الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نعي الدرس ؟

زاهر نصرت

2013 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عندما قامت الثورة في العراق سنة 1920 او ما يطلق عليها " ثورة العشرين " ضد بريطانيا وقف المسلم السني والشيعي والكردي الى جانب التركماني والاشوري والمسيحي ضد الاحتلال البريطاني للعراق وما ألت اليه نتيجة هذه الثورة لاحقاً من فرض الانتداب والوصايا على العراق ، الذي يهمنا هنا طبيعة شخوص هذه الثورة من ناحية المذاهب والطوائف والقوميات التي اشرت اليها انفاً فهل الثورة وحدتهم أم لا ؟ نعم وحدتهم لكن بصورة مؤقتة ضد قوة لم تحسن التعامل معهم وأساءت التصرف وحكمت حكماً ديكتاتورياً مستبداً لا يختلف عن حكم السلطة اليوم الا بالشكل والخلفية ، ولكن اليد التي تلعب خلف المسرح التي صنعت الانتداب ومن قبله الاستعمار ، هي نفسها اليوم رجعت القهقري بافكارها ومخططاتها الجديدة المسمومة والمتبَّلة بالحقد ، صنعت رجالات الحكومات المتعاقبة على العراق خلال البضعة أعوام الماضية الذين تمردوا على شعبهم واعادوا الاستعمار والانتداب بثوب الحكومة الوطنية ولكن المستبدة .

بعد الاحداث التي مرت في العراق خلال الحرب الطائفية المقيتة التي عصفت سَنتي 2006 – 2007 والفجوة الكبيرة التي احدثتها هذه الحرب وافرازاتها من قتل وتهجير والتي نجحت من خلالها قوات الاحتلال الأمريكي باختراعها في التفريق بين الشعب الواحد حسب المذهبية والطائفة الدينية وفي اشغال المقاومة الحقيقية التي كانت تضرب هذه القوات بيد من حديد والتي تجرعت خلالها الامريّن وكلفتهم خسائر جسيمة وباعتراف مباشر من جنرالاتهم بحيث أصبحت هذه الطريقة ناجحة في التفرقة حسب نظرية الاستعمار البريطاني خلال وما بعد الحرب العالمية الأولى " فرق تسد " ، ان بوادر هذه التفرقة تتجدد الان بفعل مؤامرة دولية ليست على العراق فحسب بل على العالم العربي عن طريق الثورات المزعومة ضد حكامها الذين كانوا في الامس القريب حلفاء وأصدقاء مقربون ، ان الغاية معروفة وهي تقسيم وتشظية هذه الدول الى دويلات صغيرة طائفية ومذهبية وقومية بدون التدخل العسكري المباشر وما يحمله من فرضيات قد تخطئ حساباتها من ناحية الخسائر البشرية والتكاليف المادية وحتى الزمن المقدر لهذا التدخل كما حدث في العراق .

الغاية التي يرومون اليها إيجاد ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد وفق نظرية المؤرخ الصهيوني " برنارد لويس " الذي وضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعاً كلاً على حدة حتى يُسهل من عملية السيطرة عليها لاحقاً ، فاليوم أصعب من ان نخلق شعباً موحداً بوجود قوميات وطوائف لا تقبل بعضها بعضاً جراء الحملة الإعلامية الشرسة الغير واقعية بزيفها وكذبها التي يديرها الاستعمار القديم – الحديث في زرع بذور الفتنة وتأجيج روح العداء وتشويه صورة الفرقاء باتجاه معاكس مع العمليات التي تتم على الأرض من تفجيرات واغتيالات لتصعيد روح الفرقة والضغينة واكبر دليل ما يحدث الان في مصر وسوريا ولبنان والسودان إضافة الى العراق بعد ان شهدنا نمواً للقومية والتعددية المذهبية والطائفية وهو ما لم نتهيأ له فنحن ما زلنا نعيش الساعة والدقيقة واللحظة ولا ننظر الى الغد وما بعده ، وهو ما سوف يدهشنا على ما يبدو بأيامه السوداء ... اذن السؤال دائماً يطرح نفسه : متى نعي الدرس ؟


زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب