الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الشيخ والارشمندريت

حسين خميس

2005 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


حتى كتابة هذه السطور لا يزال مصير البطريرك اريانيوس مجهولا وحتى تتحدث بعض الانباء عن احتجابه عن العباد بعد الفعلة الشنيعة التي قام بها مع عدد من انصاره بتزوير التاريخ العربي في القدس المحتلة واقدامه على صفقات بيع لممتلكات الكنيسة في مدينة القدس لمجموعات صهيونية يمينية تتحدث الانباء عن ارتباطها بالحكومة الاسرائيلية الفاشية العنصرية لتخلق نوعا من الامر الواقع في المدينة العربية تحسبا لاي مطالب فلسطينية مقبلة في اي مفاوضات (محتملة )مع اسرائيل .
المصير الذي ال اليه البطريرك اليوناني للمدينة المقدسة يعود الفضل الاول له لاخواننا وشركائنا في الوطن في طائفة الروم الارتودوكس وموقف الاب عطا الله حنا المحرك الرئيسي لعملية التصدي للعملية القذرة واشير هنا الى ان التاريخ الفلسطيني في العصر الحديث شهد صعود نجم ابطال وطنيون وثوريون بلباس ديني وبالذات من اصحاب المراتب الدينية العليا كانت احداها المطران كبوتشي في السبعينات والاب عطا الله حنا الارشمندريت والناطق الرسمي باسم الكنيسة الارتودكسية في الاراضي المقدسة ، والصحيح ان الحديث عن الاب عطا الله حنا طويل ولا نهاية له ولكن العلامات البارزة لهذا البطل الذي سيسجل في التاريخ الفلسطيني كمن رفض التنازل عن عروبة فلسطين وهويتها العربية والمسيحية والاسلامية في وجه الغزو الصهيوني لفلسطين ، وابرز عطائات الاب عطا الله حنا هو تصديه مع بقية اخوانه في الكنيسة الارتودكسية لعملية بيع العقارات والوقف المسيحي لجهات مشبوهة ، الاب لم يساوم ولم يناور على الهوية العربية للقدس كان له موقف واضح بان لا مكان للخونة داخل الكنيسة وصعد المعركة بهدوء ومن وراء الكواليس بدون احداث هزات عنيفة داخل الكنيسة واستطاع احداث اجماع يطالب البطريرك بالرحيل عن كرسي البطريركية لانه اخل بالامانة وتامر مع الغير على عروبة القدس وفلسطين وهنا اشير مرة اخرى الى ان هذا الراهب المقاتل ليس حالة نادرة في اوساط ابناء شعبنا فهنالك اجماع على خطاه بين اخوتنا في طائفة الروم الارتودوكس وهنا نشيد بدور اخوتنا ونقف احتراما لهم وللاب المقاتل ، بالمقابل فانني اجد حرجا في المقابلة بين موقف الاب وموقف السلطة الفلسطينية ، فهنالك اجماع على ضرورة رحيل البطريرك عن كرسيه ولا تزال السلطة تتصرف وكأن الحديث يدور عن مدينة تقع في اخر الدنيا ليس لها علاقة بها وهذا الامر جدا يقلقني شخصيا لماذا لا لم يتخذ قرار فوري بطرد البطريرك من منصبه ام ان هنالك حسابات سياسية والسلطة لا تريد ان تغضب بعض الاطراف وان تثير معها ازمة كامريكا واسرائيل مثلا الحديث هنا يدور عن بيع اراض عربية بالدرجة الاولى لجهات صهيونية لتتمكن من تهويد المدينة المقدسة ، ثم ان هنالك لجنة تحقيق فلسطينية اقيمت بهدف بحث الموضوع الى اين توصلت وما هي النتائج ولماذا الصبر على من يفرط بالاراض العربية .
ومرة اخرى اريد ان اقارن بين موقف الاب عطا الله حنا وبين موقف الشيخ المقرب من الحركة الاسلامية الشق الجنوبي الذي اختار ان يذهب بعيدا في مواقفه ويبارك على الملأ تحويل كلية ارئيل المقامة على الاراض العربية المحتلة عام 1967 الى جامعة واؤكد ان ليس بالضرورة ان ننساق وراء الشعارات البراقة التي يطلقها
البعض ممن يدعون الى دولة الخلافة وتطبيق حكم الشريعة فالشيخ الموقر لم يترك للمتعاونين مع الحكومة الاسرائيلية موقفا افضل من ا لموقف الذي اتخذه ، وهنا نشير ونعود ونأكد بان مسألة نجاح الشعب الفلسطيني في كفاحه وتحقيق امانيه يعود بالاساس الى وحدته الوطنية بمسلميه ومسيحييه ودروزه وعلينا ان نتذكر بان المزاودة على البعض لا يأتي منها سوى الدمار والخراب وان الموقف الذي اتخذه الاب عطا الله حنا من بيع عقارات لجهات خارجية ومشبوهة يدل على ان فلسطين لا زالت بخير وانها كما عهدناها دائما لجميع اهلها كانت وستبقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة