الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع التسميات

اكرم مهدي النشمي

2013 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


صراع التسميات
ان الانسانيه كلمه لها معنى وفعل يتمثل بالانسان وصفاته والتي لاتعطي الا معنى واحد وهو التحضر والاخلاق والصفات الجيده والمواقف الكبيره ولها دور شامل في البناء الواعي لكل العلاقات التي تنظم الطبيعه البشريه الخلاقه وان الاستدلال على فعلها ياتي من اصاله دورها في صقل المفهوم العام للاخوه العالميه والمشاركه النزيهه والشريفه في الخيرات والدفاع عن الحقوق العامه لجميع البشر بغض النظر عن تسميات القوميه والدين والمذهبيه او العرق او الجنس وان دورها يكمن في التظامن مع المضطهدين والمحرومين والوقوف ضد الاستغلال بكل الوانه واينما وجد في امريكا او في بلاد الادغال او الصومال ,لقدتم سرقه دور الانسانيه وحور مفهومها وتعطل فعلها من خلال تبني مصطلحات واهداف ذات بعد اناني ظيق و راكد وهي تسميات الوطنيه المحرفه والدينيه العصبيه والقوميه الشوفينيه والمذهبيه التجزيئيه وهي تسميات المنافقين والمتبطرين,ان هذه التسميات تدخل في التصنيف وفي الهوامش الحضاريه وهي اجزاء تمثل قشور الحضاره ولاتعني اكثر من تعريفات للدلاله والاحصاء العام والاشاره وان قيمتها تاتي من خلال دورها و التزامها بالصالح العالمي الانساني وليس اسماء مجرده باليه كالخرق وتستعمل للتغطيه على افعال انانيه ظيقه,كان الانسان في بدايه وجوده وتحوير كيانه ووصوله الى المرحله الزمنيه التي بها نحن الان ماهو الا عباره عن كائن حيواني يسير وراء حاجاته وغرائزه ولم يكن يعرف الوطن وماهي القوميه ولم يعرف نفاق وجود الاف من المعتقدات والاديان,كان تفكيره محدود بحدود مصلحته الاقتصاديه الظيقه والانيه ولم يعرف معنى اخر للعلاقه غير ذلك وكان هدفه الاساسي هو الحفاظ على تامين موارد حياته وافراد جماعته من المحيطين ,انه لم يعرف التسميات ودافع الهويات ولكن التعريف بوجوده من خلال صله القرابه و شكليه العلاقه المحدده ببيئه جغرافيه في ولم تكن هناك سطوه فكريه دينيه او سياسيه او حيل اقتصاديه تستعمل العاطفه وتلعب على الاختلافات من اجل الربح المادي,كانت العلاقات تعتمد البراءه وحسن الظن المشترك,ان الحيل الاقتصاديه تطورت بصوره طرديه مع تطور الانسان والتي خلقت منه انسان هيكلي المضمون تهزه العواطف وخالي من الادراك او التحكم بالقرار وهو يخضع تصوره وافعاله على تصورات الاخرين والخالي من المفهوم العام للانسانيه المتجرده من الهويه والجمود الا بصوره محدده ,فبدا بتشكيل الكيانات ورسم الحدود والتحكم بالارض واشعال الحروب بمايضمن سطوته وسيطرته على الاخرين وبدات الاحلاف والتكتلات والتي لعب الدين واللغه والعاطفه التاريخيه والمصالح الاقتصاديه بتجزأت المواقف على اساس ابيض واسود ومسلم ومسيحي ومتدين وكافر وهذه كلها تسميات مبطنه بصراع اقتصادي اناني يقود الى الصراع والعداوات والتمايز العرقي والذي تكاثف وتركز الاحتكار في ايدي حفنه من البشر مستغله الشعارات العاطفيه الطنانه والتي لاتشبع ولاتشترك في خدمه الهدف الانساني العام والشامل الا بحدود ظيقه حامله شعار الدين فلو اخذناها اسما فقط لاصبحت التسميه مجرده وليس لها اي تاثير مباشر على الفعل الانساني العام انها جعلت من الدين قيمه مطلقه لايستطيع احد ان ينافسها على الاطلاق وبدء العطاء الفعل الانساني يخضع لسطوه الدين ورجال الدين ودوره يعتمد على افكار ومزاجيه المؤمنين
ان الحيله الاقتصاديه اخذت تتلاعب في الهدف السامي ومصير البشريه وحق الشعوب في الحياه الكريمه المتساويه للجميع وهذه الحيل هي الكلام الفارغ من الادعاء بالشعارات العاطفيه الرنانه وشحذ همم الجهلاء للدفاع عن الوطن والقوميه والدين والوقوف مع القائد الضروره والشيخ المؤمن وان كان فاسدا وهؤلاء غرضهم الامعان في السرقه والاضطهاد بحجج شكليه والتي افرغوها من محتوها وقيمتها التي جاءت من اجلها والتي من المفترض ان تصب في هدف الانسانيه وتشارك في البناء الحضاري وليس طريقه للكلاوات والجدل وتحريف الهدف والمبدء ,انهم يناضلون في سبيل الوطنيه واخراج المحتل وهم يعيشون في احضان الدول الاجنبيه ويدعون بالدفاع عن القيمه الدينيه وفقرائهم يتوسلون المساواه ويتسولون الخبز ويرفعون شعار الهويه القوميه والدينيه ورجال دينهم يمارسون البغاء والدعاره ويخزنون الملايين من قوت الشعب تحت العمائم
ان الفقراء والجياع سوف يقايضون الوطنيه برغيف من الخبز , وان المشردين والحفاه سوف يلبسون القوميه ويعملون منها ملابس داخليه, والنساء سوف يعملن مقارنه مابين العفه و الاخلاق وغشاء البكاره ومابين العمائم
اكرم النشمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح