الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنا في استراليا

كريم الثوري

2013 / 8 / 10
الادب والفن


Pencession
هنا في استراليا
من السهل أن تحصل على التقاعد والسبب عندهم واضح جلي لا يحتاج لتفسير ، وعندنا يحتاج لجهد حتى نصدق إننا لسنا بتمام عافيتنا ، نُكابر حتى نكون داخل إطار التغطية ، والسبب أيضا مازلنا نعيش ونتواصل ونتزاوج لأن المشيئة أرادت لنا ذلك
بمجرد أن تشرح لهم سيرتك ، بل يكفي أن تكون عراقيا حتى يتدافع إلى وجدانهم العارف إنّ ما مرَ على العراق يكفي لكي يجعل جميع العراقيين في مصحة للأمراض النفسية والعقلية ، لغرض تشخيصهم ثم علاجهم على مراحل
كأن يُحشرُوا قسرا مع تجمعات أكثر إنفتاحا وأقل حرجا وحساسية ، وكأن ينكِحوا ما طاب لهم من الشقراوات مَثْنى وثُلاث ورُباع حتى ينقطع النفس، لكي يعوضوا ما فاتهم أيام الحروب والسجون ، وكأن تُطعّم زيجاتهم ، وكأن يُمرروا مراراً وتكرارا ما يجعل الذاكرة القوية تنفلت ويختلط معها الأخضر باليابس ، وكأن وكأن وكأن ، ولكن المُغتربون الذين غادروا العراق في أوقات ليست عصيبة قياسا ، أثبتت نتائج الحنين لديهم أن لاطائل يُرجى في علاجهم سوى معالجة الحنين برجع الحنين ، ثم يُطلق سراحهم ، ليهيموا في الدروب والأزقة بحثا عن ذاكرة كانت هنا ، ثم اختفت فجأة
هل يصلح هذا المثال على العربي أيضاً ؟
نعم ولكن بدرجات أقل من وحدة قياس العراقي، فالعراقي خَبِر الحروب ونتائجها ، خَبِر السجون والمعتقلات وعواقبها ، خَبِر الموت الجماعي ، خَبِر الحاكم الجائر الذي كان يقول في الهواء الطلق وأمام شاشات العالم : أما أنا على رأس الحربة أو أعيدهم إلى التراب ،
والتراب تراب...
من هنا كان العراقي هو السباق دوما ، وما ينطبق عليه لا ينطبق على غيره
ومن هنا كان المشهد العراقي هو الرائد وبوابة لبقية مشاهد ثانوية بدأت تتكشف شيئا فشيئا حتى تفتحت كل المشاهد على مصراعيها مرة واحدة
الربيع العربي جاء متأخرا قياسا بالعراق ، وما يعانيه الفرد العربي اليوم يَعد جنة قياسا بما مرَ على العراقي
وعذاب الإنسان العربي جاء متأخرا قياسا بعذاب الإنسان العراقي ، يَعد رحمة قياسا بكابوس الإنسان العراقي
وربما من هنا وإلى هنا كانت الحكمة الإلهية بأن جعلت العراق أكبر مقبرة في العالم
يسبق غيره دون منافس
في معدل الوفيات وال.... الولادات
عبر التاريخ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل