الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفلاس النخب الليبرالية و العلمانية المصرية والعربية

عمران ابراهيم

2013 / 8 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في مقابلة مع السفير إبراهيم يسري مع قناة الجزيرة قال كلاما مختصرا و رائعا للحالة المصرية و النقاط الرئيسية التي ذكرها يمكن إيجازها على النحو التالي

لا يمكن ان تتحرر مصر حتى يصبح وزير الدفاع و وزير الداخلية مدنيان كبقية دول العالم

اكتشفت النخب المدنية المصرية أن لا وزن لها في المجتمع المصري و لا يمكن ان تكسب أي انتخاب فتحالفت مع العسكر و الدولة العميقة لإزاحة الإسلاميين

شرعية الحشود التي يتحدث عنها الانقلابيون لا قيمة لها و لم يثبت حدوث هذا الشيء تاريخيا و لو كان صحيحا ان المحتشدين ثلاثون مليون فليدخلوا الانتخابات القادمة بعد شهور و يفوزوا و يعزلوا الرئيس و يفعلوا ما بدا لهم و الدستور يتيح لهم ذلك و لكنهم غير واثقين من ذلك

العالم الغربي على الخصوص لا يريد مصر قويه و إنما مصر أليفة و مستقرة و هذا التباكي ما هو إلا دموع تماسيح

ان ما ذكره هذا المفكر يختصر الوضع المصري بشكل كافي

و يظهر تهافت ما يدعى بالنخب التي أصابت المواطن العادي في مصر وخارجها بالإحباط الشديد بعد ان اكتشف مدى سطحيتهم و تناقضهم مع الأفكار التي كانو يدعون الإيمان بها و قد لعبت وسائل الإعلام الحديثة رغم ان اكثرها تسوق لهم دور كبير في فضحهم و مما يحز بالنفس ان يتبارى اثنين منهم بالفخر وعلى الهواء مباشرة أنهم ممن وضعوا الخطوط الأساسية لخريطة الطريق صبيحة يوم الحشد المزعوم بمعنى آخر البيان رقم واحد وهم ممن كنا نعتبرهم قامات عالية في الفكر المدني المصري فسقطوا هذا السقوط المدوي حتي لو كسبوا السلطة و لا أظنهم يفعلون في وجود العسكر و قد اتضح أنهم ليس افضل من الإمبراطور المخلوع الذي تحالف مع المهرب ملهب باعتباره يعرف القراءة و الكتابة ( يعني مثقف ) في مسرحية الرحابنة الرائعة يعيش يعيش حتى و لو زينوا بيانهم الانقلابي بعبارة بعد الاتكال على الله و الشعب

الدور المهين الذي لعبه هؤلاء يجعلنا نعيد النظر في كل الفكر المدني الذي آمنا به دوما و نتساءل كما الكثير غيرنا هل العيب في الفكر نفسه أم هي انتهازية النفس البشرية و ضعفها امام مغريات السلطة

هي لحظة مراجعة للنفس و لمجمل الفكر الليبرالي المعاصر خاصة بعد ان اتضح أن من كانوا يعدونهم ظلاميين و دينين أكثر مدنية منهم و آكثر تحضرا و أكثر ديمقراطية على الأقل هذا ما ظهر منهم حتى الآن و قد ازداد قبولهم في مجتمعاتهم بفضل هؤلاء المفكرين الأفذاذ بعد ان انحدر بشدة لدخولهم الحلبة السياسية بما يتماشى مع القانون الطبيعي لتطور المجتمعات بغض النظر عن معتقداتهم الدينية

إن ما تعيشه مصر حاليا هو أكبر كذبة في التاريخ الحديث و ستتضح الحقائق بعد ان ينجلي غبار المعركة و تخف حدة الإعلام المضلل الكذوب الذي امتهن التحريض العنصري و قلب الحقائق رأسا على عقب

و سيعلم الجميع حجم الكارثة التي ألمت بما يدعى بالفكر المتمدن والليبرالي بعد ان اتضح ان ممثليه ليسوا أكثر من مرتزقة سواء حسنت نيتهم أم لا و ستكون فرصة أن نبدأ مراجعة ذاتية في مجمل فكرنا اليساري والعلماني و الليبرالي و البداية ستكون دعوتنا ( أن قليل من الخجل ) لمن كنا نظنهم إلى وقت قريب أعمدة هذا الفكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله