الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنازع السلطوي والاغراق في الفساد واضطرابات الامن وضياع العدالة الى اين ؟

وسام الفرطوسي

2013 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



لم يكن عند عامة الناس من وسائل التعبير عن احساسهم بثقل السلطة المتنفذة وغير المتنفذة في العراق سوى الوقفات الاحتجاجية التي تعتبر المتنفس الوحيد بالنسبة اليهم ,وحتى هذه الوقفات سرعان ما تُسيس وفق ما ترموا اليه الاحزاب السياسية والتيارات المتربصة, وهذا ما تسبب بالتناحر السلطوي وخلق الازمات المتكررة فيما بين الكتل السياسية حتى على مستوى المكون الواحد او المثلث الواحد ,لذا كان من المنطقي ان تحدث الانعكاسات السلبية في الدور الحكومي , وينتج عنه الاغراق في الفساد الاداري والسياسي والاقتصادي ومن ثم الاضطراب الامني وضياع العدالة, فإن الكيان الذي ابتنت عليه الدولة تبلور وفق الصراع المصلحي الذي يهدف الى صنع الحزب والكتلة دون صنع المتغيرات الايجابية التي تسهم في انتعاش البلد وانقاذه من دوامة الازمات , غير ان كل هذا لم يحدث الا في ظروفٍ الجميع فيها يدعي انه على قدر المسؤولية بالدفاع عن الحقوق وارساء العدل الاجتماعي ,ولم يروا في التعددية السياسية الا تلك المفاهيم الاصيلة التي تسير وفق المنطق الدستوري للبلاد من جهة نظرية امتزج بها اسلوب الظهور الاعلامي والدعاية الترويجية , فعلى الرغم من صراخهم المدوي بالمساواة والحرية والعدالة ,والذي اشار اليه دستورهم قبلهم , فإنهم اسرع ما يكونوا الى صنع الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ,من خلال التعميم الذي يُمليه الحزب لتمرير سياسته وبالتالي تكون النتائج وخيمة على الدور السياسي لكل المكونات ,لعدم وجود الرقيب الذاتي الذي يرسم للعملية السياسية ابعادها الستراتيجية بوعي عال واحترام للقوانين الدستورية , وما بين هكذا تفكير وهكذا نتائج سلبية اصبح البلد في دوامة من الاضطرابات لاترى لها مخلص الا حكومة الفرد الواحد او الحزب الواحد ,اذا ما كان دكتاتوريا .وهذا ما كان اثره على ثقافة الفرد العراقي من ان النظام السابق الذي مر به العراق في مرحلة ما قبل 2003 كان ارحم بكثير مما سببته وتسببه تعددية اليوم ,على الرغم من اسلامويتها واعتبارها الممثل الدعوي لمنهج الاسلام . فأي خطاب مهزوم تمثل بتعددية المكونات وأي نتاجات أسفرت عن سياساتها الدموية وأي ثقافة شعبية ترتبت على إثرها سوى تلك التي تؤمن بالرجعية والامبرالية بدلا من التعددية التي تعتبر وفق معايير اليوم الحديث افضل ما وصلت اليه نتاجات الديمقراطية . فهل من المنطقي ان يصير البلد حقلا للتجارب السياسية غير الواعية بمفهوم المساواة والعدالة والتي لم يعي منظروها سوى ثقافة الاقصاء وابعاد الاخر وهل من المعقول ان تستمر تلك التجارب بذريعة التقدم نحو الافضل على المدى البعيد , فاي ضحك على الذقون اذا ما استمرت تلك السياسات تحت مسمى الديمقراطية والتعددية .خصوصا وان تعددية اليوم في العراق حققت تمردا واسعا على القيم والمبادئ الدستورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع