الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهمجية في القتال

ضياء السورملي

2013 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الحروب هي المواجهة بين الجيوش المتقابلة وتحترب بسبب الخلافات بين دولها ، وقد حاولت المنظمات الانسانية ان تقيد الدول المتحاربة او الجيوش المتواجهة في جبهات القتال بمبادئ وأسس ثابتة يلتزم بها كل طرف من الاطراف المتحاربة .
على سبيل المثال ، السماح بسيارات الاسعاف والمستشفيات بنوعيها الثابتة والمتحركة ان تقوم بواجباتها من دون التعرض لها ، وكذلك عدم التعرض للمناطق المدنية المأهولة بالسكان، وعدم قتل العسكريين العزل عند وقوعهم بالاسر او استسلامهم من دون مقاومة ، وغيرها من المبادئ التي اتفقت عليها الدول في مواثيق ثابته في عهدة المنظمات الاممية .
ولكن ما حصل ويحصل من حروب في مختلف بقاع العالم في القرن العشرين يؤشر على سلوكيات شاذة في الحروب الطاحنة التي دارت هنا وهناك فاقت في بشاعتها كل المقاييس غيرالانسانية وخصوصا الحروب التي وقعت في مناطق الشرق الاوسط وافريقيا.

لقد ضرب النظام العراقي على سبيل المثال شعبه بالمواد الكيمياوية في حلبجة واستخدم ابشع الاسلحة الفتاكة في ضرب ايران وقام بنهب الكويت ودمر البنى التحتية في المناطق التي دخلها الجيش العراقي وفي كل بقعة وصل اليها.
قام النظام السوري بقصف المدن الآهلة بالسكان وقابلته المعارضة الدينية بمقاومة وحرب قذرة في عملياتهم واستخدمت كل انواع العمليات البشعة من تمثيل بالجثث وحرقها ابحجة الانتقام من اعوان النظام ، وكان الضحايا هم السكان المدنيون من نساء واطفال وشيوخ كما دمروا المباني والبنى التحتية بشكل لا يوصف .

ما حدث في ليبيا في زمن العقيد المجنون معمر القذافي الذي عاث في البلاد بطشا لكل من كان يعارضه شاهد آخر على بشاعة النظام واساليبه الوحشية ، وعندما قاومت المعارضة الحكم انتقمت شر انتقام ودمرت البنى التحتية باكملها ردا على مجابهة النظام الليبي ولم يسلم المدنيون من قصف الطرفين المتحاربين مما تسبب في هلاك العديد من المدنيين العزل وتشريد الالاف منهم .
تشابكت المواقف بين أنظمة الحكم والقوى المعارضة في جميع الحروب التي حدثت في القرنين العشرين والواحد والعشرين ، حتى حارت اميركا وروسيا والصين الى اي طرف يكون انحيازهم كما حدث في حرب البوسنة والصرب في يوغوسلافيا السابقة .
كل الاطراف كانت ضالعة بالوحشية والجريمة وعدم الانسانية وكلها تداولت قتل المدنيين والسكان الآمنين بابشع الوسائل واكثر الاسلحة فتكا

فقدت الاخلاق والموازيين ، وبرر كل طرف سلوكه الشائن بمختلف الوسائل والتبريرات ، منها المبررات الدينية والعرقية والاثنية والمناطقية والولاء لمرجعيات دينية متخلفة تابعة لجهات مشبوهة في اخلاصها لشعوبها واوطانها

لعبت دول النفوذ الكبرى مثل اميركا وروسيا والدول التي تدور في افلاكها ادوارا قذرة في تأجيج نار الحروب في دول عديدة وشاركت مع دول النفوذ دول رجعية عميلة تابعة لها بتمويل مصادر المال والنفوذ ، السعودية على سبيل المثال كانت تتحمل معظم تبعات تمويل الارهاب الديني الاسلامي في العالم من خلال مدهم بالمال والسلاح والدعم والتاييد ويدور في فلكها دول اخرى وكلهم تابعون لدول النفوذ التي يأتمرون بامرها مثل اميركا وبريطانيا وفرنسا ويقابلها بالضد الدول التي تدور في فلك روسيا والصين مثل ايران وسوريا وكوريا الشمالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة