الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المرأة ثورة لم تنجز فى أدب -نجيب محفوظ-
أماني فؤاد
2013 / 8 / 7الادب والفن
المرأة ثورة لم تنجز فى أدب "نجيب محفوظ"
الحرافيش نموذجاً
على كثرة ما أنجز الأديب الكبير نجيب محفوظ فى إبداعاته وحياته من ثورات فنية وفكرية وحياتية، وبثقل معالجاته لكثير من الثورات السياسية فى نصوصه، بداية من ثورات المصريين منذ الحضارة الفرعونية القديمة حتى ثورة 1919م، ثم ثورة يوليو 1952(1) وما ترتب عليها من تحولات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية، إلا أنه لم يفعَّل قدرات فعل الثورة وتمردها على التصورات والأفكار المستقرة الظالمة للمرأة وقضاياها.
وبرغم قدرته على تطويع الفلسفة ونظرياتها المختلفة، والخروج بها من تجريدها وتعاليها إلى دماء وطين الحياة والغوص بها فى جوهر الصراع الإنسانى والمجتمعى، بل وتغليف يوميات الإنسان وأحداثه، أفكاره وصراعاته، بأسئلة الفلسفة الرئيسية فى قصة الوجود البشرى، فى أكثر عناصرها إلحاحاً وتكراراً فى حياة الإنسان(2)، إلا أنه لم يعمق نظراته فى خصوصية تكوين المرأة النفسى والعقلى الذى كان نتيجة للسياق المجتمعى التاريخى التراكمى الذى شكلها. وهو العاشق والدارس للتاريخ البشرى بكل مراحله.
وبقدر قدرته على بلورة رؤية لقضية الإيمان عند الإنسان(3)، وركونه إلى مفاهيم صوفية روحانية متعالية، تنشد الاتصال الاندماجى فى علاقة حب خاصة، تسعى إلى مطلق الله ومحاصرة الفكر القطعى النصى بمختلف صوره، إلا أنه جنب المرأة إلا نادراً خوضها لهذا الصراع ولهذه التساؤلات التي تتعلق بقضايا الإيمان، فانحسر دورها فى التبعية. ولم يتعرض حتى من خلال نثر الأسئلة إلى ما يطلق عليه البعض الثوابت الدينية والمعتقدات التى خصت المرأة فى تلك الموروثات.
وبقدر توالى ثوراته الفنية وتحولاته ومراحله المتوالية فى كتابة النوع الأدبى الرواية والقصة(4)، ومواكبته لكل التطورات والمذاهب والتيارات الفنية التى عبرت عن التغيرات الاجتماعية وانصهر فيها الشكل والمحتوى فى أعماله الأدبية الخالدة، إلا أنه على المستوى الفكرى والفنى لم يقدم للمرأة فى المجتمع المصرى والعربى ثورة حقيقية تعيد النظر فى المفاهيم المجتمعية التى تؤطر المرأة فى مواضع تحد من دورها إنساناً كامل الأهلية والطاقات، كامل الحقوق والواجبات، بل ساهمت بعض المعالجات الدرامية لنصوصه وخاصة تلك التى تحولت إلى دراما سينمائية ـــــــ وهو ما لا يقع على عاتقه ـــــــ في ترسيخ تصور محدود للمرأة، بل يميل إلي الموقف السلبي في أعمال كثيرة.
تطرح هذه الورقة البحثية تساؤلا جوهريا سبق أن طرحته علي ذاتي مرارا أثناء رحلة قراءاتي لأعمال نجيب محفوظ السردية ،ما هو موقف محفوظ من المرأة؟ موقفه العميق، موقف أديب مفكر، عقل ووجدان قادر على إعادة صياغة الحياة وليس مجرد تصويرها ومحاكاتها؟ بالطبع كلنا يعرف قدرات محفوظ الفنية والعقلية والثقافية لذا من الصعوبة أن يطرح هذا التساؤل على أديب آخر سوى من يقتربون منه في مستوى الإبداع والفكر.
قلة من المبدعين من ينتظر منهم الإسهام فى تغيير وجه الحياة، خلخلة الظلم والاضطهاد، تشكيل رؤى أكثر موضوعية، التثوير للراكد من الأفكار والتصورات. ماذا قدَّم محفوظ إذن للمرأة من رؤى فنية تحليلية خالقة تشمل كيانها الإنسانى وتمايزاته وسماته الخاصة مستعيناً بوسائله الفنية والسردية الواسعة؟.
هل أعاد فتح قضايا المرأة من مناظير متجددة، زوايا تكشف سياقات اجتماعية وتاريخية أحاطت بها وكبلتها منذ عصور بعيدة منذ زمن الأساطير والملاحم؟ هل أسهمت إبداعاته الفنية والفكرية فى تحررها أو غربلة موروث ثقافى مجتمعى يختص بوجودها وقضاياها؟.
قد يقول البعض أن ما تنشده هذه الرؤية ليست من مهمات الروائى أو الفن، وأن الروائى ليس من المنتظر منه أن يقوم بأى ثورة، لكننى أتعامل مع الوجود الأدبى المحفوظى باعتباره ظاهرة لها تميزها وتفردها فهو ليس مجرد سارد قصاص روائى، يضخ فى نوعه الأدبى حالات إنسانية يحاكى فيها الواقع ويرصد ظواهره، ويقدم المتعة الفنية دون أعماق وطوابق متعددة، بل انظر إليه أبعد من هذه النظرات الأولية، أراه متمكنا من خلق العوالم الموازية للواقع، العوالم المصوبة للكائن الواقعى، المحفزة لإعادة النظر فيه، إعادة تحليله وتفسيره على نحو آخر.
لا تنطلق هذه الدراسة من رؤية تعسفية تستشعر ما لم يوجد بالنص، تترصد لروائى نوبل خطاءاً، بل من رؤية عميقة ترى أنه كان منوطاً به أن يقوم بهذه الثورة للمرأة لأنه امتلك أدواته التي تمكنه من ذلك عقلياً وفنياً وثقافياً.
وبعيداً عما شاع إعلامياً من تركيزه على عالم الغانيات المتمثله فى نماذج الثلاثية من العوالم والراقصات اللاتى وجدن بالفعل فى المجتمع فى هذه الفترة التاريخية، أو شخصية "ريرى" فى "السمان والخريف"، و "نور" فى "اللص والكلاب". أو نموذج المرأة: الأم والزوجة المقهورة تحت وطأة ثقافة ذكورية مثل شخصية "أمينة" فى الثلاثية أو "زينب" فى الحرافيش.
أو حتى النموذج الذى يبدو من النظرة الظاهرية إيجابياً مثل "زهرة" فى ميرامار، أو "حميدة" فى "زقاق المدق" هذه النماذج التى تحمل فى عمقها الفنى هذا البعد الرمزى "الأليجورى" الذى كان سمة فنية فى بعض أعمال محفوظ الروائية والتى فسرها البعض(5) رموزاً لمصر فى فترات مختلفة.
بعيداً عن كل هذا وبرغم تقديمه هذه النماذج فى صور إنسانية نابضة نورانية، تحمل التناقضات التى تستوعب الخلل الأخلاقى الاجتماعى، بجانب إبراز عناصر وجوانب إنسانية رفيعة المستوى.
تحاول هذه القراءة النقدية أن تغوص فى مستوى أعمق، ماذا كان بإمكان محفوظ أن يفعل فنياً وفكرياً للمرأة. كيف كان باستطاعته أن يعدل من تصورات المجتمع عنها؟ والدراسة إذ تتغيا ذلك تعتمد على ملحمة "الحرافيش"(6) كنقطة ارتكاز لبحث رؤية محفوظ للمرأة فى المجتمع وفى مراحل تاريخ الحضارة البشرية وذلك لعدة أسباب:
أولها: أن النص ملحمى يقدم بانوراما متسعة لأسئلة الإنسان على مر التاريخ، ملحمة تغازل الأساطير والحكايات الإنسانية المتوارثة، تشتبك وتحاكى قصة الوجود الإنسانى على الأرض، تراجيديات تحاول أن تقص حكايات انشغال الإنسان بالقوة والخير، بالعدالة الاجتماعية، بالحق، بنظم الحكم، والقيم المنظمة للحياة البشرية، بصراع القوى المتباينة، الأرضية بين الإنسان والإنسان، وبينه وبين القوى الغيبية غير المرئية أو المتعالية المفارقة.
ثانياً: إن النص فنياً يلعب على مستويين فى التناول الزمانى والمكانى فهو برغم ملحميته، يحكى حقبة فى تاريخ مصر الحديث فى أحد الحارات الضيقة، من خلال عائلة "عاشور الناجى" الجد،ثم الأجيال التى تتابعت بعده، عائلة توارثت ظاهرة الفتوة أو طرق الحكم فى علاقة جدلية مع الحرافيش أو الشعوب، وكعادة المبدع الكبير نجيب محفوظ يخلَّق من الزمن المعاصر الذى يتجسد فى النماذج والأفراد الورقية المتخيلة والتى تشبه الواقع كثيراً يحفر أعماقاً، وامتدادات واسعة، يبعث بفنة رسولاً يحيا فى التاريخ، فى الزمن الإنسانى بمفهومه الممتد: فى الماضى، أويقدم بانوراما للحاضر، أو تكهنات تستشرف المستقبل، ويمثل هذا المستوى الواقعى للنص متسعاً كان من الممكن أن يطور فيه محفوظ – إن أراد – رؤية فنية وفكرية تفارق الموروث وتقدم رؤى مغايرة تهيئ نماذج أكثر حداثة وتحرراً، أو أن تبرز نماذجاً نسائية بالموروث ذاته قادرة على التساؤل، تحتفى بالعقل وتؤمن بقضايا فكرية، وتفقد من أجلها الحياة ذاتها.
ثالثاً: لأن العمل يكتظ بعدد كبير من الشخصيات النسائية يتجاوزن خمس وعشرين شخصية رئيسية، عدا الشخصيات الثانوية، كثيرات منهن يبعثن بإشارت ممتدة مع شخصيات نسائية فى قصة الوجود البشرى فى بعض التأويلات، قد ترى إحدى القراءات أن شخصية "فلة" و "زينب" يشير من خلالهما الروائى إلى ليليت أو حواء فى الأساطير، شخصية "زهيرة الناجى" قد تعيد إلى الأذهان حياة كيلوباترا أو بلقيس أو غيرهن من ملكات فى التاريخ، كان من الممكن أن يتيح هذا التنوع فى النماذج النسائية وهذا البراح التاريخى تقديم شخصيات نسائية كان هاجسها الرئيسى تساؤلات الوجود مثل شخصية العالمة "هيباتيا" أو "كاترينا" الفيلسوفة المصرية أو شخصية السيدة خديجة أولى زوجات الرسول، أو شخصية ليليت المتمردة فى الأساطير الأولى، أو شخصية "قرة العين" أشهر الدعاة البابيين التى ماتت خنقاً بعد إصرارها على مبدئها.
بعد قراءة متفحصة وتحليلية للنص بقصصه المتعددة وبعد فحص ومقارنة مع نصوص أخرى للروائى، وجدت أن نجيب محفوظ لم يكن له موقف فكرى وفنى ضد المرأة، لكنه أيضاً لم ينشغل بموقف ثورى يخرج بالمرأة من قيود ثقافة ذكورية، كرست منذ أزمنة بعيدة لحالة من القهر والتبعية للرجل، والإقرار بادعاء حالة الدونية العقلية للمرأة، حتى وإن كانت هناك بعض النماذج النسائية المضيئة فى أحد أو بعض رواياته مثل "سمارة بهجت" فى "ثرثرة فوق النيل" أو"سوسن حماد" الصحفية اليسارية فى "الثلاثية" لكنها نماذج لم تعمق، لم تصبح ظاهرة عامة تلمس فى عدد من أعماله، كما أنهما أنحسرا أما فى منطقة الرصد للتصدعات المجتمعية "سمارة"، أو نموذج للمرأة يأمله الروائى ويتمنى تواجده بالمجتمع المصرى "سوسن" التى تمثل الجمال، والثقافة، والموقف الإيجابى من قضايا الجماهير، لم تنتقل المرأة في أفضل صورها في النصوص المحفوظية إلى منطقة التساؤل والتفكير العميق، فالمرأة ثورة لم تنجز فى أدب نجيب محفوظ رغم قدرته على تثوير الكثير من القضايا، وإضافة أعماق فكرية وتحليلية على كثير من الموضوعات الفكرية الإنسانية.
لقد جاءت النماذج الإنسانية التى قدمها محفوظ للمرأة فى منطقة رخوة لم تفارق رصد الواقع وتصويره، وقد يقول البعض أن هذه المحاكاة تعرّف بالواقع، تعرى خلله ونقائصه، هو نوعاً من الكشف لإظهار الخلل المجتمعى والظلم الموجه ضد المرأة، لكن هذه الدراسة كانت تنشد ما هو أكثر. ما ليس بمستعصى على إمكانات أديب مبدع مفكر، وليس مجرد تعرية الواقع وكشفه بل الغوص لما هو أعمق من ذلك.
انحسر تعامل محفوظ مع المرأة وقضاياها فى حدود محاكاة الواقع، وقص التاريخ الإنسانى فى جانبه الأنثوى رمزاً لا تثويراً أو مساءلة أو تحليلاً لبعض نماذجه المتكررة والتى توجد بالواقع بالفعل، والتى مثلت التشوهات التى رسختها الثقافة الذكورية فى التكوين الأنثوى، كما أنه لم يتخير بعض النماذج النسائية من التاريخ البشرى التى وقفت لتتساءل وكان لها موقف من قضايا الوجود ليجعلها أحد نماذجه فى أحد أبعاده الرمزية الشفيفة التى كان بارعاً فى نسجها.
فى نص ملحمى مثل الحرافيش قدم محفوظ نماذجاً مختلفة ومتباينة من الشخصيات تشغل النساء فيه دوراً رئيسياً فى القص، فأكثر من نصف السرد يدور حولهن، وبالرغم من هذا تأتى المرأة فى العمل – إلا نادراً – تابعاً، هامشية الوجود، يشكل حضورها خلفية للأحداث والأفكار والقيم، المرأة لا تتصدر المشاهد أو تحرك الأحداث، أو تسهم فى تكوينها إلا نادراً، كما أنها غير معنية بصراع الأفكار ولا أسئلة الوجود، أى أن سرديات نجيب محفوظ لم تعلو كثيراً على الواقع فيما يختص بالنماذج النسائية بنصوصه.
تبدو المرأة فى النص ظلالاً تتحرك صاخبة وملونة وذات ثقل جسدى مادى مؤثر، لكن دون تأثير فى صراع الأفكار الأساسية بالنص، يقول محفوظ فى "المرايا" على لسان أحد شخصيات العمل "كامل زهير" "عدم اهتمام المرأة بالعقائد والفلسفات يقطع – بأنها – العقائد والفلسفات معطلة للنشاط الحيوى الحقيقى. وقال أيضاً: "المرأة لا تعنى إلا بالخلق وما يتعلق به، هى خالق جميل، الخلق محور حياتها كلها، أما ما عدا ذلك من نشاطات فهى من صنع الرجل وهى ضرورية للسيطرة لا للخلق، - الدنيا هى هدف المرأة ومعبودتها، وبمعنى آخر هى هدف الخلق، وهذا يدل على أننا خلقنا لنهتم بالدنيا دون سواها، وأن كل ما عاداها باطل، وأن الخلود يجب أن يتحقق فيها، ولو أن الأديان تصورت الله على صورة امرأة لأهدتنا حكمة جديدة هى السعادة الحقيقية"(7).
قد تعكس هذه المقولة ظلالاً عن توجهات محفوظ ذاته عن الكيان الأنثوى، وإن كان هناك بالطبع مسافة وفصلا بين أراء الروائى الخاصة وأراء أبطال نصوصة، لكن هذه المقولات قد توحى ببعض انحيازات الكاتب.
حين قمت بعمل مسح نقدى للكثير من النصوص المحفوظية – ولا أدَّعى الإحاطة بها كلها – وجدت أن النماذج التى وجهت الأسئلة للوجود البشرى، وحاولت معرفة كنهة وطبيعة القوى الموجودة بالحياة وطبيعة القيم، وكيفية تولد الصراعات، النماذج التى حاولت تنظيم السلطات أو السيطرة عليها فى الحياة البشرية كلها نماذج من الرجال، الرجال الذين وقفوا ليساءلوا العالم بكل موجوداته المادية والمجردة، كلنا لن ننسى "عمر الحمزاوي" فى "الشحاذ" و"عيسى الدباغ" في "السمان والخريف" و"صابر سيد الرحيمى" فى "الطريق" أو"جعفر الراوي" فى "قلب الليل"، وغيرهم من نماذج الرجال في "أولاد حارتنا" و"الحرافيش" وغيرها من النصوص.
يحتل وجود المرأة منطقة رد الفعل، مكملات السياق، أحد عناصر التأثير فى مكونات الحدث، لكنه لا يمثل الفعل ذاته وليس طرفاً أساسياً فى الصراع الفكرى إلا فيما ندر من النصوص، ولا يشكل ظاهرة فى نماذج نصوص محفوظ الأخرى. وأستطيع أن أجمل السمات العامة للمرأة فى نص الحرافيش:
1- تُقدم المرأة فى النص بوصفها كائن فطرى أقرب إلى الطبيعة البكر التى لم تثقف أو تهذب، إنسان بدائى تبقى حاجاته الأساسية والغرائزية الدافع وراء تحركه، وتظل طبيعته البيولوجية الدافع الرئيسى لتوجه الجنس الآخر "الرجل" نحوه.
يرى الرجل فى المرأة كيانات خصبة مادية، انجذابات جسدية تستهويه ويجد معها لذته ويحقق من خلالها شهوته، كما أنها تهيئ له امتدادات من صلبه، لكنها كيانات يمكن أن تتعدد، وأن يقتنى أكثر من واحدة، يركن الرجل للمرأة فى أرقى احتياجاته لها ليستريح من عناء أفكاره وأشغاله، يصف الروائى مشاعر عاشور الناجى عندما رأى زينب ابنة المعلم زين أول مرة يقول: "ولكنه رأى ابنته زينب وهى ذاهبة إلى الطريق فخانه طرفه لحظات خاطفة ولكنها جديرة بالندم. وتفشى الندم أكثر عندما اجتاحته شعلة ألهبت الصدر والجهاز الهضمى واستقرت فى الجوهرة الحمراء المشعة للرغبة الجامحة.
غمغم وهو ثمل بنشوة دسمة نهمة:- ليحفظنا الله! ولأول مرة يردد اسم الله بطرف لسانه وفكره مشدود إلى غيره"(8).
ثم يعود ليصف حال عاشور يقول "يمتلئ بثقة غير محددة فى قدرته وصبره وامتلاكه للمجهول. تكتنفه دوامة تكاد تقتعله من جذوره. دائماً دائماً تتقدمه زينب فتغلبه بنداء غامض، وجهها مشوب بشحوب، أنفها بارز وشفتاها غليظتان، جسمها صغير ومدمج ولكنها تستمد تأثيرها عليه من مصدر مسحور. دائماً تشتعل جذوة فى أعماقه وأحياناً لا يرى الحمار وراكبه"(9).
ثم يصف محفوظ شخصية "فلة" زوجة عاشور الثانية بقوله: "بل شيطانة صغيرة من صنع شيطان كبير استبدل زينب الطعانة فى السن مثل جدار الممر العتيق بفلة الجميلة ولكن الرغبة تهزم الملائكة. تخيل صورة أمك. لعلها مثل...؟! لكى تحتدم المعركة لا بد من بشرة صافية وعينين سوداوين مكحولتين ونسمات دقيقة مثل البراعم، لا بد من الرشاقة والسحر وعذوبة الصوت. وقبل ذلك لا بد من القوى الخفية المتدفقة المنسابة الغادرة المغتصبة بلا ضمير. والطعم الفواح تضعه الحياة فى الفخ وتنتظر(10).
يقول عاشور قضاء الله وتقول زينب "أنه الشيطان"(11) " ومن أول الأمر أدرك أنها بلا دين إلا الإسم، وبلا أخلاق، وأنها تتبع فى مسيرتها الغرائز وملابسات الحياة، فتساءل متى يجد وقتاً ليلقنها ما ينقصها حقاً فى الحياة؟ الحب وحده ما يحفظها ولكن متى يكفى ذلك".
2- يكرس محفوظ لكل الأساطير التى رويت عن قصة الخلق من خلال شخصياته الورقية، كما يكرس لصورة حواء فى الثقافة البشرية وبعض الموروث الدينى فهى أداة غواية أو وسيط غواية رائع التكوين" وتمثل المرأة هنا مستوى من مستويات التفاعل مع الطبيعة والغرائز البشرية لم ينله التثقيف أو التطور البشرى.
يتعامل نجيب محفوظ مع المرأة فى الحرافيش فى مستوى وجودها الأول الأسطورى والدينى، ففلة لديه تقترب من حواء التى تحكى عنها الأديان والأساطير، خلقت من ضلع آدم وهى من ضلع أعوج كما تدعى الحكايات، فيقول عن "فلة" كما يحكى عاشور عنها "وثمة فرصة سنحت ليملأ قلب فلة بالإيمان، أنها امرأة صغيرة جميلة لا دين لها، لا تعرف الله ولا الأنبياء ولا الثواب ولا العقاب. يحفظها فى هذه الدنيا المرعبة حبها وأمومتها"(12).
ويحكى عاشور عن معاناته فى ترويضها فلها طبيعة خاصة لا تصبر على التعليم يقول: "أنه يلقى عناء فى تعليمها ولولا ثقتها فيه ما صرفت كلمة واحدة مما يقول"(13) دافعها فى العلم فقط الحب وإحساسها بقوته ورجولته وكونه أب لطفلها وكلها أشياء طبيعية غرائزية قد ترتقى فى جانب منها إلى الوجدان فهى "تحفظ سور الصلاة فى عناء. يغلبها الضحك فتخرج من الصلاة وتصلى اتقاء لغضبه واستجلاباً لمرضاته"(14).
لا تقوى فلة أو المرأة على استيعاب الفكر الغيبى أو التجريدى فتبدأ الأسئلة المثالية التى تشبه سؤال الطفولة البريئة أو أسئلة الفلسفة الأولى مثل أسئلتها التى تقول فيها: "لماذا ترك الله الموت يفتك بالناس؟(15)، أو قولها: "لا تغضب مثل الله، ثم تتساءل ثانية ولِمَّ خلقنا بهذا القدر من السوء"(16).
يبدو نموذج فلة فى النص امتداداً "لحواء" أو "ليليت" فى الأساطير القديمة التى حكيت عن قصة الوجود البشرى على الأرض، فهى تارة صوت الغواية والتحريض على الأطماع، وهى ما تنظر وتشتهى ما عند الآخرين، هى ما تستخدم الرجل وتزين له الأطماع، هى ما تنشد الترف ومن أجله لا يعنيها كثيراً من القيم مثل صنيع فلة مع زوجها عاشور الناجى، أو ابنها "شمس الدين" الذى يقول الراوى عنه: "سد أذنه دون همسات أمه المتوسلة"(17).
3- تُقدم المرأة أيضاً بوصفها الأم القادرة على لمِّ شمل الأسرة، الداعمة للاستقرار فى أحد مستوياته، والمرأة فى النص شريك فى العمل الضامن لاستمرارية المؤسسة الأسرية وخاصة فى هذه الشريحة التى يمثلها النص والتى تنصهر فى الطبقات الشعبية لكنها عماد استثنائى،فقط عندما يغيب الرجل(18)، وتبقى النماذج التى تتعهد تنشئتها وتربيتها المرأة وحدها نماذج مهتزة لا تتمتع بالنضج أو السواء الكافى فى النص، تتبدى "زينب" وسنية السمرى" و"حليمة البركة" نساء تعهدن الأولاد شبه منفردات، ولذا يأتى أولادهن وكل منهم يعانى صدعاً فى الشخصية، يتبدى ذلك أيضاً فى "بداية ونهاية"(19) فالأم الوحيدة لم تستطع أن تهب السند والاستقرار لضمان حياة سوية لأبنائها، فى "الطريق"(20) تبدأ رحلة البحث عن الأب أو الإله، لأن الأم أو الحياة وحدها غير قادرة على بعث الأمان والاستقرار بنفس الابن أو الإنسان، غير أنه يجب أن ندرك أن هناك نصوص محفوظية أخرى خرجت فيها نموذج الأم مخالف لهذه الرؤية.
من الظواهر الأسلوبية التى تدلل على مستوى وطبيعة وجود المرأة بالنص:
تتعدد أسماء سيدات ونساء نص الحرافيش لكن يظل نموذج المرأة واحداً. تتمثل براعة محفوظ فى أنه داخل النموذج العام للمرأة يقدم شخصيات متنوعة، ويتبدى التنوع فى الملامح الجسدية، والسمات المميزة لكل شخصية نسائية، وتنوع القصص والسياق الخاص الذى يقدم فيه كل نموذج نسائى، يقول سليمان الناجى أحد أبطال العمل "هناك من النساء من تماثل المهلبية والقشدة وهناك من يماثلن الجبن القريش" ولنا أن نلاحظ التشبيه القائم على حسية مادية تبعث إلى مناطق التذوق والالتهام، وهو ما يعبر بالفعل عن فكر الرجل من طبقة أبطال الحرافيش.
تتجلى لغة الحواس مسيطرة على صوغ الجمل والعبارات فى تمثل طبيعة العلاقات بين الرجل والمرأة بالنص، ويبدو تصوير الانجذاب بين الرجل والمرأة وكأن هناك تفاعل طبيعى كيميائى فطرى يحدث على الأرض، كأن تنشق التربة عن ساق نبتة فتية، أو أن يتلاقى موج البحر مع شاطئ صخرى فيهدر صاخباً.
هى درجة من التفاعلات الطبيعية الفطرية التى لم ترتق لتفاصيل وطقوس الحب كما شذبه الإنسان فى مراحل تحضره المختلفة، الحب فى بدائيته، اشتعال الغرائز والانجذاب لتفاصيل الحس والجسد.
يقول الراوى عن أول لقاء بين سماحة ومهلبية "رآها لأول مرة" وهى تثب من العربة سمراء غامضة السمرة، ضاربة للسواد، ممشوقة القد، واضحة القسمات، مفصلة الأعضاء، بسامة الوجه، فائضة الحيوية والأنوثة مثل نافورة، فاضطرم بالرغبة والاندماج. تلاقت الأعين فى حب استطلاع متبادل، واستجابة عامة مثل ارض خصبة. انصهر بأسرارهما الهواء المطهور بأشعة الشمس والأنفاس الحارة.."(21).
كان من الظواهر التى لفتت انتباهى أثناء قراءة النص ظاهرة الحوار الذى يكون طرفاه بالنص رجل وامرأة، لقد وجدت أن الاستجداء هو السمة المميزة لحوار المرأة فى الغالب فى سردية النص.
استجداء رضوانه "خضر" لمعرفة مشاعره(22)، اللغة التى تتدنى بالمرأة التى تعرض جسداً مادياً،يتبدي ذلك في الحوار ما بين زينات الشقراء وجلال، وإن كانت المرأة في هذه القصة تؤمن بفلسفة تعلى من شأن الشهوات تقول "أقول لك أن الحياة ليست إلا الحب والطرب. فتساءل متظاهراً بالدهشة: - حقاً؟ ما عدا ذلك فإننا نتركه وراءنا للغير! فقال بامتعاض:- ونترك أيضاً الحب والطرب! – كلا، إنهما يمتصان بالجسد والروح ولا يرثهما أحد "(23).
تظهر المرأة فى النص بوصفها الكائن الذى يستخدمه الرجل والمجتمع، فهى شيئاً غير ذى أهلية ذهنية كافية، وغير ذات شرعية أو حيثية للذود عن نفسها، ومن غير المسموح به فى المجتمع التصريح باختيارها لمصيرها أو إرادتها، أو حتى الزواج من رجل تردد كلام عن وجود علاقة بينهما، فى تحقيق إبراهيم مع أخته رضوانة فى حوارهما يقول: "... المرأة قاصرة حتى تدخل القبر.."(24)، هذا الحوار الذى انتهى بأن أنهى إبراهيم حياة أخته بكل وحشية لمجرد تصريحها بالرغبة فى الزواج ممن أحبت. تتوالى توجهات وآراء أبطال النصوص المحفوظية الرجال فيما يختص بالنساء تباعاً وهى لا تعبر عن آراء الروائى الخاصة بالضرورة وتلك طبيعة الفن، لكن قد يتمثل ما كنت أنشده فى وجود شخوص أخرى من الرجال أو النساء لهم آراء ورؤى أخرى تمثل مواجهة تتحرر فيها المرأة من هذه التراكمات الموروثة عنها.
أنثى ولكن:
فى أكثر من خمس وعشرين شخصية نسائية تقف "زهيرة عاشور" فقط المرأة التى تجاوزت هذه الطبيعة الأولية نسبياً، المرأة التى تساءلت عن أسباب القوة والبقاء والتعامل بندية مع الرجل والحياة، المرأة التى أرادت أن تصبح فتوة، الفتونة فى أحد تجلياتها، فتونة الجمال فى قصة "شهد الملكة".
لكن يظل جمالها وجسدها – وهما هبات فطرية لا دخل لها فيهما – هما الشاغل الذى خلب عقول وقلوب الرجال، ولذا تبقى زهيرة عاشور مقيدة فى مثلث (الجسد، الرجل، الحب) وهى المساحة أو الحيز الذى يجسد صولات وجولات المرأة فى النص، هذا إن افترضنا أن الكاتب كان معنياً بذلك.
فى النموذج الذى تقدمه شخصية "زهيرة عاشور" تفارق المرأة أخلاق الجوارى وتخطو حثيثاً إلى خطا الإنسان الحر، تقول زهيرة فى مونولوج خاص "لكن كم أنها عجيبة الحظوظ فى هذه الدنيا! توفر لأمرأة داراً والأخرى بدروماً" حتى ميلها الفطرى لزوجها لا يقنع بالرضى. ليست الحياة شهوة وأمومة. ليست فقراً وكدحاً ونعيماً كاذباً مستعاراً من خدمة هانم غنية، ليست أن تملك قوة مذهلة ثم تبددها فى الخنوع. باطنها يتغير ببطء ولكن بثبات وإصرار، يتمخض كل يوم عن حركة، كل أسبوع عن وثبة. كل شهر عن طفرة. إنها تكتشف ذاتها طية وراء طية. تنبثق من خوفها أنواع شتى من المخلوقات المتحفزة الصارمة. وتحاكم فى الخيال أمها وزوجها ومسكنها وحظها. تحقد على كل ما يطالبها بالرضى على حكمة الأمثال وعطف الهانم وفحولة زوجها. وتتلقى من المجهول شراباً ملتهباً به يستفعل الخيال ويثمل القلب ويطلع الفجر الأحمر"(25).
تبدو زهيرة أول امرأة فى الحرافيش معنية بذاتها، تساءل المجتمع وتسعى إلى أن تجد لها وجوداً مستقلاً غير تابع للآخرين، كأن الروائى من خلال زهيرة يقدم تطور نظر المرأة لكيانها والذى كان سمة أول القرن العشرين، فهى تسعى فى الأساس إلى أن تبحث عن وجود مستقل غير تابع، وهو ما تحقق وتكرر فى نصوص محفوظية أخرى مثل "الكرنك"(26) و"ميرامار" فى أحد مستويات التلقى، و"ثرثرة فوق النيل".
نطاق بحث المرأة عن كيان خاص بها، وتساؤلها فى النص يختلف عن أسئلة الرجل الوجودية بالرواية، تتبدى أسئلة جلال عبد ربه ابن "زهيرة" على سبيل المثال فى قوله "ما جدوى الحزن، ما فائدة السرور، ما مغزى القوة، ما معنى الموت، لماذا يوجد المستحيل".
المرأة من خلال شخصية زهيرة تبحث عن وجود مستقل غير تابع فى المجتمع، والرجل فارق هذه المنطقة منذ أزمنة، الرجل يبحث عن منظومة القيم والموجودات التى تحكم علاقته بالعالم.
تلك السمات التى وضع محفوظ شخصياته النسائية فى إطارها كانت تتوافق وتتسق مع التصورات الراسخة والمتمكنة من العقل الجمعى للمجتمع المصرى والعربى(27).
لقد كانت المرأة فى حاجة من خلال أديب ومفكر كبير مثل "نجيب محفوظ" إلى من لا يكتفى بسرد الواقع ومحاكاته وقصه، لقد كانت بحاجة إلى أفق فنى فكرى تتحرر فيه هذه الادعاءات وتناقش فيه الملابسات التى أوجدت هذا التكوين النفسى بالفعل فى كثير من نماذج النساء فى الواقع، فالنساء صنيعة مجتمع ذكورى بامتياز، المرأة هى الحارس الأكثر إصراراً ودفاعاً على الحفاظ على كل مكتسبات الرجل، المرأة الأم التى شُكلت بتوأدة خلال الآلاف من السنوات، وحتى لحظتنا الحاضرة.
كانت منظومة المرأة وقضاياها فى حاجة إلى نزع القشور والرقائق الدينية، والموروثات المجتمعية بعاداته وتقاليده التى أحاطت بكيانها الذى سُخر بدنياً ونفسياً لخدمة الرجال.
قدم محفوظ نماذجاً نسائية أكثر إيجابية فى نصوص أخرى له مثل شخصية "سمارة بهجت" فى نص ثرثرة فوق النيل، لكنها شخصية ترصد الخلل الطبقى والاجتماعى والثقافى بالمجتمع وتعى القضايا الاجتماعية الإنسانية الأخلاقية من حولها، لكنها فى النهاية لا تعانى أسئلة الوجود الكبرى شأن نماذجه الذكورية فى نصوصه المتعددة.
كما أن نموذج سمارة بهجت، هذه الشخصية النسائية الواعية لم تتكرر بنصوص روائية أخرى للكاتب لذا فلا نستطيع أن نعدها سمة عامة أو قضية محورية فى إبداعاته.
فى النهاية أود أن أذكر أن هذه الدراسة فى حاجة إلى مزيد من الرصد والتحليل الذى يجب أن يتم على أعمال محفوظ مكتملة وهو ما أقوم به فى دراسة طويلة وافية.
لا أومن بتحول الفن إلى رسالة موجهة أو مباشرة، لكنى أرى أن الإبداع والمبدع لهما القدرة على فعل التغيير والخلخلة والتوجيه والتحليل، يتم لهما ذلك من خلال المعالجات الفنية والفكر النقدى التنويرى القادر على زعزعة المعتقدات البالية غير المنصفة والمنافية للعدل، أتذكر صفعة "نورا" للباب فى "بيت الدمية" لهنرك أبسن، وأعمال برناردشو المسرحية ومؤلفاته النقدية الاجتماعية، مكسيم جوركى فى روايته "الأم" وتقديمه لنموذج نسائى شديد الإيجابية، أديب البرتغال الكبير "ساراماجو" فى "ثورة الأرض"، "الإنجيل كما يراه المسيح" و"سورة مريم" صورة المرأة ذات الإرادة فى روايتى "العمى والبصيرة" والعديد من النصوص الفنية القادرة على إضفاء صورة لائقة بهذا الكيان الإنسانى مغبون الحقوق والتصورات التي أخذت عنه.
المرأة الإنسان الذى لا يختلف عن الرجل فى شئ جوهرى، ذلك لنتكشف طبيعتها الرائقة غير المراوغة أو التى تلجأ إلى التحايل،المرأة القادرة على مفارقة مادية الجسد والغرائز والشهوات، أو بالأحرى القدرة على الجمع بين هذا الجانب الإنسانى وتعايش قضايا الفكر والوجود ضمن منظومة حياتية متكاملة شأنها شأن الرجل.
إن مراكمة تلك الطبقات والرقائق المجتمعية، والتأويلات الدينية الخادمة لتثبيت مكتسبات ثقافة ذكورية تحولت إلى أقنعة كثيفة، وسمت المرأة وحصرتها فى نماذج سلبية أو انتهازية أو شهوانية، حجب خلل هذه الرقائق بطبقاتها طبيعة المرأة الأصلية الإنسانية فى صورتها غير المشوهة. هذه القيود وتراكمها الطويل لم تمكن المرأة ذاتها من اكتشاف ذاتها، وما وقع عليها من ظلم تاريخى ممتد، حقوق منقوصة وغير عادلة، صورة شُكلت وصدقها الرجال والنساء أنفسهن.
لم يفتت محفوظ هذه الرقائق النصية أو تأويلاتها، لم يبحث فى جذور هذه الظواهر الاجتماعية والنفسية كعادته وديدنه فى قضايا فكرية وإنسانية أخرى، لم يطور محفوظ نماذجاً نسائية قادرة على التساؤل والمواجهة والبحث والتفكير ومساءلة العالم.
لم يقذف بأحجاره الفنية والفكرية على ما يطلق عليه ثوابت المجتمع ومحددات تكوينه الاجتماعى.
لم يتخير عناصر نسائية مرت بالتاريخ البشرى الطويل وتساءلت وتمردت بالفعل وشغلتها الأفكار الكبرى، وأطماع الخلود المادى والمعنوى فألقى عليها كشافات إبداعاته ليحيلها نماذجاً بنص ملحمى كالحرافيش، مستخدماً تقنيته الأثيرة فى بعض إبداعاته الرموز الشفيفة التى تشكل شخوص تحيل بدورها إلى هذه الشخصيات النسائية التاريخية التي وجدت بالفعل.
الهوامــــــــش
(1) نجيب محفوظ: الثلاثية قصر الشوق، السكرية، بين القصرية، السمان والخريف.
انظر غالى شكرى: المنتمى، أخبار اليوم، ط4، القاهرة، 1988م.
أنظر أيضاً إبراهيم الشيخ: مواقف اجتماعية وسياسية فى أدب نجيب محفوظ، مكتبة الشروق، ط3، 1987م.
(2) نجيب محفوظ: الشحاذ: مكتبة مصر، القاهرة، 1965م.
الطريق: مكتبة مصر، القاهرة، 1964م.
قلب الليل: مكتبة مصر، القاهرة، 1975م.
أولاد حارتنا: دار الأداب، بيروت، ط6، 1986م.
الحرافيش: مكتبة مصر، القاهرة، 1977م.
اللص والكلاب: دار الشروق، ط2، القاهرة، 2007م.
السمان والخريف: مكتبة مصر، القاهرة، 1962م.
ثرثرة فوق النيل: مكتبة مصر، القاهرة، 1966م.
انظر أيضاً: حسن حماد: قصة العبث ورحلة البحث عن خلاص، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2011م.
(3) نجيب محفوظ: قلب الليل: مكتبة مصر، القاهرة، 1975م.
الحرافيش: مكتبة مصر، القاهرة، 1977م.
الطريق: مكتبة مصر، القاهرة، 1964م.
انظر أيضاً هالة فؤاد: طريق نجيب محفوظ بين الأسطورة والتصور، دار العين، 2006م.
(4) إبراهيم فتحى: العالم الروائى عند نجيب محفوظ: مكتبة الأسرة، القاهرة، 2012م.
(5) محمود أمين العالم: تأملات فى عالم نجيب محفوظ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2012، الطبعة 145 : 151.
(6) نجيب محفوظ: الحرافيش.
(7) نجيب محفوظ: المرايا، مكتبة مصر، القاهرة، 1972م، ص 352.
(8) نجيب محفوظ: الحرافيش، 21.
(9) السابق: 22.
(10) السابق: 28.
(11) السابق: 50.
(12) السابق: 63.
(13) السابق: 63.
(14) السابق: 63.
(15) السابق: 63.
(16) السابق: 63.
(17) السابق: 105.
(18) ينطبق هذا الحكم على نص الحرافيش، وهذا بخلاف رؤية أخرى قدمتها ط. لطيفة الزيات عن نموذج أمينة فى الثلاثية دراسة بعنوان" "المرأة فى أدب نجيب محفوظ".
(19) نجيب محفوظ: بداية ونهاية، مكتبة مصر، القاهرة، 1949م.
(20) نجيب محفوظ: الطريق.
وانظر أيضاً "نرمين الحوطى": "سقوط المرأة فى أدب نجيب محفوظ، ط6، 2006م.
(21) نجيب محفوظ: الحرافيش، 205.
(22) السابق: 189 : 193.
(23) السابق: 415.
(24) السابق: 197.
(25) السابق: 332.
(26) نجيب محفوظ: الكرنك، مكتبة مصر، القاهرة.
(27) تقدم هذه القراءة لطبيعة وجود المرأة فى رواية الحرافيش وبعض النصوص المحفوظية رؤية مغايرة لما قدمته "د. لطيفة الزيات" فى دراستها "المرأة فى أدب نجيب محفوظ" والتى انصبت على تحولات وتطورات المرأة فى الزمن والمجتمع المصرى فى عقود القرن العشرين.
الدراسة ضمن الرجل والقمة بحوث ودراسات، فاضل الأسود، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1989، 549 : 563.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى