الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شادي عبد السلام إلى درية شرف الدين أنا بلحة

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2013 / 8 / 7
الصحافة والاعلام


لست شادي عبد السلام ، الحالم بإخناتون ، فآتاه كابوس الموت قهرا دون أن يشعر به أحد . وما أنا بالطبيب المقتول حزنا سيد الخضري ، الذي سرق المتأسلمون لوحته الشهيرة والتي كانت طريقين من الأشجار على هيئة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ونشرها اللصوص على أنها غابة فى ألمانيا تم اكتشافها والتعتيم عليها حتى لا يسلم الغرب الكافر على حد رؤيتهم وتعبيرهم ، وخلفهم هرول المهووسون دينيا وراحوا يكبرون بلا بحث أو تقصي ، وحينما أعلن الفنان عن اللوحة والجريمة ، أحرقوا شقته بالمنصورة ، فسقط الرجل قهرا فى الأكفان والتجاهل والنسيان . وبالطبع لا أملك قلب العظيم جمال حمدان ، الذي ترك لنا ميراثا من النور لا يعرف قيمته إلا المحبين لهذا الوطن ورحل الرجل أيضا محترقا فى صمت المحبين . لكنني حتما أملك بعض الأوراق على كتفي ، أتسول بها على أبواب الوطن عشقا لجدران معابدها ومآذن مساجدها وأجراس كنائسها . علنا نقدم له نذرا من حب . مثقل بآلاف الأوراق والدراسات والأبحاث بدأَّ بتطوير معهد التدريب بالتليفزيون الحكومي ومنتهيا بمشروع يجلب لهذا المبنى المتخم بالفساد ما يقارب 750 مليون جنيها مصريا ، وبين المتن والسند حاشية بميثاق شرف إعلامي كتبتها ونشرتها قبل أن يخرج علينا الفريق السيسي بهذا المطلب ، وقد نشرتها فى الأعوام 2011 و أعدت نشرها فى 2012 و 2013 مع تغيير عناوينها . وإحقاقا لحق الرجال ولا نبخس الناس حقوقهم ، كان الأستاذ صلاح مصطفى رئيس التليفزيون فى ذلك التاريخ متحمسا لفكرتي فى تطوير ماسبيرو كاملا دون المساس بحقوق ومكتسبات العاملين . وبدأنا سويا السعي لتنفيذ المشروع ، لكنه قال لي صراحة وكان شفيفا ومهذبا وواضحا : أنا لا أملك القرار فى يدي ، وعليك إبلاغ الأستاذة سكينة فؤاد كي تساعدنا. اتصلت بالأستاذة الفاضلة والذي لا أشك فى وطنيتها وقيمتها وقامتها ، وطلبت لقاءها . لكنها رفضت وقالت : أرسل المشروع عبر البريد الإليكتروني ، ولأنني لست نجما فضائيا ولا أجيد الصراخ . انسحبت بهدوء وربما هي أيضا نسيت الموضوع المطروح من نكرة مثلي . فقضايا الأوطان لا تناقش عبر الشبكة العنكبوتية ، وأخذت موقفا بهذا الصدد ، كما قطعت علاقتي بالأستاذ صلاح مصطفى بعد تغطية التليفزيون لأحداث شارع محمد محمود . وبدأت فكرة تطوير معهد التليفزيون فى التنفيذ مع المرحوم عادل نور الدين ، وكان وقتها مديرا لمعهد التليفزيون ، لكنه خرج من المعهد إلى رئاسة قطاع القنوات الإقليمية الميت إكلينيكيا ، فأوصلني بمدير التدريب بالمعهد ، الذي أخذ منى 3 كتب من تأليفي خاصة بالتدريب التليفزيوني فى مجالي الإعداد والإخراج ، وبعدما تم الاتفاق على أن أكون ضمن كتيبة التدريب إن كان هناك فى الأصل كتيبة ، ووقعت الأوراق المطلوبة ، فوجئت به يخبرني بأن ثمن يوم العمل لن يتجاوز قيمة المواصلات فوافقت كرامة لرؤيتي التي قالت عنها كبريات الجرائد والمجلات العربية والخارجية ، بأنها تجربة غير مسبوقة عربيا ودوليا، وبالطبع أشك فيما قالوا ، لأنني لست جوزيف أو مايكل ، ولم أحمل الجنسية الأمريكية أو الألمانية بعد ، ولمن يريد المعرفة ، فربما أكون مزايدا أو محض مخرف تتلبسه الأنا الموتورة فيتوهم خيرا فيما أنتج ، فليس عليه إلا البحث عبر الإنترنت كي يقرأ مجلات وجرائد مثل وجهات نظر والمساء واليوم السابع والقاهرة والكويت وأخبار الخليج والقدس العربي والمشهد والحياة اللندنية.... وغيرهم ، كي يقيم التجربة بنفسه ، فربما لا تستحق وربما أيضا يراها متفردة وتستحق أن توضع كمراجع للتدريب بالمعهد الذي أخبرني مدير التدريب به مرة ثانية بأنني لن أحصل على أموال فى الأساس ، فعدت ووافقت ، فكان موقف المسئول الكبير بأن أغلق هواتفه فى وجهي تماما . فأردت التأكد من أن محاولات إقصائي نتيجة لضعف أبحاثي مثلا أو خوفا من تواجدي بتلك الأفكار بينهم مما يهدد وجودهم على حد ضيق أفقهم ، فوسطت بعض الزملاء كي أسترد كتبي من معهد التليفزيون ، لكن الفاضل رفض إعادة الكتب ومازال هاتفه مغلقا وعقله مغلقا والمعهد ذاته مغلقا بعدة أفكار مستهلكة ، عفا عليها الزمن ، فأنتجت ما نحن فيه من كوارث إعلامية ، وعلى الرغم من تلك المهانة ، إلا أنني لم أمل و ظللت فى العمل البحثي والنشر دون توقف ، ومنذ أسبوع اتصلت بالدكتورة درية شرف الدين وطلبت مقابلتها ، فقالت : الأسبوع القادم و رتب مع مكتبي . اتصلت بالمكتب الذي أخذ رقم هاتفي وإلى الآن وأعتقد أيضا إلى حيث تأتي المنية لن يتصل المكتب لتحديد موعد . فالمواعيد فى مصر لثلاثين فردا هم عباقرة الاقتصاد على شاشة قناة الحياة وهم أيضا أساتذة السياسة على شاشة سي بي سي وأنفسهم خبراء دفن الموتى على قناة النهار . فمن يجيد الصراخ على الشاشات هو الضيف والمضيف وقرة العين . رغم أن ألف باء الإعلام تعلن أن السفلة وحدهم من يرتضون الجلوس على طاولات التوك شو . تلك البرامج التي يعرفها جل خبراء الإعلام بأنها برامج النميمة والقيل والقال والاستعراض بالكلام . فإذا كان هذا وطنكم فأنا لا أرتضيه لي وطنا . هذه ليست مصر . هذه فقط مرحلة غير محسوبة على جدران الكرنك وبرديات بتاح حتب وأوراق نفروهو . وإن كان هذا إعلامكم الذي لهث خلف تعريفات أوتوجروت الألماني واستقى منه . فأحيطكم علما بأن أوتوجروت بأبحاثه وأفكاره ليست إلا هذيان غربي لا يرتقي لمستويات المعرفة ، وإن كانت الأنا عيبا ، فأنا أهل لذاك وأقولها للدكتورة درية شرف الدين كما قالها محمود عبد العزيز فى فيلم الدنيا على جناح يمامة فى دور بلحة " الشخص الوحيد اللي يستحق يقعد معايا هو أنا " فعاطف الطيب لم يكن ساذجا وهو يبدع هذا الدور . لذا أقول ما قاله بلحة .. أباحثي أهم من أوتوجروت الألماني ولازويل الأمريكي ومن هرول خلفهم الباحثون العرب كي يتعلموا إعلاما .رحم الله شادي عبد السلام فقد كان بلحة ورحمني، فأنا أيضا بلحة . ومرحبا بالأنا يا أنا عندما يموت الضمير وسأظل أحارب من أجل إعلام يعبر عن ضمير الوطن . فهل ستسمعني ضمائر الوطن ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج