الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرض المعارضين المزمن

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مرض المعارضين المزمن
محمد الحاج ابراهيم
سياسيو الفاتورة الجاهزة لازالوا على قيد الحياة، ويحاولون حتى اللحظة الأخيرة الإساءة لسمعة الوطنيين الشرفاء من أبناء وطننا العزيز، وذلك عبر الترويج بصفات لا تليق بهم، وهذه الشريحة اللاهية بسمعة الشرفاء على ما يبدو أنها موجودة لدى كل المستويات السياسية.
منذ أيام كنت أجالس شخصا معروف بوطنيته الصادقة، ما أن تركته حتى جاءني متطوع من أهل الخير والسياسة ناصحا إياي عن مُجالسي ومُدّعيا علاقة المُجالس بالأمن!!!، وعلى ما يبدوا أن المتطوع أدمن هذه الحالة ولم يُسأل أي سؤال استفساري من قبل، لذلك جاء يُمارس الأسلوب نفسه حتى فاجأته بسؤال من أين معلوماتك؟،أجاب من مصادر موثقة، قلت له هل أنت متأكد من المصدر، قال:نعم،سألته عن علاقته بمُجالسي، نظر إلي نظرة لوم وقال:أنصحك عنه وتسألني عن علاقتي به،قلت له:إذاً أنت على قطيعة معه، قال: لايمكن أن أقيم علاقة مع هؤلاء العملاء، قلت: بقى أمامي السؤال الأخير وهو: طالما أن كل شيء عندك موثق وأنت على قطيعة مؤكدة بهذا الوطني، أفهم من ذلك أنه لم يبق غير الأمن مصدرا لمعلوماتك، هل أنت على علاقة بالأمن؟،قال بغضب:أنا؟؟؟،قلت:نعم أنت، صَمَتَ، فقلت له:ماقُلتَهُ بحق هذا الوطني لايدين غيرك،ولو اعتمدتُ كلامك لقلت لك: من فمك أدينك، واعلم أن هذه التهمة وغيرها من التهم عندما لاتكون موثقة يعود أثرها السلبي على مُروّجها وليس على المُتّهم،متمنيا لك الصحة والنقاء.
ينسى الكثير من موجهي تهمة العمالة للأمن أنهم أول المُدانين بهذه التهمة، لأن المعلومة الإخبارية تأتي عبر طريقين، الأول: من المُخبر نفسه إن كان مُخبرا، والثاني: من الأمن، فهل يُقدم الأمن معلومة عن عميله إلاّ لمن هو أهم من العميل؟، وهل يُقدم العميل معلومة عن حركته السرية إلاّ لمن وافقه طريقه، وأفترض خيارا هو: أن صاحب الادعاء يعاني من مرض نفسي عارض أو مزمن، أو أنه يقبض من جهة معينة أجرا مقابل الإساءة لسمعة هذا الرجل الوطني المشهود له بوطنيته، وهناك افتراضا آخر مضمونه أن حساسية شخصية قائمة بين المُدّعي والوطني أدت إلى مثل هذه التهمة، وهذه بحد ذاتها تُعبّر عن قيمة أخلاقية مُنحطة للمُدّعي، وانحراف نفسي بكل ما للكلمة من معنى.
المُشكلة الأساسية أن مجتمعنا يعتمد عبادة الله بكل أشكالها، لكنه لا يعتمد نصا قرآنيا يقول: (( إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا))، والبينة أساس المحاكمة العادلة للناس، وهو ما يدعوا له كل من اعتبر نفسه قد قرأ كتابا أو جلس جلسة ثقافية.
إن التحرر من هذا الشكل من الاستلاب للشائعة نقطة تحول حقيقية في المجتمع، أي أنها تُساهم في قوننة العقل ومساعدته على التبيان ليعم الإنصاف مُفرّقا بين الظالم والمظلوم، وبين المُتّهَم والمُدان، وينزع الغبن من المجتمع، ويغلق الباب على من تسول له نفسه الإيذاء بغيره، فيتحرر المجتمع من التخويف المصطنع، الذي تعمل الأنظمة الحاكمة على نشره بين المواطنين عبر ركائزهم من طابور((الخَدَمْجِيّهْ)) المجانية أو القابضة مقابل الخدمة، وأؤكد على الجميع أن هذا الطابور له حل واحد، وهو المواجهة الصعبة له عبر فضحه، وليعلم الجميع أن نصائح الابتعاد عن الوطنيين لاتأتي من شريحة الشرفاء، بل من نقيضها، تلك الشريحة التي تحاول جاهدة تشويه سمعتهم، كي ينفضُّ الناس من حولهم وينتهي تأثيرهم في المجتمع،ولا يسيء للوطني من كان وطنيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على