الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.. بَعْضِيَ والليل

يحيى علوان

2013 / 8 / 11
الادب والفن


خِلافـاًً لكثرةٍ من الخَلقِ يسحرنـي الليل ، أَستمتعُ بيقظتـه ...
أَعُبُّ مـا ينفثه من هـدوءٍ .. فـلا أنـام ،
في وقتٍ تتزاحَمُُ الكوابيسُ فوقَ الرؤوس ، تُمشِّطُ أَزقَّةَ الأحلام ..
أَرقَبُ العـالمَ ينزِفُ أواخِـرَ الضجيـجِ ، ويهجَـعُ ..
وحينَ يغدو الصمتُ صافياًً ونظيفاً ، يَروحُ دمـيَ الوحيـدُ لبعضه يُصغي ،
أبحثُ في معجَمِ الليلِ عن مُفردةٍ ، قد تُحيي الفَرَحَ وهـو رمـيم !
فإنْ إحتجبتُ في قُبَّةِ الصمتِ ، فلأنََّ المفردات ترَهَّلَتْ وعَلاهـا نسيج العنكبوت ..
فـي شُرفتنـا ، التي سَلَّمَت سهرتَها لنجـومٍ عاريةٍ بين الغزلان ،
أَنفُثُ دخّـانَ سيجارتـي ، وسطَ الظلمَةِ ...
البيتُ المقابلُ لنـا ، هو الآخرُ، لا تَكفُّ مدخنته تزفِرُ "سيجارها" ، كأنها تُقاسمني السَهرَ ،
النجومُ تَوَضَّأَت بصمتٍ خالصٍ ، تتدافعُ على برودةِ ليلٍ مسروقةٍ من غَفلَةِ الهجيرِ ،
من الشُرفةِ أَرقَبُ شَجَرَة التفّاح المقابلة لنا ، طَلاهـا الليلُ بالداكِـنِ ،
والنجمُ ماسٌ مغسولٌ ..
نُتَفُ غيماتٍ تائهةٍ في المدى ، تَحُكُّ ظهرَ الموجِ في البحيرة القريبةِ ،
فِضَّةٌ خَلَعَتْ نَعليها ، تأبى أَن تَركسَ في قاعِ البُحيرةِ ... تُراقِصُ النسيمَ على
وجه الماء ، تَسرُقُ فراشاتِ النُعاس ..
منسوبُ الملوحة في دَمي ، يرتَفِعُ ... أشعرُ برغبةٍ مُلِحَّةٍ ، مثل العَطَشِ لكتُبٍ لَمْ
أَقرأها ، كالجوعِ لمعرفَةِ ما يُفَكِّرُ به الوجه ، الذي يراني في المرآة ..

.................................
.................................

لا أَكتَرِثُ كمْ هـيَ الساعة الآن ..
أُحِسُّ بمَنْ يقترِبُ منّـي ، دونَ أَنْ أَراه ...
هـو ذا الأَميـرُ ، النُعاسُ ، جـاءَ يُجرجِرُنـي إلى غرفَـةِ النـوم ..
بعـد قليلٍ سيرِنُّ المنبِّهُ ، يذبَـحُ النـورَ عن حُلُمي ، يقتلعُني من حُضنِِ الرؤيا ،
سيتعيَّنُ عليَّ أَنْ أَسحلَ جَسَدي إلى الحمّـامِ ، في طَقسٍ يومـيٍّ مُقرِفٍ ...
أَنْ أَرتدي بَدلَةَ التنكُّرِ ، وأَضَـعَ القِنـاعَ على وجهـي .. إستعداداً لنهـارِ العيشِ .. !
وفي الطريقِ إلى البابِ ، قَبلَ خروجي ، أَلتَفِتُ لحظةً خلفـي ،
سأَرى بَقايـايَ ، هنـاكَ فـي الشُرفَةِ ، وفـي غرفـَةِ النـوم ...
حينهـا سأُدرِكُُ أَنَّ بَعضِـيَ ، فقط ، مَـنْ سينقذفُ فـي لُجَّـةِ النهـار ..!!





* * *



نَمّـامٌ


بئيسٌ مَنْ يظنُّ أنَّـه حقَّقَ كلَّ أحلامـه ،
فـلا يعـودُ لـه هـمٌّ ، سوى النميمـة !!
يروحُ بهـا يُرهِـقُ خيـوطَ الهاتفِ ،
حتى تَعيا من عجيزتـه كراسي المقهى ...
معَ أَنه يَمتلكُ كُلَّ أسبابِ الغياب ...
منذُ عقـودٍ يمتهنُ حِرفَةَ الثرثرةِ والنميمة ،
يَهرَبُُ من زنزانةِ البيتِ إلى زنزانةِ المَقهى أو العكس ...

تعيساًً يغدو عندمَّّـا يفقدُ مَنْ يستمع إليـه ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا