 إلى 500 من جيوش عبيد البخاري ، إلا ان الوضع بقيا راكدا ركود النار تحث الرماد حتى اندلعت ثورتهم من جديد سنة 1688م . فهدأت الامور نسبيا بتعيين الزعيم القبلي " علي بن بابا يشي " قائدا عليهم ، وولاء القبائل على الأقل ظاهريا، اضافة إلى حربه ضد ايت امالو وأيت ايسري سنة التي فرضت عليه بدورها بناء قلعتين إحداهما بزاوية الدلاء ، والثانيية بأدخسال ، وتزويد كل منهما بعدد كبير من جيوش عبيد البخاري لحصار القبائل.
إلا أن الوضع بقي قابلا للإنفجار حيت نجد السلطان يتحرك بنفسه من جديد إلى المنطقة سنة 1692م بكل قوته حيث طوق الثوار وفرض عليهم تسليم السلاح فسلمه زعمائهم حوالي 30 ألف بندقية وفق رواية المؤرخ الكردودي . وجرد القبائل من الخيل
والخلاصة ان قبائل "فازاز " رفضت موالاة العلويين نتيجة علاقاتها الروحية العميقة مع زعماء الزاوية الدلائية . وبتهديم الزاوية شرد الزعماء المحليون ، وعوضو بزعماء دمويين كانو محل ريبة القبائل .مما جعل السلطان اسماعيل يرجح الخيار العسكري في مواجهتهم رغم بعض مبادرات الحل الإقتصادي والإجتماعي التي لكنها لم تكن شاملة ومترابطة . فدخل الطرفان في صراع استمر لأزيد من 15 سنة تطلبت من السلطان أحداث جيش "عبيد البخاري " الجديد، واستخدام وسائل اساليب قتالية جديدة كالمهاريس و المدفعية و الحرب الليلية, في مواجهة قبائل تجيد الحرب والمخاتلة في أعالي الجبال أجبرت السلطان على بناء حوالي 24( ثلث قلاع المغرب). قلعة بهاته المناطق من أصل 76 قلعة بالمغرب ككل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟