الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الستار ناصر ... ابو عمر وداعا ...

ذياب مهدي محسن

2013 / 8 / 7
سيرة ذاتية


في عام 1971 تعرفت على هذا الشاب المفعم بالحيوية والنزغ الشبيبة والنرجسية المتعالية ولكنه كان عاشق عراقي لا بل عاشق بغدادي او اكثر نه عاشق مناطقي اي ( محلاتي ) فهو ابن الطاطران شارع الكفاح في شارع أبي نؤاس كان مقر مجلتي وكنت اتردد عليها هناك كان يعمل كبار فنانين الشبيبة العراقية كبارهم الان فنا وابداعا طالب مكي ، صلاح جياد ، فيصل العيبي ، عصام الجبوري ، بسام فرج احيانا ، واخرون وكان الراحل عبد الستار الناصر يتردد هناك مرة للكتابة ومرة اخرى لا اشياء اخرى ؟؟ المهم بعدها التقية مابين بين اتحاد الادباء في اماسيه الاربعائية او في ليالية المخملية في العطل الاسبوعية او المناسبات التي يقيمها كان عبد الستار متميز بكل شيء وهو كذلك ميزته معتد بنفسه كثيرا نزق مبدع عاشق تراه في الكثيرا يحمل التكبر ؟ ربما شعورا بالنقص العائلي ولكن في اعماقه انسان شفاف يهرب لخمرته ونزواته مابين لعب القمار واحتساء خمرة المساء والنهار ، كان زير للنساء ، نعم انه كذلك ثلثين عقله وابداعه هي ( الأنثى ) ومن بعد هروبنا ما بعد ( تفليش الجبهة بغدر البعثفاشستي وبأمر من نزيل مجاري الصرف الصحي أبن زانية الليل صدام النكرة ) ومن بعدها حروبه العبثية القذرة من كلا الصوبين ! ومن ثم هربت الى عمان وجدته فيها وكان قد تحول الى قنبلة متثورة ملتهبه بكل معنى الكلمة ، كتب بصراحة متناهية ، لعن الناس ووالدية ونفسه والقدر ، كتب بوضوح وفضح النظام الفاشي البعثي وقيادته ، وهو من هو بالنسبة للنظام قبل ذلك ؟؟ المهم في عمان نلتقي يوميا ، 7 سنوات عجاف كان قلم ثوري لا يخاف كلما التقيه ، ها ابو عمر كيف الحال والاحول ، يضحك لا شيء سوى هذا السؤال متى يتغير الحال ؟ اضحك اتمازح معه ، اريه بعض كتاباتي الشعريه يستحسنها ، لكن دائما يقول رحمه الله لي لم ينفع ولم يكن مجديا الآن الشعر ، لا توجد ساحة تسعه والتطور ذاهب الى مناحي الميديا والانترنيت اتساعهما ، اكتب لنفسك وانشر ما يعجبك ، بس لا تنحاز للسياسة في النص الشعري خليك ( حر ) نعم سمعت كلامك يا ابا عمر ولذلك لم اكتب سوى للمرأة شعرا فقط لقديستي الأنثى كتاباتي ، لكن سخرت قلمي اخدمة شعبي ووطني ولا زلت على درب الشعب ملتزما ، كنت اوصل له طريق الشعب والمجرشه وبعض ادبيات الحزب السرية التي تصلني من مكتب الحزب الشيوعي في دمشق ، كثيرا ما عرفني على مبدعين عراقيين شفاف ومحب ومتعاون حين يكون عنده ما يسعه للتعاون وكانت هدية حسين هديته للأدب العراقي والابداع وهو لم ينقطع عن ابنائه الثلاثة من طليقته واكبرهم عمر ، كان حريصا عليهما يمنح لهم ويغطق عليهما مايجود به قلمه ونشره في بعض الصحف وخاصة في الزمان اللندنية ، لقد ساعده سعد البزاز لسنوات كثيرة لكن قبل سقوط الصنم البعثفاشستي صدام اخذ سعد البزاز يبتز حقه او قلل اجره ولا اعرف السبب ، وعبد الستار لم يكترث ولم يعاتب وظل صامدا ومن اشهر المعارضين للنظام في تلك السنوات ، نشر روايته ابو الريش ، هدد من قبل ازلام النظام وتوابعهم من ابناء عاهرات فلسطين ومن بعض مخابرات الاردنية ورجالاتها ، لم يهاب ولم يخاف ، ولم اجده في الكثير يتحفظ او يحذر منهم ، مستقيم في ضيافة الاردن ولا يسيئ على قانونها او يعترض على مملكته ، لكنه كان سيف سليط على النظام البعثفاشستي وصدام ، وبقينا نتواصل ونحضر معا اماسي ونحتفي بالزائرين المبدعين العراقيين ، وللتاريخ كان بيت القاص الصعلوك المبدع علي السوداني مضيف ومتشرف بكل من زار الاردن من اسماء العراق وما بيت الكاتب الاديب والصحفي البيب الشاعر على عبد الامير عجام ، كان عراق بابلي مصغر فيه نلتقي ونجتمع للادب وللمحبة وللتوافق وللوفاق ، رغم بعض الحساسيات هنا وهناك ! اللالتزام واختلاف الاراء ... لكن كان بيته يستقبل الهاربين ويساعدهم في الغالب ومنه يودع المستوطنين في جغرافية اخرى سميناها اوطان اخرى وسماوات اخرى وكان الوداع بكلمة الى اللقاء فمن وفى لعلي عبد الامير ومنهم من انكر الجميل ، علي عبد الامير سليل عائلة لها جذورها وأصالتها بالابداع والشرف والوطنية والتحضر فهو على هذا المسار ، ومن حقه ان يعمل كيفما يقتنع ، كثيرا ما حدث تفاوت بالرؤيا وتقاطع بالعمل لكنه وللتاريخ انه ساعد الكثير الكثير من العراقيين المهجرين في محنهم ومحنتهم وخاصة في طلب اللجوء وما بعده ان كان رفضا او قبولا ففي كلى الحالتين نجده مساعدا لهم ، كان صحفي ومبدع ولقد اصدر مجلة جميلة ادبية واسس هناك اتحاد ادباء تابع لجهة سياسية ( الوفاق ) في الغالب اراد ان يتمرد على النخبة المتقوقعة في نرجسيتها وبرجها التي تعتقد انه عالي فراح علي عبد الامير عجام يلملم شتات الشباب المبدع ويستنهض هممهم في المعارضه الفكرية والادبية والسياسية انه نضال في صيغ اخرى في مكان كان للنظام فيه محبة وعشق لحد العبادة والتقديس في غالب شعبه الاردني العشائري والفلسطيني المشترى بالمال والفكر القومجي العروبي لتحرير بلدهم انها اكبر اكذوبه اقتنع بها الشعبين العربي الاردني والفلسطيني لذلك قدس صدام من قبل النظام الاردني وللمصالح جذوتها وخصوصيتها وفي هذا الجو الموبوء كان علي عبد الامير عجام يبدع وناضل ، وكان عبد الستار الناصر اكثر معارضه صريحة وواضحه امام كل من يأتي من العراق زائرا او من المعارضين ، كان ابو عمر شعلة وهاجه لكونه ممن اطلع على هؤلاء الوافدين بمعنى عارفهم وخابرهم ولهذا الفصل من مدونة لي حولي سنوات هروبي ولجوئي الى الاردن ، اوراق كثيرة فيها للنضال الجزء الاكبر وما تعرضت له من قبل المخابرات الصدامية وتوابعها من المخابرات الاردنية الكثيرة ، لا اكتب عن نفسي فمن ساعدته من افراد وعوائل لا اريد ان اعدها لكنه العشق العراقي ، فشكرا لوالدي على تربيتهم لي وشكرا للحزب الشيوعي العراقي الذي هذب مواهبي وغذاني بالفكرة الوطنية وروح المواطنة والانسانية فاصبحت عضو شيوعيا فاعلا ، ولازلت في عشقي العراقي مات الصديق المبدع عبد الستار الناصر لكنه خالد في ضمير العراق تاريخ ونضال وحياة ... صديقي ابو عمر اشهد انك عشت عشت الحياة فلا زلت خالدا ما بقي العراق .
عبد الستار ناصر هو كاتب الحب والعشق والمرأة ، امتلك ملكة ابداعية ومخزوناً ثقافياً وادبياً وروحاً انسانية مرهفة ، وتناول في اعماله القصصية والروائية مواضيع واقعية وقضايا اجتناعية وانسانية مستمدة من البيئة العراقية وهموم الناس اليومية . تميز بالأداء التعبيري الوصفي الحسي وقوة السبك ، ومقدرته في استخدام وسائل التكنيك الفني الحديث في القصة القصيرة ، واستغلال حركتي الزمان والمكان ، وتقديم رؤية فنية من خلال نماذج بشرية واجتماعية متباينة . في اعتقادي هو افضل كاتب قصة عربي وهو من كتاب القصة العراقيين المميزين لكن ليس افضلهم !؟
عبد الستار ناصر كتب عذابه الشخصي ووجعه وبؤسه وقهره من داخل جسده ، ورسم الواقع العراقي بكل ما يجسده من احساس بالظلم والألم والتوق للحرية والمستقبل المشرق الأجمل ، ومات في غربته بعيداً عن الوطن وديار الأحبة وتراب العراق ، الذي ودعه حين خرج منه بالعبرات والدموع ، وارتبط به ارتباطاً روحياً ووطنياً ووجدانياً وثيقاً . وبرحيله يخسر القص العراقي واحداً من أعلامه واسمائه المرموقة حبيبي وصديقي ابو عمر هل اوفيت بهذا الموجز بحق سطر واحد من حروفك وانسانيتك عساي ان اكون مصيب ... رحمك الله وهو ارحم الرحمين ... الوطن يفقد مبدعيه اغترابا .... !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أسف من الاخطاء ؟؟
ذياب مهدي محسن ( 2013 / 8 / 7 - 11:30 )
احبائي بعجالة نشرت هذه الاوراق الذاتيه وحين تدقيقها لم استطيع تعديل اخطائها لذلك اطلب الصفح والمغفرة منكم اني خطاء في الاملاء لكوني عجولا في النشر اعذروني لطفا ... المهم المعنى سوف تجدونه واضح وصريح


2 - قل ولاتقل
عامر سليم ( 2013 / 8 / 7 - 13:51 )
استاذ ذياب المحترم
مرثيه جميله وذكريات عراقيه لكوكبة من حاملي الوجع العراقي
!!ليش هو ابن العوجه النغل خله واحد يرتاح
(وهاي دعابه اخويه تذكرنا بطيب الذكر العلامه مصطفى جواد( قل اعتذر عن الاخطاء ولاتقل من الاخطاء
وتقبل احترامي وتقديري


3 - حسنا عملت كمنت على بالي ونحن نهيل التراب على ابي ع
ابو حيدر الشروكي ( 2013 / 8 / 7 - 17:44 )
عزيزي ذياب
تاءلمت اشد الالم قبل يومين عند اخباري بوفاة اخونا استاذ عبد الستار ناصر فوجهت ايميلا لصديق قديم يملك صلات وسيارة وبحبوحة مادية وسرعان ماعمم ندائي-لبيرئ نفسه من التبعات-فاتصل بي مشكورا احدهم من ال بابان وزودني والاخرين برقمي تلفون احدهما لاختنا ا هديه والثاني لشخص شهم اسمه سامر سلمان فلم تنجح محاولاتي
ويعد ساعات اتصل بي سامر معتذرا واعطانب ا هديه لمكالمتها وحقا كانت مرتاحة جدا ولانني مريض وبعد عمليه اعفتني من حضور الجنازة وموعدها في مدبنة هاملتون البعيدة عني باكثر من 100كم وهكذا قدمت نداء لمن يذهب للتشييع من منطقتنا وباني مستعد للوصول اليه بالباص مختصرا المسافة فلم يتبرع احد بالبعكس فاءن-الزعاماتالدمقراطية-كلفتني بالتعزية باسماها واطلعت على هذا بعد التشييع
تلفنت لاخ عراقي مسيحي من جيلي وعرضت عليه الامر فبادر الى اخذب لجامع هملتون الذي وصلناه قبل الجميع ولم يسبقنا اليه الا سفير العراق بكندا د عبد الرخمن الحسيني الذي حضر مشكورا كمواطن عراقي واكاديمي وممثل للعراق وكان رجلا دافئا ومتواضعا جدا ثم اخذ تدفق المشيعين منهم عدد محترم من باقة السنترال بعضهم جاء من اميركاوبمقدمتهم كمال


4 - لقد دفنا ياذياب المبدع ابو عمر في تراب كندا لاصرار
ابو حيدر الشروكي ( 2013 / 8 / 7 - 17:59 )
في الواحدة -سب التوقيت الكندي ظهرا اخذ بتكاثر عددنا بعد وصول الجثمان الطاهر للجامع وكذالك زوجته ا هديه وابلغونا بالصلاة الساعة الواحدة والنصف وقد اشتركت بها رغم انني-على العكس منك ايها الشيوعي المؤمن-ولكن خطيب الجامع هداء من روعنا ان الصلاة ستكون وقوفا وبترديد التوحيد ثلاثا وقراءة الحمد-وهذه اعرفها من الطفولة
فانجزنا الصلاة وكثر عددنا بانظمام عدد من المؤمنين من القارة الهندية ثم توجهنا في الثانية الى المقبرة وانا بصحبة صاحبي المسيحي الذي ذكرني بانه كان يعتقد ان احد سيمنع غير المسلمبن من دخول المسجد واخبرنا التوجه الى مقبرة المسلمين8كم منا وخفت ان نتيه فالتجاءت الى دكتور في الفنون بصراوي على نجفي من ايام ثورة العشرين اسمه د عبد الفتاح ومعه طبيب اسنان فمشوا على تؤدة امامنا علما ان ا كمل ناداني بباب الجامع ب يا شيخنا تفضل نوصلك فشكرته ووصلنا المقبرة سالمين والقبر جاهز وبداءت مع السفير وبعض الختيارية باهالة التراب على التابوت وهوفي اعماق القبر
ثم خطب رجل دين مهددا العصاة من نار جهنم ومتمنيا لفقيدنا الجنة التي حرم منها تماما في دنيانا هذا وكان مجموعة سنترال الوحيدة الباكية على صديق طيب قديم


5 - شكرا ايها الشروكي النبيل
ذياب آل غلآم ( 2013 / 8 / 8 - 07:33 )
د . ابو حيدر يارفيق الاغتراب وصديق كل الاحباب رحمة الله على أبي عمر عبد الستار الناصر وجزاك الله خير الجزاء فانت ابو الهمة والروح الوطنية ومبروك صلاتك وقوفا ولقد اغبطت قلبي وانت ممن تودع اخونا وصديقنا المبدع الراحل عبد الستار الى مثواه الاخير انا لله وانا اليه راجعون ... شكرا لك يا ايها الشروكي النبيل لا بل انت الرفيق والفارس النبيل مشكور جدا منك حبيبي د ابو حيدر ... اخوكم الشيوعي المؤمن .. والعاشق العراقي ... تحياتي

اخر الافلام

.. نزوح مئات العائلات على وقع غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لب


.. مسؤول إسرائيلي عن استهداف حسن نصرالله: نقطة تحول في الصراع ل




.. حزب الله يقصف مستوطنة إسرائيلية


.. الجيش الإسرائيلي يشن غاراته على مناطق بالضاحية الجنوبية




.. القبة الحديدية تعترض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان