الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدي المالح: الثقافة السريانية نهضت من كبوتها بعد سنوات من العزلة والحصار

حسين رشيد

2013 / 8 / 7
الادب والفن


قال إن روايته «في انتظار فرج الله القهار» بحثت فكرة المنقذ في الاديان
سعدي المالح: الثقافة السريانية نهضت من كبوتها بعد سنوات من العزلة والحصار
حوار: حسين رشيد
عن أهمية هذه الثقافة وكيفية إعادة تأثيرها في المجتمع العراقي، وعن دور مديرية الثقافة السريانية في إقليم كردستان بهذا الجانب، وكذلك الجانب اللاهوتي، وما يتركه من تأثير في الموروث الديني الشعبي في شتى الأديان، وتناوله في الأعمال الروائية، وعن كيفية استخدام البعد الديني والاجتماعي في العمل؛ عن هذه الموضوعات كان هذا الحوار مع القاص والروائي د. سعدي المالح مدير عام دائرة الثقافة السريانية في إقليم كردستان.


* بصفتك مدير عام دائرة الثقافة السريانية والتي تعدّ واحدة من أعرق وأقدم ثقافات وادي الرافدين؛ ألا تعتقد أنها ما زالت بعيدة، بعض الشيء، عن الاندماج في الثقافة العراقية؟
- إن الثقافة السريانية، وإلى فترة قريبة، كانت منزوية في الكنائس والأديرة وبين بطون المخطوطات بسبب الحصار المفروض عليها من قبل الحكومات السابقة، من خلال فرض ثقافة قومية وحيدة، ومتعالية، على جميع ثقافات الشعب العراقي الأخرى، وأيضا بسبب إهمال تدريس اللغة السريانية في المدارس والجامعات حتى بين أبنائها. لكن هذه الثقافة العراقية العريقة تمكنت، في السنوات الأخيرة، من أن تنهض من كبوتها وتستعيد بعض العافية، لاسيّما في إقليم كردستان حيث بدأ تدريس السريانية في المدارس منذ ثمانية عشر عامًا، وكذلك نشر الكتب والمجلات منذ أكثر من عقد، ثم في عموم العراق بعد التحولات التي حدثت في عام 2003. لكن لا يزال هذا النهوض، في كثير من الأحيان، خجولا وفي حاجة إلى دعم كبير وقرارات جريئة في فتح أقسام تدريس اللغة السريانية في الجامعات والمعاهد، وأيضا فتح كليات خاصة بالدراسات السريانية من فلسفة وتاريخ وعلوم وغيرها، إنْ في كردستان أو في عموم العراق. ولتحقيق الاندماج في الثقافة العراقية، نحن في حاجة، بوصفنا عراقيين، إلى تدريس السريانية كلغة ثانية في جميع أقسام اللغة العربية في الكليات والجامعات، لأنها لغة سامية، وهي والشقيقة الكبرى للعربية، وتشترك معها في الكثير من المفردات والصيغ الصرفية، والبنية النحوية، والفضاء الثقافي، وهذا ما يراعى بالفعل في معظم الجامعات العالمية حيث تدرس العربية واللغات السامية الأخرى كالعبرية والسريانية؛ بعضها إلى جانب بعض؛ بما في ذلك الجامعات السورية واللبنانية، في حين تدرس الفارسية كلغة ثانية في الجامعات العراقية، برغم أنها لا تنتمي إلى اللغات السامية، ولا تشترك مع العربية إلا في بعض المفردات المستعارة منها.

* ما الخطوات التي أعدت لذلك من قبلكم؟
- بالنسبة الينا كسريان ينبغي أيضا أن نؤدي دورًا أكثر فاعلية في ترجمة نتاجاتنا السريانية إلى العربية والكردية واللغات الأخرى، وإيصال صوتنا الثقافي إلى جميع العراقيين عن طريق مؤسساتنا الثقافية، الرسمية والاجتماعية، وكذلك عن طريق عقد حلقات دراسية ومؤتمرات ومهرجانات شعرية ومحاضرات وغيرها من النشاطات. نحن، في المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، نظمنا بعض الحلقات الدراسية في هذا المجال وترجمنا بعض الكتب من شعر وقصة وتاريخ إلى العربية والكردية لتعريف الشعب العراقي بنا، ولدينا خطة طموح لترجمة المزيد من الكتب وعقد ندوات وحلقات دراسية أخرى.

* في روايتك «في انتظار فرج الله القهار» هناك خلط في العنوان بين الشعبي واللاهوتي، وانتظار المنقذ الذي تناولته عبر مختلف الأطياف العراقية. ماذا أردت القول من وراء ذلك؟
- إن الموروث الشعبي المتناقل جيلا بعد جيل هو نتاج الموروث اللاهوتي المتجذر في الفكر الديني العراقي منذ آلاف السنين؛ منذ السومريين والبابليين والآشوريين، ومن هذا الفكر الديني القديم انطلقت المفاهيم اللاهوتية الأخرى في الديانات السماوية الثلاث؛ اليهودية والمسيحية والإسلامية، وانتظار المنقذ في جميعها هو واحد؛ سواء أ كان الموشياح أو المسيح أو المهدي فهو المنتظر- الذي ينهض من العالم السفلي في جميع الأساطير النهرينية مهما اختلف اسمه. ومن الطبيعي أن يمثل جميع الأطياف العراقية لأن العراق هو الأرض التي نبتت عليها هذه الفكرة أولا، وأصبحت موطنا لهذه الاديان التي نؤمن بها ثانيا. في الرواية سعيت لتتبع مسار هذه الفكرة من جذورها الأصلية وكيفية انتقالها إلى المعتقدات الدينية، ومن ثم دخولها في أذهان الناس وتصوراتهم.

* هناك مزج أيضا بين الديني المنتظر، والواقع الاجتماعي الذي يغلب عليه الظلم؟
- عادة الطبقات الاجتماعية التي تعاني الظلم والقهر الاجتماعي والعسف بشتى أشكاله والفقر، هي أكثر إيمانا بهذا المنتظر الذي تعتقد أنه سوف يخلصها أو ينقذها من الظلم الذي تقع تحته. وحتى الفكر الديني نفسه يمزج بين موعد ظهور المنتظر وتفاقم الفقر والظلم والجور والفساد والقتل والحروب وغيرها لتبرير مجيء المخلص، وإنقاذ الناس من واقعهم المأساوي وهذا أمر طبيعي أن تتناوله الرواية أيضا وتبرزه.

* ترجمتَ بعض الأعمال عن الروسية والانكليزية والكردية، هل يمكن اعتبار الترجمة من اهتماماتك الاولية؟
- ليست الترجمة من اهتماماتي الأولى، لكن في مرحلة من المراحل كنت أكثر اهتمامًا بالترجمة، لا سيما عن الروسية والإنكليزية عندما كانت تعد وظيفة ومورد رزق لي، لاسيما حين أمضيت بضع سنوات في روسيا وسنوات أخرى في كندا. وترجمت في هاتين المرحلتين كتبًا لا أعد بعضها ذا أهمية، لأنني لم أكن أختارها، وأنما كانت تفرض علي. غير أن بعضها كرواية «ويطول اليوم أكثر من قرن» لجنكيز إيتماتوف و«ناموس الخلود» لنودار دومبادزة و«السيل الحديدي» لألكسندر سيرافيموفيتش المترجمة عن الروسية و«أدب الأطفال السويدي» المترجم عن الانكليزية، تعد من الترجمات المهمة بالنسبة لي. أما الترجمة من الكردية فأمارسها كهواية بين حين وآخر؛ استمتع بما يعجبني من شعر أقرأه، وأحاول ترجمته بحيث أحافظ على روحيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي