الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المواطن والوطن

أياد الزهيري

2013 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بين المواطن والوطن
من المفاهيم الشائكه والغائبه عن الوعي الشعبي, هو كيفية العلاقه بين المواطن ووطنه, وهي أشكاليه غالبآ ما تكون في الدول المتخلفه وبالأخص تلك التي رسحت تحت نظام دكتاتوري بغيض. هذه الأنظمه التي ساهمت بقتل كل مشاعر الوطنيه في وجدان المواطن بسبب حالة القهر والظلم التي تعرض لها المواطن, فيموت عنده هذا المعنى , وهناك نوع من المواطنين ما يستسلم لحالة الهيمنه الحكوميه فيستبطنها ويتعايش معها , وهنا لا تغيب عني قصة ذلك الأسير العراقي في معسكر الأرطاويه في المملكه العربيه السعوديه , عندما سئل الحارس لماذا أنتم لحد الآن يحكمكم ملك , فأجابه الحارس ألم يكن من طيب الملك أن نمشي ونعمل ونعيش في أرضه .هذه هي نظرت هذا المواطن الى وطنه . حيث الحاكم هو من يعطي ويمنع وأن كل ما يعطيه الحاكم وهو فضل وعلى المواطن الشكر على هذه العطيه.
مما لاشك فيه أن الحقوق والواجبات وجهان لعمله واحده , ولا يمكن أن يتخيل المرء أن يطالب بحقوق بدون أن يقدم ما عليه من واجبات والعكس صحيح., لذى تعرف المواطنه هي الشراكه والمساوات في الحقوق والواجبات, وتلبية حاجيات الأنسان الماديه والمعنويه, وفي وطن جامع حر تحت مظله دستوريه ضابطه ومضامنه لتلك الشراكه والمساواة من خلال أليات دستوريه وقانونيه فاعله.
من هذا يظهر لنا خطأ الكثيرون عندما يستفيد المواطنون من حقوقهم ويتجاهلون مسؤلياتهم وواجباتهم, لذا من المهم أدراك الآليه التي تربط سلطات الدوله بحقوق المواطن , والا يدخل الأثنين في حاله من التقاطع والتي قد تصل الى التصادم مما يؤثر سلبآ على كيان الدوله ككل.
من حق الوطن علينا أن لا نكون عاله عليه مستهلكين وحالبين لثرواته , غير منتجين لأقتصاده. كذلك من حق المواطن على وطنه أن يجد لقمة العيش التي تحفظ كرامته والعنايه بصحته. كذلك من واجبات الحكومه أتجاه مواطنيها هو حمايتهم وحماية ممتلكاتهم وتوفير الأمن والأستقرار لهم بالأضافه الى الدفاع عنهم وضمان حرياتهم وكذلك توفير التعليم والصحه والرعايه الأجتماعيه لهم بالأضافه الى أنشاء كل المرافق العامه التي يحتاجها المواطن .هذه الحقوق تقدمها الدوله من باب الواجب ولكن هناك واجبات بالمقابل على المواطن لكي يستحق الحقوق الا وهي واجب المحافظه على المال العام وأحترام القوانين والأنظمه وعدم القفز والتحايل عليها, وعدم اللجوء الى العنف وأشاعة الفوضى وحمل السلاح خارج أطار القانون حتى أننا يمكن أن نقول أن العلاقه بين المواطن والدوله علاقه تضامنيه والتي تتلخص بأن لا حقوق بدون واجبات.
مما لا شك فيه أنك لا يمكنك أن تتمتع بصفة مواطن أذا لم يكن هناك وطن عزيز ومقتدر , لأن هناك الكثير من البلدان التي لا تحتفظ بعلاقه حميميه مع مواطنيها مما يجعله يعيش مشاعر الغربه في بلده ويجعله بلدآ طاردآ لأبناءه وهذا ما يقوض قيم الوطنيه في وجدان المواطن وهذا من أهم وأخطر الأسباب التي تحول هذا المواطن الى أداة هدم لبلده , حتى تراه يتحول هذا المواطن الى مصدر قلق على بلده , فلا يتوانى من التآمر عليه مع كل عدو يغريه بالمال ,لأنه لا يحمل مشاعر الأعتزاز ولا الأنتماء اليه , وبالتاي يتحول الى قنبله موقوته عليه وكما هو حاصل الآن للكثير من ضعاف النفوس.
أن من أسباب أنعدام الأمن في العراق هو ذلك النكوص الكبير بل والمرعب في رصيد الوطنيه في وجدان الفرد العراقي وهذا أحد أهم الأخطار التي تحدق بالبلد, لذا على الحكومات الواعيه والمخلصه للوطن أن تعزز شأن التعاون والوحده بين المواطنين ,وأن أس هذا المبدأ هو شعور المواطن أنه يعيش في دوله تتكافئ فيها الفرص وأن للمواطن حرمه لا يمكن أن يتجاوز عليه أحد مهما كان مستواه الوظيفي في الدوله. جاء في الحديث (خير الولاة من جمع المختلف, وشر الولاة من خرق المؤتلف).
أن من واجبات الدوله أن تفجر الطاقات الكامنه في المواطن وأن لا يبخل بدوره المواطن عن بناء وطنه بما أوتي من كفاءه وخبره وقوه , لأن الدوله لا تطير فقط بجناح الحكومه وأنما تحلق بجناحي الحكومه والشعب , وكلما كان الأنسجام بمستوى عالي , كلما كانت هناك فرص كبيره للنجاح والتقدم , لأن العكس هو أنتشار ظاهرة السلبيه والأتكاليه , فيظهر الأهمال في كل المستويات , الأمنيه والأقتصاديه والأجتماعيه.
من مظاهر القوه في الوطن أن يكون هناك ثقافة العمل التطوعي . التطوع في المجال الذي يحس فيه المواطن أنه يقدم خدمه الى وطنه وأن هذه الخدمه سوف ترجع بالمزيد من الرفاهيه للجميع.
من كل ما تقدم يكون من الضروري لكي نبني بلدآ عزيزآ ومقتدر, علينا الرجوع الى أصالة قيمنا . هذه القيم التي يحاسب فيها المقصر ويضرب بيد من حديد على المرتشي وأن سرقة المال العام عار ولوثه شرف في جبين الأنسان , وأن يكون هناك قوانين ودوائر متخصصه للمراقبه وهيئات للتحقيق.
وأن يكون أكسير خلاصنا من هذه الأزمه هو قول علي بن أبي طالب (ع) (من أمن العقاب أساء الأدب).
أياد الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي