الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضع جميع الأوراق بيد الخارج ليس حلاً وطنياً

إبراهيم معروف

2013 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



عندما يتيه أحد الأخوة في الوطن يشعر المرء بالخسارة. وعندما يكون هذا الأخ من أولئك الذين طالما كانت ترتجى مشاركتهم بحمل هموم الوطن، والمساهمة الايجابية في إنارة الطريق أمام الآخرين، تكون الخسارة أكبر، والآثار السلبية المترتبة على ذلك أكبر بكثير. نقرأ، بمرارة، ماكتبه الأخ ميشيل كيلو في جريدة الشرق الأوسط (26 تموز / يوليو 2013):
"من الضروري أن تبادر الدول الأوروبية وأميركا ودول عربية فضلا عن الجامعة العربية، إلى عقد مؤتمر يضم مختلف أطراف المعارضة السورية، على أن يتم التوافق فيه على شكل الدولة السورية العتيدة بعد سقوط الأسد ونظامه، ويقر بصورة رسمية وجماعية وموثقة أنها ستكون دولة ديمقراطية، لن تغرق في فوضى السلاح أو تشهد قيام نظام مذهبي متطرف وعنيف". ويضيف الأخ ميشيل: " دون مؤتمر كهذا، ودون ما سينجم عنه من التزام دولي وعربي وإقليمي بالديمقراطية كنظام سوري بديل، سيكون من الصعب ذهاب السوريين إلى جنيف".
لقدالتحق الأخ ميشيل مؤخراً ، ومعه عدد من أصدقائه "الديمقراطيين"، بـ "الائتلاف" وأصبح من القياديين فيه، وله كلمته التي يبدو أنها مدعومة من رعاة "الإئتلاف"، وبشكل خاص من قبل المملكة العربية السعودية، فلماذا لا يدعو الأخ ميشيل "الائتلاف" للتوجه للتنسيق، على أسس وطنية وديمقراطية، مع قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية بدل التوجه إلى الدول الأوروبية وأميركا؟ ومطالبتها بالمبادرة لإنجاز عمل هو من صميم عمل القوى الوطنية الديمقراطية السورية. ولماذا لا يعمل الأخ ميشيل، والائتلاف، مع أطراف المعارضة الوطنية لتشكيل وفد موحد للمعارضة يشارك في مؤتمر جنيف وفق رؤية موحدة، وبرنامج عمل متفق عليه؟. ما هو المبرر للتوجه إلى الدول الأوروبية وأميركا ودول عربية لتقوم بتنظيم مؤتمر للمعارضة السورية؟ هل يعتقد الأخ ميشيل أن الجهات التي يذكرها حريصة، أكثر من السوريين، على المصالح الوطنية العليا للسوريين وعلى إقامة نظام وطني ديمقراطي في سورية؟ الجواب على هذا التساؤل جاء في اليوم التالي من قبل السيد كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، خلال إفطار رمضاني في وزارة الخارجية، عندما قال: " لقد عدت للتوّ من الشرق الأوسط، ويمكنني القول إن المرحلة الحالية تشهد على الحاجة الملحة للسلام والأمن الدائمين بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسنة والشيعة وبين أقليات متعددة وأشخاص مختلفين في الشرق الأوسط.. وإنّ شراكتنا من أجل السلام تمتدّ إلى مكان بعيد، من الشعب السوري إلى شعوب القارات كلها" ( جريدة الرأي الكويتية، 29/7/2013).
هذه هي رؤية الولايات المتحدة إذن، وهي معلنة بكل وضوح، فالحاجة الملحة التي تراها هي "السلام والأمن الدائمين بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسنة والشيعة وبين أقليات" فشرق أمريكا لا توجد فيه امة عربية ولا شعوب.. فيه اسرائليين وفلسطينيين وسنة وشيعة وبعض الأقليات.. هل يرى الأخ ميشيل، أو غيره من الأخوة، أن نظاماً يؤسس وفق هذه الرؤية قادر على ضمان المصالح الوطنية العليا للسوريين؟ وهل يبعث لديهم الأمان الأمل والاطمئنان على مستقبلهم، ومستقبل أبنائهم وبناتهم، ومستقبل وطنهم؟ وهل قيام نظام محاصصة طائفية هو الجزاء العادل للمعاناة والألام والتضحيات الكبيرة التي فرضت على شعبنا لحد الآن؟. وهل يستجيب نظام كهذا لتطلعات وآمال شعبنا؟ ترى هل العراق الشقيق بعيد جد لدرجة أن بعض الأخوة لا يرون ماحدث، ويحدث فيه، من كوارث. وهل يرى هؤلاء أن بريمر آخر يمكن أن يكون رحيماً بالسوريين أكثر مما كان بريمر الأول في العراق؟
يدرك السوريون، والوطنيون العرب كافة، أن الكوارث والمآسي الفظيعة التي تعيشها منطقتنا، منذ عقود، جاءت نتيجة لاتفاقيات كامب ديفيد التي وقعها نظام السادات مع العدو الصهيوني برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أقدم السادات على توقيع هذه الاتفاقيات بعد أن وضع 99% من الأوراق بيد الولايات المتحدة، فهل يريد بعض القوم الذهاب أبعد من ذلك بوضع جميع الأوراق، بما فيها الورقة الوحيدة المفترض أنها بقيت لدينا، والمتعلقة بترتيب أوضاع البيت الداخلية، بيد أمريكا؟ وهل يأملون أن يأتي وضع هذه الورقة بما عجزت عنه الـ 99 ورقة التي سبق ووضعها السادات بيد أمريكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة