الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل الحقيقة كاملة

المريزق المصطفى

2013 / 8 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



منذ و صول حكومة بنكيران الى سدة الحكومة، و الشعب المغربي بكل قواته و فئاته ينتظر تنزيل الدستور و تفعيل بنوده و الاجتهاد في تكييف فصوله مع واقع المستجدات و التحولات، حتى أن أقلام الصحفيين و الاعلاميين الذين يفهمون أهمية دورهم، لم تعد لها قيمة، لانها لم تؤثر كلاعب أساسي في عملية الحكم، نظرا لتجاهلها من طرف كل المؤسسات التي يتشرف بالإشراف على تسييرها رئيس الحكومة، السيد عبد الإله بنكيران.
و اذا كانت "علوم السياسة الصحفية" باتت اليوم من العلوم المنتشرة في جامعات البلدان الديمقراطية المتقدة، فانها في بلدنا لا زالت تنتظر الافراج عنها.
لقد كان البيت الأبيض ( حسب العديد من شهادات الصحفيين و الاعلامييين الأمريكان) أيام حكم ريجان يصل الى حالة توقف كلي في السابعة مساء، حتى يستطيع كل واحد متابعة برامج الأخبار المسائية، ليرى ما اذا كانت ادارتهم لمسرح الرئاسة قد ترجمت بنجاح الى لغة التلفزيون أم لا.
أما الأنظمة اللاديمقراطية، فأثبتت عبر التاريخ أن منع تغطية الأحداث المحرجة هوالنهج الذي تسلكه. لكن الجيل الجديد من التكنولوجيا تحدى المنع و التعتيم ، و كانت من نتائجه الثورية الاخبار الفورية.
ان ما عاشه المغرب في الأيام الأخيرة على اثر استفادة المجرم "دانييل"، الحامل للجنسية الاسبانية، من العفو الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش، من أحداث متسارعة لم يسبق لها مثيل، يؤكد شيئا هاما يربط بين الصحافة و السياسة. و تجدر الاشارة هنا الى دور الصحافة و منسقو أخبار الشبكات الالكترونية و المواقع الاجتماعية في تسليط كل الاضواء على الحدث في غياب حكومة بنكيران التي أظهرت مرة أخرى للعموم عجزها على تحمل المسؤولية و لم يعد أمامها سوى الاستقالة في أقرب وقت ممكن.
الشعب المغربي يستحق معرفة ما يدور و يجري في بلاده. قبل أن ينام يجب أن يتابع كل أخبار الوطن أولا و ما يدور في العالم ثانيا.
ان الصحافة اليوم في كل بقاع العالم تعتبر قوة مؤثرة على السياسات العمومية، حيث تساهم بشكل فعال في الوصول الى الحقيقة. أما اذا لم نعرف الحقيقة كاملة، فكيف يمكن أن نتوقع اتخاذ قرارات حاسمة تهم مستقبل بلدنا؟
فأمام الفاجعة، و أمام العنف الذي سلط ضد الحركة الاحتجاجية المدنية التي خرجت الى الشارع للتظاهر تضامنا مع الأطفال الضحايا و عائلاتهم، كان على السيد رئيس الحكومة أن يوقف كل مشاوراته اللاهثة و راء اخراج سيناريو النسخة الثانية من حكومته الفاشلة، و يهتم بما تعرضت له الاسرة المغربية قاطبة من حزن و أسى بسبب ما اقترفه المجرم "دانييل" مغتصب 11 طفلا مغربيا، و بسبب الضرب و الجرح الذي تعرض له مناضلون حقوقيون و اعلاميون و سياسيون و جمعويون مواطنون من مختلف الشرائح الاجتماعية.
ان صمت حكومة بنكيران و عجزها و بقائها خارج الملعب، جعل القصر يتصدر الأحداث على واجهات متعددة، حيث أبان رئيس الدولة، ملك البلاد، عن مسؤولية تاريخية، عالية في التعاطي مع الأحداث، و هو ما يذكرنا مرة ثانية بالعدديد من المسارات التي طبعت العهد الجديد من الملكية المغربية، و ما يؤكد كذلك وقوف المؤسسة الملكية الى جانب قضايا الشعب بكل جرأة و مسؤولية.
لقد كشفت الصحافة المغربية في أكثر من مناسبة قضايا الاغتصاب و العنف ضد النساء و الأطفال، و قدمت الجمعيات الحقوقية العديد من المذكرات لتطبيق القانون و خلق آليات حمائية لمواجهة مثل هذه الجرائم، لكن الحكومة ظلت غارقة في البحث عن فن السب و الشتم و القذف و نسيت وهمها الذي باعته في حملاتها الانتخابية.
إننا اليوم أمام لحظة حقيقية، لحظة وعي الرأي العام الوطني وحركة تقدم الجيل الصاعد و تواصله المستمر مع محيطه. و الحومة قيدت نفسها بالأوهام ودفنت رأسها في الضباب.
نعم، الانتخابات الأخيرة أعطت لحزب الإسلاميين (الذي يضم خليط غير متجانس) نجاحا يفوق حجمه الحقيقي، حتى أصبح هذا الأخير يتحدث عن الشرعية متناسيا استعمال أطره التاريخيين لعقود طويلة من طرف "الدولة العميقة" ضد التقدميين و المعارضين و العلمانيين و الحداثيين، في الوقت الذي كانت فيه القوى السياسية الديمقراطية غير قادرة أو جاهزة للحكم و ممارسة السلطة.
و اليوم، أمام المشهد المظلم الذي تكرسه حكومة السيد بنكيران، لا يسعنا الا أن نقول أن الشعب ينتظر من سيطمئنه على مستقبل أبنائه، و ليس من يقيس قوته بفرقعات فردية. في زمننا هذا، لا توجد حركة سياسية فوق الطبقات، أو أكبر منها.
ان ما يراد التأكيد عليه هو الوعي بطبيعة المرحلة: مرحلة المخاض و اختلاط القيم و المفاهيم، مرحلة انهيار الكثير من الرموز لصالح النكوصية والغيبية و الانتساب الى القبيلة.
و رغم غياب بدائل أفضل وأوضح من ما تطرحه الحركات الاسلامية عموما، أكدت دينامية الحركات الاجتماعية في المغرب مؤخرا، و التي اصطفت ضد استفادة المجرم "دانييل" من العنف الملكي، قوتها و استفادتها من الصيغ البالية و عدم انتسابها للكيانات التي تعيش خارج التاريخ.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نحن والإعلام الغربي، 7 أكتوبر نموذجاً - د. احمد عبد الحق.


.. فرنسا: كيف نجح اليمين المتطرف بالصعود؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. هل يتداعى -السد الجمهوري- أمام اليمين المتطرف؟


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف على أبواب السل




.. فرنسا: ماكرون -يخسر الرهان- واليمين المتطرف -على أبواب السلط