الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخلف الاجتماعي .. قهر الانسان و موته

حسنين سلام

2013 / 8 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة في كتاب ( التخلف الاجتماعي ) مدخل الى سيكولوجية الانسان المقهور للكاتب الدكتور مصطفى حجازي

كان و لا زال التخلف الاجتماعي في جميع اشكاله و صوره ومسبباته يعصف ببلدان العالم الثالث و يجعل منها مقبرة للأنسان المتخلف هناك و اداة لقهره و موته و يعود التخلف الاجتماعي الى اسباب عديدة جاء لتفصيلها الكاتب مصطفى حجازي اقتصاديا و اجتماعيا و نفسيا و اعتبر التخلف نفسيا أخطر انواع التخلف رغم انه نتيجة للتخلف في انواعه و اشكاله الاخرى و السبب الرئيسي هنا في اعتقادي ان الانسان المتخلف في هذه المرحلة يكون قد تشرب التخلف و اصبح جزءا طبيعيا من وجوده فحين يتبنى الفرد التخلف في جميع جوانبه يكون جزءا من طبيعته و نفسيته لذلك تنعدم محاولاته للخلاص من تخلفه فقد اصبح ثقافة و وعيا خاصا به و هو يؤمن بتلك الثقافة و يدافع عنها كأساس في حياته و تفكيره و طبيعته الفردية

و لعل السبب الاهم في بروز ظاهرة التخلف و تضخمها اجتماعيا للاجابة على تساؤل الكاتب بهذا الشأن هو التبعية بكل انواعها و اشكالها كواحدة من اهم اسباب التخلف في جميع جوانب الحياة و لا يقتصر الامر على التبعية السياسية في الانظمة الدكتاتورية فحسب بل هناك تبعية و خضوع و رضوخ للسيد بكل عناوينه السيد الاب السيد الاخ السيد الزوج بالنسبة للمرأة السيد صاحب الارض بالنسبة للفلاح السيد رجل الدين بالنسبة للفرد المتدين السيد الاب بالنسبة لابنائه السيد المعلم بالنسبة لتلاميذه ... الخ

اعتبر الكاتب ايضا ان القسط الاكبر من استلاب الافراد لانسانيتهم يقع على المرأة وان اخطر انواع الاستلاب هو الاستلاب العقائدي و هذا واقعي جدا اذ ان المرأة في دول العالم الثالث و للأسف الشديد هي من المساهمين في جعل القسط الاكبر من الاستلاب بقع عليها و الاستلاب العقائدي كأخطر انواع الاستلاب الانساني للأفراد حيث ان تبعية المرأة في جميع احوالها لسلطة الاب و الاخ و الزوج و سلطة و طابع مجتمعها الذكوري و حقل المؤسسة الدينية الذي يلعب دورا كبيرا في حياة تلك المجتمعات جميعها تساهم في استلاب المرأة و قهرها و تخلفها في جميع جوانب الحياة

و السؤال الاهم هنا كيف وقع الانسان في شرك الرضوخ و الخنوع و التبعية و كيف يمكن انقاذه من واقعه المتخلف ؟
وقع الفرد في شرك الرضوخ والخنوع و التبعية و العبودية في تقبله لواقعه الموروث و افكاره الموروثة و فهره الموروث و تخلفه الموروث ايضا الموروث في جميع اشكاله يجعل من العقل الوارث تابعا و عبدا للسلطات و ارضا خصبة للتلقين و يمكن انقاذ الفرد من واقعه المتخلف عبر جملة من المعطيات التي تساهم في رفع مستوى الوعي الثقافي لدى الافراد داخل المجتمعات و تعزيز و ترسيخ المبادئ الانسانية و حقوق الانسان و العودة به الى مربع الفردانية و انقاذه من مربع العشائرية و التقليد و السعي لبناء انسان حر عبر ثلاث اسس ( تنشئة اجتماعية . اقتصادية . سياسية ) صحيحة

و اود هنا ان اضع جانبا تحليليا استنتاجيا لخلاص ذلك العقل من موروثه واعادة برمجة اللاوعي عنده وفق قناعات جديدة تزيح عنه الافكار التي رقدت طويلا هناك عبر البحث اولا عن حقائق تذهب اليها بنفسك لا تلك التي جاءت اليك مع قدسيتها على طبق من ذهب والبحث يكمن في اعادة قراءة الوقائع والاحداث بشكل اخر ومحاولة للعودة بعقلك الى تلك المرحلة التي كان فيها صفحة بيضاء وتبدأ انت بالكتابة على تلك الصفحة وان تكون انت ذاتك دون ان يملي عليك الاخرين افكارهم واكثر العقول قدرة على التحرر والعودة الى هناك تلك التي تتحاور مع الاخر وتقبله بغض النظر عن اختلافه معها وبالتالي يكون ذلك العقل ساحة لتبادل الافكار لا احتكار لتلك الافكار الموروثة فحسب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية: قصف إسرائيلي على منزل في شمال رفح قتل أسرة كا


.. شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق




.. مظاهرات في فرنسا


.. مظاهرات في العاصمة الفرنسية




.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد