الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ضوء انتفاضة الشعب العربي الاهوازي في الخامس عشر من نسان 2005 موقف التيارين المحافظ والاصلاحي من المسالة القومية في ايران

جابر احمد

2005 / 5 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


رغم إن دستور الجمهورية ينص في المادتين الخامسة عشر والتاسعة عشر على إجازة استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الأعلام العامة وتدريس آدابها إلى جنب اللغة الفارسية، وعلى تمتع الشعب الإيراني من أية قومية أو عشيرة كانوا بالمساواة في الحقوق ولا يعتبر أللون أو العنصر أو اللغة أو ما شابه ذلك سببا للتمييز إلا إن هذين المادتان ظلتا وكالغالبية العظمى من مواد الدستور الإيراني وبحجة الحفاظ على الأمن القومي وسيادة ووحدة الأراضي الإيرانية معطلتان دون تنفيذ.
إلا إن تفعيل المسألة القومية بفعل النضال السلمي لا بناءها واستفحال ظاهرتها واستقوا شوكتها وفي ظل ألازمات الاقتصادية والاجتماعية التي عانت منها إيران و طرح ما يسمى بسياسة الإصلاح جعل الحديث عن إيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها إيران ومنها موضوع المسائلة القومية من بين المسائل الهامة التي شغلت بال أصحاب القرار الإيراني، ومن هنا يمكن القول إن تابوا الحديث الذي كان مفروض على هذه المسألة قدا نفلت من عقاله عندما صرح خاتمي في حملته الانتخابية الأولى وفي سبيل كسب الناخبين من أبناء القوميات انه سيسعى إلى تطبيق الدستور ومنه ما ورد في المادتين 15 و19، كما إن عهده شهد بالفعل تطورا ملحوظا في نشاط هذه القوميات والتي كثيرا ما راهنت على أطروحات خاتمي وفريقه الإصلاحي في إيجاد حل لمشاكلهم القومية والاجتماعية، ولكن ما إن وصل خاتمي للسلطة واستقر على دفة الحكم حتى ظل أسير رغبات سياسة الجناح المتشدد ويمكن القول قضية القوميات قد تراجعت وبالتدريج إلى المربع الأولى ولم يتمكن خاتمي وفريقه من تنفيذ أي من العود التي قطعوها لناخبيهم لا في الدورة الأولى ولا في الدورة الثانية وهذه المقالة ستسلط الأضواء ولو قليلا على موقف كل من التيارين من القضية القومية المزمنة في إيران.

موقف التيار المحافظ:
رغم إن دستور الجمهورية الإسلامية وكما اشرنا يعترف ضمنيا في المادتين 15 و19 بشيء من التنوع القومي والثقافي في إيران، إلا إن المحافظين وبحجة الدفاع عن المصالح الوطنية العليا الإيرانية، قد حالوا دون تنفيذ هذين المادتين منذ إقرار الدستور وبقيت معطلتان بأمر من الولي الفقيه شأنها شأن الكثير من مواد الدستور الأخرى وفي كل الأحوال ظلت مواقف التيار المحافظ من المسألة تنسجم مع اطروحاته الفكرية والسياسية، حيث نظر إلي المسألة على أنها ما هي إلا تفاخر وتعالي وأنها تحرك من قبل أعداء إيران في الخارج ويبررون نهجم بفتواي وأحاديث دينية كمقولة "لا فرق بين عربي وعجمي ولا الأسود ولا الأبيض " ولا ننسى في هذا المجال أقوال الإمام الخميني الذي اعتبرا القومية والديمقراطية معاديتان للإسلام وقد شهد عهده مذبحة الشعب العربي الاهوازي عام 1979 وهكذا المذابح الأخرى التي شهدها الأكراد والتركمان وغيرهم من الشعوب الإيرانية، وعلى هذا المنوال طرح المحافظين مقابل مطالب الشعوب الإيرانية بمنحهم حقوقهم السياسية الاجتماعية والثقافية شعار " الوحدة الإسلامية " واعتبرا المسألة القومية عامل من عوامل تهديد سيادة إيران ووحدتها الوطنية وتفكيكها، كما اعتبروا إن أي جهد من اجل المطالبة بالحقوق القومية يعتبر خطوة إلى الوراء وخيانة بحق البلاد وقد جاءت هذه التصريحات على لسان معظم قادة هذا التيار ورموزها العظام، لا بل ذهبوا إلى ابعد من ذلك حيث اعتبرا إن شعار خفض المواليد الذي تبناه الإصلاحيين بمثابة ضربة توجه إلى جسم النظام الإيراني لأنه من شأنه إن يزيد من كثرة المواليد في الإطراف ( المناطق القومية ) على حساب المركز وان تنفيذ مثل هذه السياسة التي يطرحها الإصلاحيين ستلحق ضربة بالنسيج السكاني الإيراني ( الفرس ) كما القضية القومية تتم بتحريك من البلدان المجاورة، وتعهد على منع ظهورها على الساحة السياسية الإيرانية ( لمزيد من الإطلاع راجع الحركة القومية والجواب على الأسلة بالفارسية إصدار مجموعة من الناشطين السياسيين العرب ألأهواز يين ودراسة الكاتب المعنونة موقف الأحزاب والتنظيمات الإيرانية من المسألة القومية ".
موقف التيار الإصلاحي:
تمثل موقف هذا التيار من المسألة القومية في الخطابات التي ألقاها السيد خاتمي إثناء حملاته الانتخابية السابقة بعض المقالات التي نشرها أنصاره هنا وهناك ولكن ظل هذا الخطاب ضمن إطاره العام ولا يتجاوز كونه وعود تتمثل في تنفيذ مواد الدستور كما هو الحال للمادتين 15و19 المتعلقان بالمسالة القومية.
و في حيث للسيد خاتمي إثناء لقاءه مع النواب الأكراد اللذين قدموا استقالاتهم الجماعية من عضوية مجلس الشورى الإسلامي الإيراني احتجاجا على نكث خاتمي بوعوده في تنفيذ المواد الأنفة الذكر أعرب إثنائها عن أمله قائلا:
" إننا نأمل إن تصبح إيران مثل سويسرا بالنسبة لشعوبها وقوميتها " إلا إننا ومن خلال المشاهدات الميدانية والمتابعة اليومية للممارسات السياسية للسيد خاتمي وغيره من المسئولين الإيرانيين نرى إن أقوالهم في واد وأفعالهم في واد آخر ولعل خير دليل على ما نقول الوثيقة التي تسربت من مكتبه والتي تسعى إلى تغييرا لنسيج السكاني العربي الاهوازي وخفضه إلى الثلث لصالح الوافدين التي تأتي بهم الدولة إلى هذه المنطقة والتي فجرت غضب الشعب العربي واندلاع انتفاضته الشهيرة في الخامس عشر من نيسان من هذا العام.
وإذا كان حزب جبهة المشاركة الإصلاحي قد حطم التابو المفروض من قبل التيارات الإسلامية في الحديث عن المسالة القومية ودعي في أكثر من مناسبة إلى تنفيذ ما جاء في الدستور إزاء القوميات واعتبر إن مشاركة الشعوب الإيرانية في إدارة أقاليمهم ومناطقهم سياسيا الطريق الوحيد دون ابتعاد القوميات عن الحكومة المركزية، إلا إن الإصلاحيين في الواقع أحزاب وتيارات من خلال الوعود المرحلية مثل التصدي للاستبداد، تحقيق الديمقراطية، إقامة المجتمع المدني، حرية الصحافة يكونوا قد دفعوا بالبحث والجدل قي قضايا حل المسائلة القومية إلى الأنزوا واقترب موقفهم مع مرور الأيام حيال هذه المسالة وغيرها من المسائل الملحة في إيران من موقف المحافظين لا بل ذاب فيه، وهكذا ظل جبل الاضطهاد القومي جاثم عل أبناء الشعب العربي الاهوازي وبقية الشعوب الإيرانية.
جابر احمد كاتب ومترجم اهوازي يعيش في المنفى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?كلات فلسطينية شهية تحضير الشيف عمر ???? دايركت عالمعدة


.. هل تعرضت ماريانا للا?ذى من إحدى صديقاتها ????




.. صراع بيل غيتس وإيلون ماسك، أنت مع من؟ | #الصباح


.. وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برينغ يتوجه إلى قطر لبدء جولة




.. طائرة الرئيس الصيني ترافقها طائرات مقاتلة بعد اختتام زيارة إ