الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المخرج في عروض مسرح الحلة

سرمد السرمدي

2013 / 8 / 7
الادب والفن


أن الأهداف المنشودة من هذا النقاش حول الإخراج ذاته قد لا تخرج من دائرة البحث عن دور أفضل للفن المسرحي في رفد المشهد الثقافي بالوعي الاجتماعي الذي يعول عليه في بناء مستقبل أفضل للواقع العراقي بشكل عام, وحينما يحاول المتابع رسم حدود موضوعية لإقامة نقاش حول مستوى فن الإخراج المسرحي لا يتم بالضرورة الخروج عنها إلى باقي عناصر الفن المسرحي لكي لا تكون نتائج النقاش مجرد آراء عامة في فن المسرح, وحتى يكون للنقاش أسس موضوعية لابد لها من حد زماني ربما كان المعاصر منه هو الأجدى بالنقاش, والذي يتجسد في ما جاد لنا متابعته من مسرحيات ما بعد 2003م, إلى غاية مسرح 2013م وقد يجسد هذا الإطار عشرة سنوات تبدو ملائمة لدراسة فن الإخراج المسرحي في بابل, على أن هذه السنوات التي خرج فيها الفن من تحت مظلة الرقابة تبدو كافية لاستخراج نقاط يمكن النقاش حولها نحو نتائج تفضي إلى رفع مستوى الأداء المسرحي بشكل عام. حينما نتجه بالنقاش حول الإخراج الى مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش, والتي عرضت من على مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل في يوم الاثنين 18-03-2013م, يظهر الصراع بشكله المبسط من خلال ما تم تقديمه من اداء جسدي, كان واضحا جدا ان هنالك صراع بين شخصيتين جسدهما الممثل حسين الدرويش والممثل اصيل عساف, وهما من ابرز نجوم التمثيل الصامت اللذين وجدوا لهم طريقا خارج عباءة الرقص الدرامي اخيرا من ضمن طلبة قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة, كما كان واضحا جدا ان هذا الصراع حول الكرسي لا غير, الا ان ما كان واضحا اكثر للدرجة التي انسى المتلقي الفكرة الرئيسية هو تلك التفاصيل الممثلة التي لا تذهب بها خطة الإخراج الا لمجهول ثم تعود للفكرة المبسطة حول التغير المتوقع في شخص من يعتلي الكرسي, أي كرسي يتيح التحكم بمن لا يجلس عليه, وبنفس الوقت يتحكم به, الا ان من تلك التعبيرات ما يجب الوقوف عنده كمنارة لهذا العرض المسرحي في طريقه تجسيده لفكرته الرئيسية التي ابتدأت منذ قراءة العنوان الذي ولو انه يبدوا مسرحية بحد ذاته, حيث اكتمل فيه المعنى بانتماءه للنص المغلق ,لكن لا يوجد ما هو مفتوح اكثر من نص مغلق احيانا. عندما نتناول بالنقاش مسرحية مونودراما للمخرج شاكر عبد العظيم, التي عرضت من على خشبة مسرح تسعى نقابة الفنانين في بابل بتاريخ 2013-06-08 م , نفتقد عند البحث عناصر العرض المسرحي الرئيسية, لا نص لا تمثيل لا تقنيات لا اخراج, بالطبع هي كلها موجودة لكن ان لم تقدم لنا عرضا مسرحيا فهي لا تشكل الا مسميات في ورقة التعريف بالمسرحية التي توزع على الجمهور الداخل اليها بكل تأكيد, فالنص يراد به ان يكون او ان نتصوره سيناريو حركي صامت يعتمد في الواقع على ما جادت به خطوات الممثل حسب الظروف, أي كم مسمار يتعثر به وكم مرة يخجل مما يفعل ويخفض رأسه او يغمض عينه لكي لا يلحظ اشارة امتعاض من قبل الجمهور, والدليل عدم امكانية اعادة هذا الأداء التمثيلي دون ان يغير به الممثل الشيء الكثير, وهو ذات الممثل الشاب أحمد الذي اختاره المخرج شاكر. عند مناقشة الإخراج عرض مسرحية القرية الذي قدم بتاريخ 2012-10-28 م من على خشبة مسرح مستحدثة خصيصا لإقامة احتفالات محلية بمناسبات مختلفة, في احد كازينوهات مدينة الحلة, لتحديد تعامل الممثل حسن عداي مع الإخراج في هذه المسرحية, يكون لزاما الفصل بين رؤيته كمخرج وكممثل للنص الذي كتبه قاسم العويدي على شكل حكاية شعبية, قام بتجسيدها حسن عداي اخراجا بتوريطه الجمهور في عملية نزع الذاكرة لزاما لكي يتسع المجال المطلوب لأعادة صياغة الحدث, لأن جغرافية مسرح حن عداي لم تخرج من الية التبسيط في استثماره الرمز لكل المكنونات التي تريد مسرحيته ان تتحدث عنها من خلال الحوار, لذا اتخذ ذات منهج التبسيط في استدلاله لخطوات واقعية خطت ملامحها بوضوح مما انعكس على استرخاء الممثلين جميعا, وكان لوجود حسن عداي كمجسد لدور البطولة بينهم اثرا كبيرا على ذاك التدفق المعنوي الذي ينهمر من بين المعايشة الطويلة لأجواء التمارين حينا ومن خلال العلاقة بينه وبين الممثلين خارج الخشبة, مما حدا بالأرتجال ليتمثل في اختبار للقدرة على المواصلة بطرح النكتة واستثمار الموقف, وكثيرة هي المواقف التي يقع فريستها الممثل اثناء عرض مسرحي لجمهور غير مقيد بأي شكل كأن يكونوا طلبة في كلية او مدعوين لأحتفاء نقابي او حزبي, وهذا مما اضفى صعوبة اكبر على اداء حسن عداي في كونه تمرس على التنوع الجماهيري لصالة المسرح, واصبح لهذه الخبرة منهج يستطيع الأعتماد عليه شخصيا في التمثيل كما الخراج من خلال توحيد الممثلين معه على رؤية فنية معينة لهذه لهذا العامل المؤثر بشكل رئيسي على سير المسرحية وقدرتها اخيرا على النجاح, اتجه الممثل حسن عداي ليستثمر خبرته المسرحية وذاكرة الجمهور الذوقية في عملية مزج ناجحة ليتمكن خلالها من الوصول الى نتائج مرضية له على صعيد استمرار التفوق القياسي الممتد في بيانات اقتصاديات مشروعه المسرحي, وكانت لدلالات شخصيته الشعبية الطابع اثرا في اثراء تفاصيل المشهد بكل ما يتمكن من استثماره, وقد توضح ان تجاربه المسرحية الجادة لم يكن لها ذاك الأثر الفعلي وخاصة تلك الدراسة النظرية, على تمكينه من تطوير ادواته كممثل ومخرج, لأنه عاد ليحاكي ما يطلبه الجمهور, لا ما تطلبه النخبة, وبين هذا وذاك, كان الأقتصاد واضحا في حركة الممثلين التي تمحورت حول مايكروفون معلق ليتمكن الصوت من ادراك الجمهور, كذلك تمادت الحركة الموضعية في اسهابها بحيث كانت على حساب التوزيع الجغرافي العام للخشبة, الا ان الأعتماد كان بالفعل على وجه الممثل والتعبيرات التي تكلمت حكاية المسرحية من خلاله, كذلك تلك الأنعطافات الصوتية التي تعكزت على رغبة الجمهور بالتكرار, فقد نادى حسن عداي بمسرحيته اداء تمثيليا حاكى من خلاله تقنية مشاركة الجمهور في صياغة تفاصيل العرض المسرحي من خلال التركيز على نقاط معينة تتمكن من جذبهم لشباك التذاكر, الا انها تمكنت من جذب الأداء التمثيلي ليكون اداء تقديميا للدور اكثر منه الدور من خلال الممثل, وذلك المنحى لا ينقص من اهمية التجربة شيئا على صعيد فن التمثيل بل ان القياس الفعلي هو استمرار هذا الأداء بالقدرة على محاكاة الجمهور مسرحيا, وهذا ما حدث بالفعل. قد تكون المشكلة التي نحاول النقاش حولها ممتدة في عرض صفحات تأريخ المسرح وطولها منذ بدأ الحديث عن خصوصية فن الإخراج وخاصية المخرج وأسس الاختصاص التي تقوم عليها وظيفته في العرض المسرحي, إلا أنها يمكن أن تختصر بالسؤال عن إمكانية التعرف على ما تكشفه لنا طرق تعامل المخرجين مع عناصر فن المسرح في العروض المسرحية التي تقدم من على مسارح مدينة الحلة مركز محافظة بابل العراقية, أن أهمية فن الإخراج المسرحي لا خلاف حولها بوصفها أحد أهم العناصر الجوهرية التي تميز هذا الفن عن غيره من الفنون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل